هل تدخل تركيا خط المواجهة لإنهاء الحسم العسكري في اليمن.. ومع علاقة إخوان اليمن

الإثنين 22 يونيو-حزيران 2020 الساعة 01 صباحاً / مارب برس - خاص
عدد القراءات 4482

 

 هناك غرابة في حسابات السياسة في اليمن, فحين لا يريد الغرب (الامريكوروبي) انتصار الشرعية في صنعاء بسيوف الإخوان هل يفكر حزب الإصلاح فعلاً بالاستعانة بالأتراك للوصول الى النتيجة نفسها, حسم المعركة مع الحوثيين ومليشيات عدن .. وأن لم تكن مفاصلة فتسوية قسرية ممكنة على الأقل لكسر عظم الانقلابيين..

بهذه المقدمة استهل الكاتب عبدالفتاح الحكيمي في مقاله الأسبوعي الذي نشره موقع مأرب برس تحت عنوان " تركيا وإخوان اليمن .. ما وراء الأَكَمَة " ومضى الكاتب قائلا " التلويح بالورقة التركية للمناورة والضغط على ما يسمى تحالف دعم الشرعية شيء, والتهور الفعلي باتجاه وهم النصرة الاردوغانية سيضع حزب الإصلاح وما تبقى له من وجود وقبول شعبي نسبي .. ففي سوريا سهل تماس الجغرافيا والتواطؤ المحلي والإقليمي والدولي ضد الأكراد تمرير مخطط اردوغان للحفاظ على حلفائه السوريين(الاسلاميين) وبتغاضي روسيا نفسها كما حدث في إدلب.. وفي ليبيا استعانت سلطة شرعية بالأتراك .. ولن يبرر قرب تواجد أنقرة العسكري المحدود من البحر الأحمر في جزيرة سواكن السودانية تنادي الأتراك بانتهاك حرمات الممر الملاحي الدولي والتجارة العالمية..

وما حدث من انتكاسة لقوات حفتر في ليبيا بسبب دعم تركيا العسكري شبه المباشر لحكومة الوفاق قد لا يدوم طويلاً مع التَّحَفُّزات المصرية مدفوعة الأتعاب.

وأضاف الكاتب" الاصلاحيون ليسوا الحوثيين بكيانهم المسيطر على الأرض, وليس المتعلق بالأوهام, فليس لهم أرضية وجود جغرافي عسكرية مضمونة يديرون منها وبها مشروعهم.

عدا أنه ليس للإصلاحيين الشرعية الدولية والاعتراف الذي حظيت به حكومة الوفاق الوطني الليبي ولا العمق والحاضنة الجماهيرية والشرعية الشعبية لتخويلهم قرارات مصيرية خطيرة بهذا الحجم دون وجود ضوء أخضر وصفقات مكولسة مع قوى عظمى صاحبة قرار أو تأثير يوازي اللوبيات الكبرى. 

ويكشف الكاتب قائلا " ربما يقف الإصلاح نفسه ايضاً خلف شائعة استعانته بالاتراك كورقة ضغط على التحالف لإنهاء تمرد الانتقالي في بعض الجنوب كأولوية قصوى أخطر من انقلاب الحوثيين بحساب مهددات الوحدة الوطنية الجغرافية ومشاريع تقسيم اليمن المحتملة.

 ألتحالف(ألعربي) لم يستفد من خبرة تجييش الإصلاح في معركة السعودية ضد الخطر الإيراني(الحوثي) على حدودها .. وهي ثغرة كبيرة أما أن تدفع مسمى التحالف العربي بقرار حسم حقيقي أو يرسل الإصلاح فائض مقاتليه إلى بقعة أخرى مثل ليبيا, فلديهم تجربة تاريخية متنوعة في تجنيد المقاتلين .. رسالة كبيرة لم تلتقطها السعودية كما يجب منذ نداء الزعيم الإصلاحي القبلي حمود سعيد المخلافي للجنود اليمنيين في حدود المملكة الجنوبية بالعودة إلى قراهم وترك القتال.

ستكون فكرة استعانة حزب الإصلاح بطرف خارجي أو مجرد التفكير قمة الانتحار والحسابات الغبية الساذجة..

وتجاوز كهذا لو حدث محصلته النهائية هو انقلاب أشمل وأخطر من انقلاب صنعاء الحوثي عفاشي وانقلاب عدن الانتقالي الجنوني لأنه قد يمكن الحوثيين بشكل أو بآخر بتقريبه أكثر من تحالف السعوماراتي وتسليمه الزمام ..

تظهر تسريبات هواجس ومرسومات ثنائية الإصلاح-تركيا بالفعل إن سلطة الشرعية هي حزب الإصلاح, ولن يتجاوز التدخل التركي تعز- الحديدة لو أنه تحقق بالفعل بغطاء دولي لا يتجاوز فيه الاصلاحيون دورهم المحدود وليس إلى سقطرى بطبيعة تشابك خطوط مصالح القوى الكبرى تاريخياً ألتي لا يعني الوجود الإماراتي فيها أكثر من اطاحة مشاريع قطر الاستثمارية وليست المعادلة العسكرية المحسومة, فكلاهما أدوات تنفيذ فقط.. ونجح محافظ سقطرى الذكي رمزي محروس في إدارة الأزمة الاخيرة بتفويت صراع البيت الداخلي الذي رسمه مجلس الانتقالي للاستيلاء على الجزيرة لاحقاً من خارجها بأدوات محلية في معركة لم تبدأ بعد, وإذا انتهت فلصالح تماسك النسيج الاجتماعي السقطري كما شاء لها المحافظ !!.

ولن يتجاوز الدور التركي غير المباشر في اليمن أكثر من تهريب السلاح والمعدات وأجهزة الاتصالات والأموال(القطرية), تماماً كما تفعل إيران منذ سنوات من خلال استغلال تواجد سفنها الحربية قرب المياه الدولية لليمن لدعم الحوثيين بالطيران المسير والصورايخ الباليستية وغيرها.

وإذا كانت مشكلة الإمارات المتحدة وضوح دعمها الصارخ لانقلابات عدن وافتعال مواقف عدائية مع الاصلاح فإن معضلة السعودية في تذبذب قراراتها ومراوحتها, أكان عدم قدرتها على أِنفاذ اتفاقية الرياض التي رعتها بين الشرعية والانتقالي , أو كما حصل قبل يومين بعد استلام قواتها للمواقع والنقاط العسكرية الحكومية في سقطرى باتفاق مع المحافظ رمزي محروس ثم التساهل مع استيلاء مليشيات الانتقالي على المواقع نفسها .. ما اعتبرته الأخيرة انتصاراً وليست حكمة رجل أراد تجنيب أبناء عشيرته ومنطقته شرور الطارئين عليها في معركة لم تبدأ بعد !!.

للاطلاع على بقية المقال أنقر هنا