آخر الاخبار

مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل اسطورة البلوجرانا وبطل العالم ميسي يفاجأ محبيه عبر العالم بتحديد موعد اعتزاله شاهد ماذا يحدث في جزيرة سقطرى اليمنية؟.. مهبط جديد للطائرات وعبارات داعمة للإمارات السفن الحربية الروسية تمر عبر باب المندب وتبدأ استعراضها المسلح في البحر الأحمر ...

وسائل الإعلام اليمنية تقع في فخ شائعات مواقع التواصل

الجمعة 19 يوليو-تموز 2019 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس-متابعات
عدد القراءات 3412


يعتمد اليمنيون على وسائل التواصل الاجتماعي كمادة رئيسية للحصول على الأخبار، فيما وقع الصحافيون في وسائل الإعلام التقليدية في فخ التضليل، لانسياقهم وراء أخبار الشبكات الاجتماعية دون تدقيق في صحتها.
ويقول الصحافي رشاد الشرعبي رئيس مركز التدريب الإعلامي أن هناك ضخا كبيرا للمعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قبل غير المتخصصين، حيث لا تتوافق مع معايير النشر ولا أخلاقيات العمل الصحافي، وكثيرا ما ينشر الصحافيون معلومات حصلوا عليها من مصادر منحازة أو فبركات وتضليل أو ابتزاز، ويتخذون مواقف إزاءها من دون تحرّ أو تدقيق.
وأضاف أن الكثير من الصحافيين اليمنيين لم يعودوا يتميزون عن بقية الناشطين في هذا الجانب، الأمر الذي انعكس على أداء الإعلام الإلكتروني والمواقع الإخبارية غير الملتزمة بمعايير العمل وأخلاقيات المهنة.
وينادي المختصون بضرورة رفع كفاءات الصحافيين في التعامل المهني مع الشبكات الاجتماعية وتجويد ما ينشر فيها، خصوصا مع الضخ الكبير من المعلومات غير المؤكدة والشائعات المنتشرة، وفق تقرير أشرف الريفي الذي نشرته شبكة الصحافيين الدوليين.
وما يزيد في خطورة الأمر، هو أن المواقع الإلكترونية أنشأت لنفسها صفحات وحسابات تبث أخبارها غير المهنية، والتي قد تستهدف أشخاصا وجماعات وربما المجتمع ككل، بما فيها الأخبار التي تؤدي إلى المزيد من العنف والتحريض على الكراهية والتعبئة السلبية أو تلك التي تتجاوز الأمر إلى الحريات الشخصية والتشويه للأفراد والنيل من السمعة والأعراض.
ويرى الشرعبي أن على الصحافيين التعامل مع الوسائط الاجتماعية بصورة مختلفة عن بقية الناشطين فيها من حيث استخدام المعلومات المتوفرة فيها والتحرّي والتدقيق، أو من حيث قيامهم بعملية النشر في حساباتهم وصفحاتهم الخاصة، معتبرا ذلك فرصة كبيرة للحصول على المعلومات من مصادر مسؤولة أو متواجدة في أماكن الأحداث أو لها صلة بها.
وتابع أن دور الصحافي يأتي هنا للاستفادة من هذه الوسائط وليس الاعتماد عليها كليا بقدر إخضاعها لمعايير العمل الصحافي المتعارف عليها.
ويقول متابعون إن معظم الشائعات، التي تنشر بين الحين والآخر على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية، ليست عفوية بل تتم صناعتها في غرف إعلامية لأجندات سياسية.
ونتيجة لعدم التدقيق يقع نشطاء وصحف عديدة ضحايا لهذه الشائعات وتتضخم حتى تصل إلى مستوى خطاب الكراهية والتحريض على العنف.

