الإطاحة بـ”علي محسن“ وحقيبتين وتعنت إماراتي.. مسؤول يمني يكشف أسباب انهيار ”حوار جدة“ وسر غضب المملكة وبيانها الناري

الجمعة 06 سبتمبر-أيلول 2019 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - غرفة الأخبار
عدد القراءات 54702

كشف مسؤولان يمنيان، الجمعة 6 سبتمبر/أيلول، عن السبب الذي أغضب المملكة العربية السعودية وجعلها تعلن بيان قوي وصريح، وهو الأول من نوعه منذ انقلاب مليشيا ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي“ في عدن.

ونقلت وكالة ”رويترز“ عن مسؤولين يمنيين قولهما: ”إن بيان السعودية جاء بعد أن بلغت المحادثات التي أجريت في مدينة جدة طريقا مسدودا وبدأ الجانبان في حشد القوات استعدادا لمزيد من القتال“.

والخميس 5 سبتمبر/أيلول، أصدرت المملكة بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (واس)، حذرت فيه من أن "التصعيد العسكري والمعارك لا تفيد إلا الحوثيين"، وعبرت عن أسفها "لنشوب الفتنة بين الأشقاء".

وشددت السعودية على أن "أي محاولة لزعزعة استقرار اليمن يعد بمثابة تهديد لأمن واستقرار المملكة والمنطقة".

وأكدت السعودية على موقفها من "عدم وجود أي بديل عن الحكومة الشرعية" وعدم قبولها بأي محاولات لإيجاد واقع جديد في اليمن باستخدام القوة أو التهديد بها.

وختمت المملكة بيانها بالتأكيد على استمرار دعمها لحكومة "هادي" وجهودها للمحافظة على مقومات الدولة ومصالح شعبها وأمنه واستقراره ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية والتصدي لـ"انقلاب الحوثيين" والوقوف في وجه "التنظيمات الإرهابية الأخرى".

تعثر المحادثات

وأشارت وكالة ”رويترز“ الى ان قيادات ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي“، الذي تدعمه أبوظبي يرفضون دمج قواتهم تحت سلطة الحكومة التي تدعمها السعودية.

وأكد المسؤولون إن ”المحادثات التي تهدف لإنهاء الصراع في عدن تعثرت إذ يستعد الجانبان على ما يبدو لاستئناف القتال مما ينذر بمزيد من الاضطراب في جبهة جديدة للقتال تهدد بمزيد من الانقسامات في اليمن“.

وقالت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس في تغريدة على ”تويتر“، يوم الجمعة، ”الوضع يتجه نحو الحرب لذلك استعدوا يا شعب الجنوب إعلان النفير العام والتعبئة العامة، فشل الحوار وإعلان الحرب“.

وتعثرت المحادثات أيضا بسبب خلاف على دور الانفصاليين في الحكومة بعد أن طلبوا منصب نائب الرئيس إلى جانب حقيبتين وزاريتين مهمتين. ونائب الرئيس الحالي لليمن هو علي محسن الأحمر القائد العسكري المخضرم سياسيا وحليف هادي.

هجوم انفصالي

قيادي في ما يسمى ”المجلس الانتقالي“ المدعوم من الإمارات هاجم بيان المملكة العربية السعودية، ودعوتها لميلشيات الانتقالي الانسحاب من المعسكرات والمؤسسات الحكومية في عدن.

وقال الأمين العام للمجلس الانتقالي، فضل الجعدي، مخاطبا السعودية: "إرادة الشعب يا هؤلاء لا تقيدها بيانات او مواقف دولة هنا وهناك". لافتا "أن قناة الحدث ومحلليها جعلوا بيان المملكة وكأنه قرآن منزل".

وأضاف في تغريدة على ”تويتر“ رصدها ”مأرب برس“، "شعبنا في الجنوب اتخذ قراره وسيستمر في السير على درب تحقيقه مهما بلغت المصاعب".

وأشار "ستعود المملكة إلى العقل واحترام حق الشعب في تقرير مصيره بنفسه ولا وصاية عليه". وهذا يعد أول موقف علني رافض للبيان السعودي من قبل قيادي رفيع بالانتقالي الإماراتي.

موقف حكومي

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية؛ "راجح بادي"، أوضح أن حضور قيادات الحكومة اليمنية إلى مدينة جدة: "يأتي في سياق توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي وضمن التواصل المستمر مع قيادة المملكة للوقوف على أحداث التمرد الأخيرة .. والتي وصلت ذروتها بقصف الطيران الإماراتي لمواقع الجيش الوطني في عدن وأبين".

وشدد "بادي" على أن الحكومة اليمنية، "لن تقبل بأي حال من الاحوال أن تكون الثوابت الوطنية وسلامة ووحدة الأراضي اليمنية محل مساومات أو نقاش”.

وأشار إلى أن الحكومة اليمنية قادرة على استعادة السيطرة على كافة المحافظات التي سيطرت عليها ميليشيا المجلس الانتقالي، ولكن التدخل الإماراتي العسكري هو الذي يقف عائقا أمام ذلك.

وفي 10 أغسطس/ آب المنصرم، سيطر المجلس الانتقالي الانفصالي على العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا؛ عدن، ومنذ ذاك الحين يتوسع في محافظات جنوبية أخرى مثل شبوة وأبين، واللتان تشهدان مواجهات متقطعة بين الطرفين.

والأربعاء، وصل وفد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى مدينة جدة السعودية، استجابة لدعوة الخارجية السعودية للحوار مع الحكومة اليمنية، في محاولة، هي الثانية من نوعها، بعد وصول الوفد في 20 من أغسطس/آب الماضي، ومغادرته بعد يومين، دون أي حوار مع الحكومة اليمنية.