تقرير لوكالة ”أ ف ب“ يسلط الضوء على أبرز محطات النزاع الدامي في اليمن خلال خمس سنوات

الأحد 15 سبتمبر-أيلول 2019 الساعة 06 مساءً / مأرب برس ـ أ ف ب
عدد القراءات 2804

أدى هجوم بواسطة طائرات مسيّرة تبنّاه المتمردون الحوثيون في اليمن، السبت، إلى إشعال حرائق في منشأتين نفطيتين تابعتين لشركة “أرامكو” السعودية العملاقة، في ثالث هجوم من هذا النوع خلال خمسة أشهر على منشآت تابعة للشركة.

وتبنّى الحوثيون الهجومين السابقين، في أيار/مايو وآب/أغسطس، على منشآت لأرامكو في المملكة التي تقود تحالفا عسكريا يشنّ حملة عسكرية جوية في اليمن منذ 2015 ضد المتمردين الحوثيين، ودعما لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا.

ويشهد اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعا داميا منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين الذي يسيطرون منذ نحو أربع سنوات على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.

في ما يأتي أبرز محطات النزاع:

تمرد في صنعاء

في 8 تموز/يوليو 2014، سيطر المتمردون الحوثيون على عمران القريبة من صنعاء بعد معارك مع القوات الحكومية.

وشن المتمردون انطلاقا من معقلهم في صعدة هجوما كاسحا باتجاه صنعاء، معتبرين أنهم عرضة للتهميش منذ الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ضد حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011.

وسيطر المتمردون، الذين ينتمون إلى الأقلية الزيدية، على معظم مراكز نفوذ القوى التقليدية في شمال اليمن، ثم دخلوا صنعاء في 21 أيلول/سبتمبر، قبل أن يفرضوا سيطرتهم على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر غربا في 14 تشرين الأول/أكتوبر.

وفي 20 كانون الثاني/يناير 2015، سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي في صنعاء، ما أرغم الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى مدينة عدن الجنوبية.

تدخل التحالف

في 26 آذار/مارس 2015، نفذ تحالف تقوده السعودية ضربات جوية على مواقع للمتمردين الحوثيين الشيعة، بعد ستة أشهر من دخولهم إلى صنعاء، في محاولة لوقف تقدمهم.

وفي تموز/يوليو من العام ذاته، أعلنت حكومة هادي أنها استعادت محافظة عدن في الجنوب، في أول انتصار تحققه منذ تدخل التحالف. وأصبحت عدن العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دوليا.

وعزز التحالف قوته الجوية بمئات من القوات البرية، وبحلول منتصف آب/أغسطس 2015، استعادت القوات الموالية خمس محافظات جنوبية.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، استعادت القوات الحكومية السيطرة على مضيق باب المندب، أحد أبرز ممرات الملاحة في العالم.

في آب/أغسطس 2017، اتهم المتمردون حليفهم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح بالخيانة بعدما وصفهم بالميليشيات. وتطور الخلاف في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر إلى اشتباكات بين الحوثيين ومؤيدي صالح.

وقتل صالح على أيدي حلفائه السابقين مطلع كانون الأول/ديسمبر 2017، بعيد إعلان استعداده لـ”فتح صفحة جديدة” مع السعودية.

الحديدة

في 13 حزيران/يونيو 2018، بدأت القوات الموالية للحكومة اليمنية بإسناد من التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية، هجوما ضد المتمرّدين في الحُديدة على ساحل البحر الأحمر في غرب اليمن.

في السادس من كانون الأول/ديسمبر، بدأت محادثات السلام اليمنية في السويد بين الحكومة وحركة التمرد برعاية الأمم المتحدة. وجرت المحادثات بعد إجلاء 50 مصابا من المتمردين إلى سلطنة عمان وتبادل للأسرى.

وفي الثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سلسلة اتفاقات تمّ التوصل إليها بين الجانبين بعد محادثات سلام في السويد، بينها اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة.

في الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر، توقفت المعارك في الحديدة، بينما تواصل تبادل إطلاق النار بشكل متقطع.

في 14 أيار/مايو 2019، تعلن الأمم المتحدة انسحاب الحوثيين من ثلاثة موانىء في محافظة الحديدة هي الحديدة والصليف ورأس عيسى. لكنّ القوات الموالية لهادي قالت إنّ ما جرى “خدعة”، وإنّ المتمرّدين ما زالوا يسيطرون على الموانئ لأنّهم سلّموها لخفر السواحل الموالين لهم.

صواريخ وطائرات مسيرة

كثف المتمردون في الأشهر الأخيرة هجماتهم بطائرات بدون طيار والصواريخ على مطارات ومحطات لتحلية المياه وغيرها من البنى التحتية السعودية.

وكثف التحالف غاراته الجوية ضد مواقع المتمردين في محافظتي حجة (شمال) وصنعاء.

في العام 2018، خلُصت مجموعة من خبراء الأمم المتّحدة إلى أنّ جميع أطراف النزاع ارتكبوا “جرائم حرب”.

أسوأ أزمة إنسانية

أوقعت الحرب حوالي 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية. ويعتبر مسؤولون في المجال الإنساني أن الحصيلة أعلى بكثير.

ولا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، للمساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.

ودمر وتضرر عدد من المستشفيات. وواجهت البلاد وباء الكوليرا مع أكثر من 2500 وفاة بين نيسان/أبريل وكانون الثاني/ديسمبر 2017.

ووصف صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف)، في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، اليمن بأنه “جحيم حي” مع وجود 1,8 مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون من “سوء التغذية الحاد”.

المصدر: أ ف ب