الجزيرة تكشف بالأرقام حقيقة كورونا في اليمن

الخميس 21 مايو 2020 الساعة 04 مساءً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 5593
 

  

كأن اليمن ينقصه فيروس كورونا ليتفشى فيه، بعد خمسة أعوام عانى خلالها من ثلاثية الحرب والمجاعة والكوليرا، لتأتي جائحة كورونا لتفتك ببلد أنهكته الحروب، ليحصد الوباء آلاف الضحايا في وقت قصير، في حين يقف القطاع الطبي عاجزا عن مواجهة الوباء، وسط معاركه في مداواة آثار الحرب والكوليرا وسوء التغذية وموجة الفيروسات التي تضرب جنوب البلاد.

ويبدو أن وباء كورونا عرف طريقه للانتشار في جميع أنحاء اليمن، حيث حصلت الجزيرة نت على أرقام صادمة تؤكد وفاة نحو ألف شخص في العاصمة المؤقتة عدن جراء الإصابة بموجة من الفيروسات والأمراض مؤخرا، ومن بينها كورونا.

إضافة إلى نحو مئتين في صنعاء، أما تعز -التي تعاني من الإهمال من السلطة الشرعية، وهجمات الحوثيين- فإن معركتها مع كورونا باتت مفتوحة على مصراعيها، وسط مخاوف من أن ينتصر الوباء على مدينة صمدت في وجه الحرب والخذلان.

وتبدو النتيجة الأبرز التي وصل لها فريق مراسلي الجزيرة نت في اليمن أن السلطة الشرعية والحوثيين لا يفصحان عن الأرقام الفعلية للإصابات بالفيروس، وهو ما تؤكده منظمات دولية.

وتتبعت الجزيرة نت حقيقة الوضع على الأرض، بعيدا عما تعلنه السلطات الرسمية، وكانت البداية من صنعاء؛ حيث كشف أطباء ومصادر خاصة للجزيرة نت عن أن عدد الإصابات التي تم التأكد منها بلغت حتى الآن أكثر من خمسمئة حالة، في حين بلغ عدد الوفيات أكثر مئتين، رغم أن سلطات الحوثيين لا تعترف سوى بتسجيل أربع حالات فقط.

تشغيل الفيديو نكبة صنعاء بكورونا يؤكد أطباء يعملون في مستشفى الكويت بصنعاء -تحدثوا للجزيرة نت- أن المستشفى يعالج حاليا أكثر من أربعمئة حالة مصابة بالفيروس، ويتم دفن الوفيات بإشراف أحد الأطباء بعد غسلهم بمادة كورلكس للتعقيم.

وحسب الأطباء، فإن مستشفى زايد في صنعاء يمثل ثاني المستشفيات التي يتم فيها حجر الحالات المشتبه في إصابتها بكورونا، حيث يوجد فيه عشرات الحالات من دون رعاية صحية.

اعلان وحول عدم إفصاح الأهالي عن وفياتهم بالمرض، تحدثت الجزيرة نت لأفراد من عائلات بعض ممن توفوا بالفيروس، وأكدوا أن الحوثيين قاموا بتهديدهم بالتخلي عن رعاية مرضاهم أثناء إصابتهم، إضافة إلى تهديدهم بالسجن في حال تحدثوا عن وفاة أقاربهم بالفيروس.

وحصلت الجزيرة نت على كشوف لعدد من المصابين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كورونا في المختبر المركزي القريب من مستشفى الكويت، الذي تحوّل إليه الحالات المصابة بصنعاء.

ويؤكد الدكتور محمد الكمالي (اختصاصي جراحة المخ والأعصاب) للجزيرة نت أنهم يحرصون في صنعاء على أخذ الاحتياطات في العيادات والمستشفيات بقدر الإمكان، رغم أن أدوات الوقاية والتعقيم تكاد تكون معدومة، والمتوفر منها من نوعيات رديئة وتجارية وغير فعالة.

كورونا يفتك بالأطباء وكشفت مصادر طبية للجزيرة عن طلب وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين من الأطباء الذين يشرفون على الحالات البقاء في المستشفى تحت الحجر الصحي وعدم المغادرة منذ نحو شهر تقريبا.

وطبقا لشهادة الأطباء الذين تحدثوا للجزيرة نت، فإن أربعة من الفريق الصحي المكلف بمتابعة الحالات المشتبه في إصابتهم بالفيروس توفوا في الأيام الأخيرة، بعد أن عُزلوا في غرف خاصة.

وبحثا على أسباب التعتيم عن الحالات المصابة من قبل وزارة الصحة التابعة للحوثيين في صنعاء، تحدثت الجزيرة نت مع الناطق الرسمي باسم الوزارة يوسف الحاضري، الذي نفى الأنباء عن حالات الوفاة اليومية بالفيروس في صنعاء

. وقال للجزيرة نت إن ما يتداوله البعض عن حالات الدفن لوفيات بسبب كورونا ليست صحيحة، وقال إنها "جثث كانت في المستشفيات الحكومية لأشخاص مجهولي الهوية، وليس لديهم أهل، إضافة إلى أشلاء من قتلوا نتيجة غارات التحالف"، مشيرا إلى أن توجيهات صدرت لهم بإفساح المجال في ثلاجات المستشفيات بصنعاء، كون طاقتها الاستيعابية قليلة.

اعلان الحوثيون والتقصي وبالنسبة للحالات التي يشتبه في إصابتها بكورونا، قال الحاضري إنه يتم الإعلان عنها بشكل رسمي من وزارة الصحة (أربع حالات فقط)، وأضاف "لنا طريقتنا الخاصة في التقصي والاكتشاف والفحص وفقا لظروفنا وإمكاناتنا".

وأوضح المتحدث للجزيرة نت أنه تم تخصيص مستشفيات للحالات المشتبه في إصابتها بكورونا، مؤكدا أن هناك الكثير من الأمراض الصدرية المشابهة لأعراض كورونا، ويتم تمييزها عن طريق الفحص المخبري.

تشغيل الفيديو 1000 وفاة بعدن ولا تختلف حال عدن عن صنعاء كثيرا؛ إذ تعصف بها -إضافة إلى كورونا- موجة من الأوبئة الفيروسية والحميات القاتلة التي تفشت عقب الأمطار الجارفة التي شهدتها المدينة في 21 أبريل/نيسان الماضي، مخلفة آلافا من المصابين، قضى منهم منذ مطلع مايو/أيار الجاري أكثر من 950 شخصا، وسط واقع صحي صعب تعيشه المدينة، التي باتت تعاني مما يشبه فراغ السلطة، بعد أن أحكم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا سيطرته عليها.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن