فيروس كورونا يفضح القادة الجدد في السودان

الثلاثاء 26 مايو 2020 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 2698

  

الحكومة التي تولت السلطة بعد الإطاحة بحكم عمر البشير الذي سيطر على البلاد لفترة طويلة فشلت في إدارة الأزمة التي تواجه البلاد بسبب فيروس كورونا.

وقال وزير الصحة السوداني، أكرم التوم، وسط الارتفاع السريع في حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في أوروبا الغربية والولايات المتحدة في مارس/آذار الماضي: "إذا كنا قد استطعنا التخلص من عمر البشير، فكيف لا يمكننا السيطرة على هذا الفيروس الصغير؟".

ومع تصدر السودان الآن قائمة دول شرق أفريقيا من حيث عدد حالات الإصابة (أكثر من 2000 حالة) والوفيات (حوالي 100 حالة)، يطرح كثيرون أسئلة في هذا الشأن، لكن التوم يتهرب من مواجهة وسائل الإعلام.

وألغت وزارة الصحة جميع المؤتمرات الصحفية تطبيقاً لقواعد التباعد الاجتماعي، لكن ليس من الواضح لماذا لا يعقدونها عبر الإنترنت.

وزير الصحة السوداني: فيروس كورونا صار يركض أمامنا "لو ضاقت عليك ستموت" سخرية من صراحة وزير الصحة السوداني حول كورونا دليلك للإغلاق العام في شتى أنحاء العالم قصة طبيبين سودانيين توفيا أثناء محاربة فيروس كورونا في بريطانيا .

وقف طباعة الصحف لم يطبق رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وحاشيته من الوزراء قاعدة التباعد الاجتماعي كما اظهرت الصور أثناء وجودهم في مطار العاصمة الخرطوم، في استقبال جثمان وزير الدفاع، جمال عمر، بعد وفاته المفاجئ في جنوب السودان في أواخر مارس/آذار.

كما تجاهلوا القاعدة أيضاً في منزل المتوفى رغم تحذير الجيران من المخاطر الصحية التي يشكلها التجمع. ويظهر التوم على شاشة التلفزيون من وقت لآخر، ولكن فقط لقراءة بيان مسجل مسبقاً حول أحدث عدد حالات الإصابة بالفيروس والوفيات جراء الإصابة به.

مصدر الصورة توفي وزير الدفاع السوداني جمال عمر بنوبة قلبية عن عمر ناهز 59 عاماً.

كما تقلصت مبيعات الصحف المطبوعة بسبب قيود الإغلاق والتي أدت إلى توقفها عن الطباعة، مما جعل الأخبار متاحة عبر الانترنت فقط.

وهذا يعني أن معظم السودانيين لن يتمكنوا من الحصول على آخر الأخبار لأن انتشار الانترنت محدود (فقط 26 في المئة حسب بعض التقديرات).

ويطرح كثيرون تساؤلات عما إذا كان يمكنهم الوثوق بالحكومة، التي هي مزيج غير متجانس من ضباط الجيش ومدنيين.

 

ورغم أن الإغلاق قد يكون محاولة لمنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إثارة التوترات، لكنه أثار ايضا المخاوف من أن تنتهي الحكومة بقمع وسائل الإعلام تماماً مثل النظام المخلوع.

فلا تزال قوات الأمن تتمتع بنفوذ هائل، ولم تظهر أي بادرة تذكر على التزامها بمبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية.

 كان للحظر تأثير مدمر على الاقتصاد.

"فرارالعمال المهاجرين من مراكز الحجر الصحي" بعد دخول الإغلاق حيز التنفيذ على الصعيد الوطني في أبريل/ نيسان، قيل أن الشرطة ضربت الأطباء واعتقلتهم، بمن فيهم رئيس أكبر مستشفى للولادة في السودان، أثناء توجههم إلى العمل.

جرى ذلك رغم أن الأطباء كانوا يحملون تصاريح سفر، فتدخل التوم في النهاية وأمر بالإفراج عنهم.

ويعتقد الكثيرون أن الفيروس قد جاء إلى السودان عبر مئات المهاجرين السودانيين الذين عادوا من مصر والإمارات في مارس/آذار بعد أن تفشى المرض في تلك البلدان. وضعتهم الحكومة في مراكز الحجر الصحي، لكن كثيرين غادروها قبل إتمام المدة اللازمة بسبب الظروف والأوضاع السيئة لتلك المراكز.

واحتج الطلاب السودانيون العائدون من مدينة ووهان الصينية في المطار عندما قررت الحكومة وضعهم في الحجر الصحي