آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

بائع التمور الذي أصبح مديرا للتلفزيون السعودي - وهذه قصته

السبت 08 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 05 مساءً / مأرب برس-العربية نت
عدد القراءات 2705

وثق الدكتور عبدالرحمن الصالح الشبيلي العضو السابق في مجلس الشورى السعودي الحائز على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى عام 2017، سيرته في كتاب بعنوان ( #مشيناها..حكايات_ذات ) صدرت طبعته الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم.

وتجنب الشبيلي الذي استغرق في كتابة حكاياته عاما ونصفا أن يطلق على الكتاب مصطلح "سيرة" أو يوظف المفردة في العنوان رغم أنه سبق وأن تصدى لكتابة عدد من السير.

ويرد على ذلك قائلاً: "صحيح كتبت سيّر غيري لكن عندما أتيت لتطبيق ذلك على نفسي، توقفت عدة مرات أتساءل هل السيرة هذه ستلبي القواعد الصحيحة في كتابة السيرة؟ وأنا لم أسمها سيرة بل حكايات ذات، ولا أخفيك أنني توقفت عدة مرات في الكتاب، حتى أرى هل هي معبرة عن السيرة أم لا"، وأضاف: "أبرز صعوبة وقعت فيها أثناء الكتابة مراعاة أن يكون الكتاب معبرا عن النظريات في كتابة السيرة الذاتية".

أما فيما يخص اسم الكتاب كشف الدكتور عبدالرحمن الشبيلي عن أنه تم اختيار 4 أسماء قبل الوصول إلى المسمى النهائي، وقال: "كانت هناك 4 عناوين مقترحة للكتاب أحدها "قل سيروا" وهي إحدى الجمل التي وردت في الكتاب والعنوان الثاني "حياة شكّلتها الصدف" وهو عنوان محاضرة في النادي الأدبي أقيمت قبل فترة، وشعرت أنه يعبر عن مضمون الكتاب والعنوان الثالث كان "عمر بلا فراغ" وكل عنوان له معناه"، وتابع حديثه: "في النهاية تغلب العنوان الحالي وكانت هناك مساعدة من الأصدقاء لاختياره، وهو مأخوذ من القصيدة المعروفة للشاعر المصري عبدالعزيز الدريني التي قال فيها:

مشيناها خطى كتبت علينا

ومن كتبت عليه خطى مشاها

كما أن الشبيلي المولود في عنيزة عام 1944 يملك في رصيده 55 كتاباً ومحاضرة مطبوعة في تاريخ الإعلام وسِيَر الأعلام يصف نتاجه الأخير بأنه "حكايات عمر لم يعرف الفراغ، وحياة قلق شكلتها الصدف منذ الطفولة".

كما يوثق الشبيلي في ذكرياته محطات مهمة بداية من مرحلة النشأة في عنيزة وبلغة سلسة آسرة، يحلق بالمخيّلة في حارات عنيزة وأسواقها ويفسح المجال للقارئ في عيش مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وصناعة مشاهد بصرية تتراءى له في أسواق "المسوكف" و"الهفّوف" و"القاع" إلى ساحة "الحيالة"، وفي وسط "المسوكف" تحديداً حيث محل والده عمل الشبيلي في بيع التمور حتى تجاوز الخامسة عشرة من عمره، وكان ملماً بأنواع التمور والنخيل بداية من غرسه إلى كنزه واستخراج الدبس منه.

كما سرد أسماء عوائل وتجار تلك الفترة الذين أصبح بعض أبنائهم اليوم يديرون شركات تجارية ضخمة، وأفرد مساحة لمدرسة "العزيزية" الرائدة في عنيزة التي أنشئت عام 1937 وأساتذتها السعوديين الذين وصفهم الشبيلي بأنهم "على درجة عالية من الكفاية وإن لم يدركوا دراسات جامعية"، ثم انتقل إلى مرحلة الدراسة في المعهد العلمي.

وشكل انتقال الشبيلي إلى الرياض لاستكمال دراسته الجامعية عام 1959 منعطفاً مهماً يبين حجم الطموح والكفاح والرغبة بداخله حيث كان يدرس كلية اللغة العربية التابعة للمعهد العلمي، والتحق بجامعة الملك سعود وزاد من صعوبات تلك المرحلة بالنسبة له العمل الإعلامي الذي انضم إليه قبل إكمال دراسته في الجامعة.

