هكذا رد أردوغان لبوتين بحزم بعد هجوم على الجنود الأتراك في إدلب

الأربعاء 05 فبراير-شباط 2020 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس- الجزيرة نت
عدد القراءات 5789

حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين من رد عسكري أقوى في حال استهدفت قوات النظام السوري مجددا القوات التركية في إدلب (شمال غربي سوريا)، كما أكد أن بلاده لن تسمح للنظام بالسيطرة على مزيد من الأراضي هناك.

وقال أردوغان أمس الثلاثاء في اتصال هاتفي مع بوتين بعد يومين من مقتل ثمانية أتراك -جلهم من العسكريين- في قصف لقوات النظام على نقطة مراقبة تركية بريف إدلب إن بلاده ستواصل استخدام حقها في الدفاع المشروع عن النفس بأكبر قدر من الحزم في حال تعرضت لهجوم مماثل.

وأوردت مصادر من الرئاسة التركية أن أردوغان أوضح لبوتين أن الهجمات التي يقوم بها نظام الرئيس السوري بشار الأسد على الجيش التركي في سوريا تضر بالجهود المشتركة لتركيا وروسيا من أجل فرض السلام في سوريا.

ويأتي الاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي والروسي، والذي تناول أيضا الوضع في ليبيا، وسط اتهامات متبادلة بين موسكو وأنقرة بعدم الوفاء بالتفاهمات السابقة. وفي تصريحات سبقت الاتصال الهاتفي مع نظيره الروسي، قال الرئيس التركي إن بلاده لن تسمح للنظام السوري بالسيطرة على مزيد من الأراضي في إدلب. وأضاف أنه لا ضرورة للدخول في نزاع مع روسيا في هذه المرحلة، مشيرا إلى أن لدى أنقرة مبادرات إستراتيجية وجادة للغاية مع موسكو.

واتهم أردوغان موسكو، التي تدعم النظام الرئيس السوري، بعدم وفائها بالاتفاقات في سوريا، وكذلك غض الطرف عن تصعيد الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها في إدلب. كما أكد أن الاعتداء على الجنود الأتراك انتهاك لاتفاقية إدلب، وستنعكس نتائجه على النظام السوري، معتبرا أن العمليات التركية أعطت درسا كبيرا لنظام الأسد.

وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو موسكو إلى وقف ما وصفها بوقاحة نظام الأسد، في حين قال نظيره الروسي سيرغي لافروف إن تركيا لم تستطع فصل المعارضة السورية المستعدة للحوار مع دمشق عمن وصفهم بالإرهابيين، وإنه لم يتم حتى الآن إنشاء منطقة خالية من السلاح في إدلب.

وكان الجيش التركي رد الاثنين على استهداف جنوده في إدلب بقصف عشرات المواقع التابعة لقوات النظام السوري، كما قصف وأكدت أنقرة أن القصف أسفر عن مقتل 76 من الجنود السوريين، فيما نفت دمشق حدوث خسائر في صفوف قواتها، لكن مصادر سورية أكدت مقتل ما يقرب من عشرين من جنود النظام. دعم أميركي وفي ردود الفعل على التطورات الأخيرة، ووصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو القصف السوري لمواقع تركية في محافظة إدلب بأنه "تصعيد خطير". وقال بومبيو في تصريحات له أمس الثلاثاء إن المسؤولين الأميركيين "يدعمون بشكل تام أعمال الدفاع عن النفس المبررة" التي قامت بها تركيا ردا على القصف.

الرد الروسي

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن تركيا لم تنفذ بعض التزاماتها "الأساسية" تجاه إدلب، داعيا أنقرة "للالتزام الصارم" بالاتفاقات التي توصل إليها رئيسا البلدين في سوتشي.

وأشار لافروف إلى أن الجانب التركي لم ينفذ حتى الآن نقطتين أساسيتين في إطار التزاماته لتسوية مشكلات إدلب، وهما أن تركيا لم تستطع فصل المعارضة السورية المسلحة المستعدة للحوار مع دمشق عن "الإرهابيين".

والنقطة الأخرى هي عدم إنشاء منطقة خالية من السلاح في إدلب، بعمق بين عشرة كيلومترات وعشرين كيلومترا حتى الآن. وأضاف أن "تقدم الجيش التركي إلى مواقع معينة داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب، دون سابق إنذار بشأن هذه التحركات، لذلك لم نتمكن من إبلاغ الجيش السوري بذلك، وحصلت ضربات (ومقابلها) تهديدات من الجانب التركي باتخاذ تدابير انتقامية، كل هذا محزن للغاية". تجدر الإشارة إلى أن تركيا وروسيا سبق أن توصلتا للعديد من التفاهمات لوقف إطلاق النار في إدلب، كان آخرها في يناير/كانون الثاني، إلا أنها فشلت جميعا، ويواصل النظام السوري حاليا عملياته للسيطرة على المنطقة.