وثيقة إسرائيلية سرية تكشف سر تحول سياسات السعودية لرفض التطبيع

السبت 09 فبراير-شباط 2019 الساعة 10 مساءً / مأرب برس ـ غرفة الأخبار
عدد القراءات 3427

كشفت القناة الإسرائيلية العاشرة عن فحوى "وثيقة سرية مسربة" تثبت رفض العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز التطبيع مع إسرائيل، كاشفةً سببَ اضطرار السعودية لاتخاذ هذا الموقف، في وقت حذفت فيه تل أبيب السعودية من "قائمة أعدائها".

وفي تقرير بثته الجمعة، نقلت القناة العبرية عن دبلوماسي إسرائيلي رفيع أن الخارجية الإسرائيلية أعدت الوثيقة المشار إليها أواسط ديسمبر/كانون الأول الماضي، لتوضيح "تقديراتها بشأن العلاقات مع السعودية".

الملك يرفض التطبيع

وبحسب المسؤول الرفيع، الذي اطلع على الوثيقة التي وصفها بـ"السرية للغاية"، شددت الخارجية الإسرائيلية على أن السعودية “ليست مستعدة حالياً للموافقة على صفقة القرن، التي يقدم فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حلاً للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دون أن تشمل نقاطاً لصالح الجانب الفلسطيني".

وأضاف المسؤول للقناة العبرية أن تلك الوثيقة تم إطلاع "عدد محدود من سفارات إسرائيل على مضمونها، كما أُبلغت بها شخصيات رفيعة المستوى بوزارة الخارجية"

وتعد هذه "الوثيقة استثنائية كونها تتناقض مع سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي صرح مراراً وبشكل علني بأن تل أبيب تتجه نحو التطبيع مع دول الخليج وتطوير علاقاتها مع دول مثل السعودية والإمارات والبحرين"، بحسب القناة الإسرائيلية.

وتضيف القناة أن الوثيقة المسربة تكشف بوضوح أن تحقيق "مسعى" نتنياهو له "حظوظ ضئيلة جداً".

مسار إجباري


زار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الرياض عقب أسابيع من صدور الوثيقة. وقال مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية للقناة الإسرائيلية العاشرة إن بومبيو طلب من العاهل السعودي دعمَ صفقة القرن عند الإعلان عنها.

وأضاف المصدر نفسه، أن رد الملك سلمان على بومبيو كان "السعودية لن تقدم الدعم لهذه المبادرة في حال عدم تلبيتها مطالب الفلسطينيين، خصوصاً فيما يتعلق بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية".

ويشير الدبلوماسي الإسرائيلي الرفيع للقناة ذاتها، إلى أن الوثيقة السرية تكشف كيف "تحولت إدارة السياسة السعودية تجاه القضية الفلسطينية بعد أن كانت بيد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتعود إلى قبضة الملك سلمان الأشهر الماضية".

ويجزم الدبلوماسي المشار إليه بأن هذا التحول كان وراء تراجع سياسة المملكة في الملف الفلسطيني إلى توجهها التقليدي والمحافظ.

وتابع قائلاً: "بدا واضحاً أن هناك إمكانية لتحقيق انفراجة مع السعودية..لكن في هذه المرحلة الأمر ما عاد الأمر وارداً".

ومطلع عام 2018، أقر ولي العهد السعودي في مقابلة "بحق الشعب اليهودي بأن تكون له دولة قومية خاصة به إلى جانب دولة فلسطينية"، وهذا الموقف لم يجرؤ أي زعيم عربي على قوله علناً.

وتعرض الأمير لانتقادات دولية حادة عقب مقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بتركيا أكتوبر الماضي، واتهم بإصدار أمر قتله.

وأكد مراقبون ومحللون، أن الملك سلمان اضطر لتقليص صلاحيات ولي عهده لتخفيف الانتقادات والهجوم على بلاده، ما يتسق مع المعلومات الإسرائيلية المسربة.