ومن المفارقات التي احتوتها حكايات الشبيلي أنه عندما كان طالباً يسكن في غرفة ضمن (قيصرية البلدية) بميدان الصفاة كان يأنس بالاستماع إلى (إذاعة طامي) في ذروة شهرتها عام 1961 دون أن تتشكل لديه فكرة مسبقة للعمل الإعلامي، وأنه سيكون أحد الأفراد المؤسسين لانطلاقة البث الإذاعي الرسمي من الرياض بعد حوالي 4 أعوام وتحديداً في 3 يناير عام 1965، وكأن في الأمر مصادفة.

والحديث عن الصدفة دائماً ما يلازم الشبيلي في كل مرة يأخذه فيها الحديث عن مراحله العملية الممتدة طوال 55 عاماً، كانت كالتالي: 14 عاماً في وزارة الإعلام، 17 عاماً في وزارة التعليم العالي، 12 عاماً في مجلس الشورى و12 عاماً في النشاط الثقافي الاجتماعي حتى الآن.

الصدفة يبررها الشبيلي بلطف وتواضع بأن لديه طموحا مبطنا ولكنه لم يكن يعلم كيف يسعى إليه؟!، وأكمل حديثه: "جاءت الصدف في البداية بالانتقال من نظام وزارة المعارف إلى نظام المعاهد العلمية ثم العودة للمعارف، وثم مرحلة دخول الإعلام أيضاً كانت مصادفة، والشورى كانت مصادفة والانتقال إلى التعليم العالي كذلك، كلها مصادفات والعنوان الذي يعبر عن الكتاب (حياتي كانت مصادفات)".

وأفرد الشبيلي في كتاب (مشيناها..حكايات ذات) المساحة الأكبر لفترة عمله في الإعلام التي استمرت 14 عاماً كما أسلفنا، تقلد فيها عددا من المناصب الإدارية حتى وصل إلى منصب مدير عام التلفزيون عام 1971، ولعل المساحة الأكبر كانت للإعلام لها ما يبررها كون تلك الفترة كانت مرحلة النشأة والتأسيس والتطوير للجهاز ومليئة بالقصص والمواقف والقرارات التي تستحق التوثيق، وقد لا يعرف كثير من السعوديين أن الشبيلي هو أول من أدخل الدعاء بـ"اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة" بعد بث أذان الحرم في الإذاعة، ولا يزال يُقرأ من الستينات إلى اليوم.

ويرى من خلال تلك التجربة أن الراحل عباس غزاوي "أفضل شخصية مهنية إذاعية مرت في تاريخ الإعلام السعودي ولم تتكرر".

وكذلك وزير الإعلام السعودي جميل إبراهيم الحجيلان يعتبره إداري فذ ومسؤول لن يتكرر أيضاً.

اللافت في كتاب (مشيناها..حكايات ذات) أن هناك ترتيباً سار عليه المؤلف بحيث وزع مداخل الحكايات إلى 8 أبواب وعن ذلك قال الشبيلي: "قسمتها تقسيمات متوازنة ربعها للنشأة وللمدينة التي عشت فيها حتى أصبح عمري 15 عاماً، ودراسة المرحلة الابتدائية، وربع آخر من الكتاب تم تخصيصه للدراسة الجامعية، أما الإعلام فأخذ النصيب الأكبر 100 صفحة".

ولفت إلى أن الأجزاء المتبقية كانت مقسمة بين مرحلة العمل في التعليم العالي ومجلس الشورى، والمجالس التي شارك بها مثل المجلس الأعلى للإعلام.

أما بالنسبة للفصل الأخير من الذكريات فقد حمل اسم (ذاتيات) وتحت عنوان "حديث الشرايين" اتسمت الكلمات بالحزن للذكريات المؤلمة التي مر بها الشبيلي بداية من رحيل ابنه طلال ثم إجرائه شخصياً لعملية قلب.

بقي القول بعد الاطلاع على الكتاب أنه يحوي عدداً كبيراً من المعلومات التي توثق لمراحل مهمة بداية من طبيعة الحياة في عنيزة، ثم المراحل العملية والدراسية لصاحب الذكريات داخل المملكة وخارجها، ونختم بما دونه الشبيلي على الغلاف الأخير للكتاب في وصف حكاياته بأنها: ".. حاولَت أن تصور مرابع النشأة، وبيئة الدراسة، وظروف الزمن، وأن تبوح بالممكن من مكنون الصدر، فأبقت بعد ذلك طي الكتمان ما هو أكثر".