تقرير حصري بتفاصيل الوضع وآخر المستجدات في «الحديدة» في ظل أنباء توقف المعارك وانسحاب قوات «الشرعية»

الثلاثاء 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 07 مساءً / مأرب برس ـ خاص
عدد القراءات 12738

تشهد مدينة الحديدة (غرب اليمن)، هدوء حذر بعد توقف المعارك والاشتباكات، بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثي، فيما يبدوا انه مؤشر على نجاح المساع الديبلوماسية لوقف الحرب في اليمن، والعودة إلى طاولة المفاوضات.

الخارجية البريطانية قالت، الثلاثاء، في بيان أن «قوات التحالف ستسمح الآن للامم المتحدة بالاشراف على إجلاء طبي لحوثيين، ما يصل الى خمسين مقاتلا مصابين، الى سلطنة عمان قبل سلسلة محادثات سلام جديدة في السويد ستعقد في وقت لاحق هذا الشهر».

وجاء الاعلان غداة زيارة لوزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الى السعودية والامارات، الدولتان الشريكتان في قيادة التحالف العسكري الداعم للقوات الموالية للحكومة في مواجهة المتمردين.

وأجرى هانت محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض الاثنين، ثم اجتمع بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في العاصمة الاماراتية، قبل أن يعود إلى المملكة للقاء ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع.

والتقى هانت في الرياض أيضا نائب الرئيس علي محسن صالح، حسبما ذكر «محسن» على حسابه على «تويتر».

كما قام مستشار البيت الابيض للأمن القومي جون بولتون بزيارة الى أبوظبي التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد وبحثه معه ملفات المنطقة، بعد يوم من دعوة وزير الخارجية الاميركي مارك بومبيو إلى إعلان وقف لاطلاق النار في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي.

وكانت قضية نقل جرحى الى الخارج أحد أسباب فشل عقد محادثات سلام في جنيف في أيلول/سبتمبر الماضي. وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان الموافقة على نقل الجرحى تمت في ظل «شروط» يجري التوافق حولها.

ومقابل الحراك الدولي، وفي ظل هدوء حذر يخيم على المدينة، تعزز القوات الحكومية المدعومة من التحالف من تواجدها، ومن الصعب الآن الحديث عن توقف المعركة بشكل نهائي، بحسب مسؤول يمني.

وقال المسؤول لـ«مأرب برس» «لاصحة لأي إنسحاب عسكري للقوات المشتركة، فجميع القوات في مواقعها الأمامية والتعزيزات تصل بشكل يومي».

المركز الاعلامي لألوية العمالقة (قوات موالية للحكومة)، قال ان «القوات طهرت، اليوم، عدد من المباني والمؤسسات الحيوية في مدينة الحديدة وقامت بتأمينها، حيث سيطرت على شركة العليمي، ومخازن التبريد، وشركة الحمادي، وعدد من المؤسسات في عمق مدينة الحديدة، وقامت بتأمينها بعد تحريرها من ميليشيات الحوثي».

وفي مقابل ذلك، اتخّذ المتمردون الحوثيون استعدادات لخوض حرب شوارع، حيث قاموا بإغلاق العديد من الشوارع بمستوعبات الشحن الضخمة، ووزعوا على الطرقات المتاريس وهي عبارة عن أكياس رمل، والتلال الترابية، والمجسمّات الضخمة المصنوعة من الاسمنت.

ونشر المتمردون بحسب سكان تحدثوا لـ«مأرب برس»، القناصة على أسطح المنازل وخلف اللافتات الاعلامية الضخمة، وقاموا بحفر خنادق في بعض المناطق.

كما قاموا بتفخيخ وتلغيم بعض مداخل أحياء 7 يوليو من إتجاه الخمسين، وتشهد المدينة إنتشار واسع للمسلحين الحوثيين، وحملة إختطافات ومداهمات واسعة يشنها المتمردين لنشطاء وشباب في عدد من الأحياء.

متحدّثا باسم المتمردين قال في مؤتمر صحافي في صنعاء أنه إذا حاولت القوات الموالية للحكومة التقدم نحو وسط الحديدة «فنحن جاهزون وحاضرون ولدينا خطط معدّة»، مضيفا «نحن جاهزون لحرب مدن».