بالأرقام.. هذا ماتنهبه ميليشيات الحوثي من مخصصات الاندية الرياضة باسم المجهود الحربي

الأربعاء 17 إبريل-نيسان 2019 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس- الشرق الأوسط
عدد القراءات 2052

 

تعاني الأندية الرياضية اليمنية من حالة نهب ممنهج تمارسه ميليشيات الحوثي التي تستنزف مقدراتها المالية لمصلحة ما تسميه «المجهود الحربي»، وتقيم الدورات الطائفية في أوساط الشباب ولاعبي الأندية بمختلف الألعاب. ويقول رياضيون إن ميليشيات الحوثي قطعت كل مستحقات الأندية التي كانت مخصصة لها، وقامت بتجميد أموال الأندية ونهبها وتسريح الموظفين واللاعبين، كما عملت على تجميد حسابات «صندوق النشء ورعاية الشباب» الخاضع لها في صنعاء، والذي تبلغ إيراداته عشرات المليارات من الريالات يتم تحصيلها من نسب مبيعات التبغ والاتصالات والإسمنت وضرائب نبتة «القات».

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تجميد حساب الصندوق المخصص لدعم النشء ورعاية الشباب جاء بعد تعليمات من القيادي أحمد حامد؛ المعيّن مديراً لمكتب رئيس مجلس حكم الانقلاب في صنعاء؛ إذ تم وقف حساباته المصرفية وتحويلها إلى ما يسمى «المجهود الحربي ودعم جبهات القتال» ومشاريع الجماعة الطائفية والإنفاق على تحركات قادتها مع تجاهل صرف رواتب موظفي الشباب والرياضة ودفع مخصصات الأندية في مناطق سيطرة الجماعة.
وبحسب المصادر؛ لم تكتف الجماعة بقطع مخصصات الأندية وامتصاص موارد الصندوق، بل سعت إلى حجز أموال الأندية التي تملك استثمارات تجارية وعقارية. ويقول حسين المقبلي؛ وهو مسؤول إداري في نادي «الشعب»: «تبلغ عائدات الأندية التي تملك استثمارات؛ عشرات الملايين». ويضيف: «يتنوع الاستثمار لدى بعض الأندية بين عقارات مؤجرة وفنادق ومطاعم؛ إذ يصل دخل النادي الأهلي في صنعاء 10 ملايين (ريال) شهرياً (الدولار يساوي نحو 500 ريال)، ويصل في نادي الوحدة إلى 6 ملايين، بينما يصل في نادي (22 مايو) إلى أكثر من 15 مليوناً، أما في نادي الشعب فيصل إلى نحو 4 ملايين» ريال.
ويؤكد أبو زهير، وهو عضو مجلس نادي الوحدة بالعاصمة صنعاء، أن «الجماعة أوقفت الدوري المحلي في جميع الأندية التي تقع في مناطق سيطرتها، وحصرت نشاطات الأندية منذ بداية انقلابها في استقطاب النشء والشباب إلى حلقات التجييش لرفد الجبهات بهم». ويضيف: «إذا لم تكن لدى النادي استثمارات مالية ولم يرفد الجبهات بالشباب ولا يتفاعل مع فعالياتهم الثقافية؛ فمصيره الإغلاق، أو يتم استخدامه لأغراض تخص الميليشيات».
ويشير رياضيون إلى أن بطولات الاتحادات الرياضية المختلفة توقفت لعدم وجود مخصصات مالية تسيّر النشاط رغم وجود مئات الملايين في حساب صندوق النشء الخاضع للجماعة الحوثية في صنعاء.
في السياق نفسه، حوّلت الميليشيات «بيوت الشباب» إلى سجون ومعتقلات وإلى أماكن للتعذيب، في حين حولت مقرات الاتحادات الرياضية إلى استراحات وأماكن لاجتماعاتها، أما الأندية فتم تخصيصها على أنها معسكرات للتدريب وتجييش الشبان لجبهات القتال، في الوقت الذي أصبحت فيه الملاعب والصالات الرياضية ثكنات عسكرية لتخزين الأسلحة والمعدات الحربية، حسب مصادر رياضية. ويقول علي التالبي، وهو عضو نادي «العاصمة» للفروسية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الجماعة الحوثية «استولت على ممتلكات النادي من الخيول، وصادرت خيولاً كانت مملوكة لأشخاص، وقامت بتوزيعها على عناصرها، كما عملت على إخراج بعض الخيول من النادي، ولا ندري إلى أين ذهبوا بها».
وكانت مصادر محلية في صنعاء أكدت أن «الميليشيات الحوثية أجّرت نادي الشرطة في صنعاء لأحد التجار الموالين للجماعة، والذي حول بدوره النادي إلى مطعم ومقهى للنرجيلة، وخصص بعض صالاته للاجتماعات السرية للقيادات الحوثية مع الشخصيات الاجتماعية التي يتم استقطابها». وكشفت المصادر عن أن الجماعة الحوثية حولت نادي ضباط القوات المسلحة في صنعاء إلى سجن للشخصيات الاجتماعية والقبلية التي تحاول الاعتراض على الميليشيات، ويؤكد أحد المترددين على النادي: «يسمحون لنا بالجري في أماكن معينة، بينما يمنعوننا من الاقتراب من بعض المباني داخل النادي».
ووفق آخر إحصائية لعدد الأندية في اليمن، يوجد أكثر من 360 نادياً مسجلاً في الوزارة، وهي رياضية وثقافية، ويمارس فيها من 6 إلى 7 ألعاب، إلى جانب النشاط الثقافي وفقاً للائحة، ويقع تحت سيطرة الحوثيين نحو نصف عدد هذه الأندية. ويقول قاسم معوضة، وهو لاعب تنس، لـ«الشرق الأوسط»: «على أرض الواقع؛ هناك أندية لم تعد موجودة عملياً باستثناء اسمها فقط؛ إذ تم تسريح من فيها من قبل الجماعة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية للميليشيات».
وبحسب عدد من الإعلاميين الرياضيين، تسببت الجماعة في تدمير كثير من المنشآت الشبابية والرياضية بعد استخدامها مخازن للأسلحة، ويؤكد هؤلاء أن الحوثيين «استخدموا بعض المنشآت مراكز لإيواء أفرادهم، ما عرّض تلك المنشآت للنهب من قبل هؤلاء الأفراد، كما حدث مع مسرح وزارة الشباب والرياضة الواقع في مدينة الثورة الرياضية، الذي نهب عناصر الجماعة كل ما فيه؛ حتى الأبواب، ومصابيح الإضاءة وسماعات الصوت التي كانت مركبة في سقف المسرح».