يجب استعادة المبادرة من الصحافة عبر الوسائل التقليدية، للتخفيف من حدة الشائعات والمعلومات المضللة

من جهته، يرى الصحافي غمدان اليوسفي أن وسائل التواصل الاجتماعي خلقت مساحة لجعل كل شخص صحافي بنفسه، خصوصا مع تعدد الأحداث وأماكنها فيصبح الجميع قادرين على نقل ما يرونه في ذات اللحظة، لكن في المقابل يتم استغلال وسائل التواصل في الترويج لمعلومات كاذبة بشكل كبير، إما للإضرار بشخص أو جماعة، وإما لتحقيق مكسب أو هدف هنا أو هناك.
وأنشأ اليوسفي صفحة “حبل الغسيل” على موقع فيسبوك مهتمة بنشر الأخطاء والممارسات غير المهنية في الصحف والمواقع الإلكترونية، وتحدث عن هذه التجربة قائلا “في مرحلة من المراحل شهدت اليمن تشوها كبيرا في ما تنشره الصحف خصوصا مرحلة ما بعد خروج الرئيس السابق صالح من دار الرئاسة، حينها أتت فكرة إنشاء صفحة في فيسبوك لطرح أخطاء الصحافة وتناقضاتها ومعلوماتها الكاذبة”.
وأضاف “حظيت صفحة ‘حبل الغسيل’ بمتابعة واسعة في فترة قياسية، لكن للأسف لم تستمر لسبب بسيط، وهو أن أساسها كان قائما على الصحافة الورقية ومواقع الإنترنت الإخبارية التي لها حضور صحافي، وبالتالي بعد دخول الحوثيين أوقفت الصحف جميعها والمواقع معظمها ماتت بسبب الحرب. هنا اضطرت ‘حبل الغسيل’ للتوقف، وقد يأتي وقت وتعود لكن بطريقة أكثر شمولا”.
ونوّه بأنّ العديد من الناس يتعلّمون الكثير مع الاطلاع الدائم على وسائل التواصل الاجتماعية، ويعرفون الوثيقة المزوّرة أو المنشور المزيف، ولكن ليس الجميع، ويقع الكثير من الناس في شرك المعلومات غير الحقيقية.
في المقابل، وحسب اليوسفي، أصبحت ردّة الفعل أسرع من السابق فنجد بيانات النفي والتصحيح على صفحات الأطراف المتضرّرة، وهذا أيضا يساهم في خلق وعي بضرورة العودة للمصدر الأساسي للتحقق من الخبر.
ويرى أن الأسوأ أن وسائل الإعلام الرصينة هي التي أصبحت أقل مواكبة، لأن الصحافي الحقيقي هو الذي يحسم جدل المعلومة لأنه متمرّس وصاحب قدرة على التواصل والتثبت من المعلومة، وهذا يجعلنا نفكر بضرورة استعادة المبادرة من الصحافة نفسها ولكن بالوسائل الحديثة وليس عبر الوسائل التقليدية، للتخفيف من حدة الشائعات والمعلومات المظللة.
من جهته، يقول المدير التنفيذي لمؤسسة منصة للإعلام والدراسات التنموية عادل عبدالمغني إن عددا كبيرا من الصحافيين اليمنيين يتعاملون مع ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي من معلومات وأخبار، بالكيفية التي يتعامل بها القارئ العادي، ولا يكلّفون أنفسهم عناء البحث عن مصداقية ما نشر عبر آليات التحقق المتعارف عليها، وبالتالي فهم يسهمون في تحويل الإشاعات والمعلومات المغلوطة إلى أخبار متداولة على نطاق أوسع.
ويرى عبدالمغني أنه في بلد مثل اليمن الذي يشهد صراعا مسلحا، فإنّ التحقق من الخبر عمل في غاية الأهمية من قبل الصحافيين المهنيين، على اعتبار أن الشائعات في الحرب هي إحدى أدوات إدارة الصراع.
ويؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى أدوات رائجة ومتاحة لبث الشائعات وتزييف الحقائق وضخ أعداد كبيرة ومهولة من الأخبار الكاذبة والمضللة، خاصة في ظل انعدام الرقابة وغياب المسؤولية المهنية والأخلاقية عند النشر، كون مثل هذه الوسائل تعد فضاءً مفتوحا لكل المرتادين.
ولعل ما هو أخطر من الأخبار الكاذبة، تلك التي تحتوي على جزء حقيقي من المعلومات مضاف إليه أجزاء أخرى من البيانات المغلوطة في إطار خبر موجه .

*العرب

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن