نشر أشرطة جنسية لمعارض تونسي و صور عارية لابنة معارضة تونسية

الخميس 20 إبريل-نيسان 2006 الساعة 05 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 8913

اتهمت منظمة حقوقية تونسية السلطات التنفيذية في البلاد بالوقوف خلف ترويج "أشرطة فيديو ملفقة"، تحتوي على لقطات جنسية لمعارض تونسي بهدف تشويه صورته. قالت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها الإثنين 10-4-2006: إن بطل الأشرطة الملفقة مختار الجلالي، النائب السابق بالبرلمان والعضو السابق بالمكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي المعارض، تلقى في الفترة الأخيرة تهديدا صريحا بأن الأجهزة الأمنية تعد له "ضربة موجعة". أوضحت أن هذا التهديد جاء عن طريق الهاتف، ثم عن طريق رسالة وصلت إلى مكتبه بالعاصمة. أضافت أن التهديدات تزامنت مع مراقبة أمنية مستمرة لمكتب الجلالي ومنزله، وملاحقته في كل تحركاته؛ وهو ما يؤكد ضلوع أجهزة رسمية في الترويج لهذه الأشرطة. أعراض السياسيين وأوضحت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن بعض الصحف التونسية درجت على استهداف أعراض بعض النشطاء والمعارضين الذين يبدون آراء مخالفة لمواقف السلطة، دون أي رادع، كما ظلت الشكاوى المقدمة ضد هذه الصحف دون نتيجة، وهو دليل إضافي "على الحماية والتشجيع الرسميين اللذين تحظى بهما هذه الصحف". ودعت الرابطة السلطات إلى وضع حد لهذه الممارسات، وللإفلات من العقاب الذي يتمتع به مرتكبو هذه الجرائم. وأثارت هذه الممارسات ردود فعل استنكارية على الساحة السياسية التونسية، خصوصا أن من قاموا بتوزيع الشريط -كما تؤكد مصادر الشرطة- لم يتم اعتقالهم إلى الآن. انتقام ن جانبه، أكد مختار الجلالي في تصريح لوكالة "قدس برس" أن هذه الأشرطة والصور لن تؤثر على مسيرته السياسية والمهنية. وحول الغرض من ترويجها، قال: إنها تستهدف تشويه صورته والانتقام منه؛ لأنه استقال من الاتحاد الديمقراطي الوحدوي احتجاجا على تبعيته للسلطة، ولأنه دعا إلى تصحيح المسار السياسي بعيدا عن نهج الموالاة والتملّق للحكومة، وأيضا للإعلان عن نيته تكوين حزب سياسي جديد. أما عن الجهات التي تقف خلف ترويج تلك الأشرطة، فقد وجه الجلالي اتهامه مباشرة للسلطات التنفيذية في البلاد، وقال: إنها الجهة "التي تقدر على مثل هذه الأفعال التي تتطلب قدرات كبيرة وتجهيزات لا يملكها مجرمون عاديون". وانتقد الجلالي اللجوء إلى مثل هذه الممارسات، معتبرا أنها لا يمكن أن تنمو وتترعرع إلا في مناخ سياسي متعفن، وأنها تدل على عجز تلك الجهات في التعامل مع المعارضة. وقال: "تجدهم يسارعون للتخوين والتشويه في حين أنهم هم الذين يعملون ضد مصلحة الوطن، ويحرمون الناس من حقوقهم، ويسمحون بانتشار الفساد الذي بلغ حدًّا لم تعرفه البلاد منذ خروج المستعمر". وكانت المعارِضة التونسية "نائلة شرشور حشيشة" قد استهدفت بشكل مماثل؛ حيث قام مجهولون بتوزيع صور عارية لابنتها. ويشدد معارضون تونسيون على أن استهداف النشطاء بالسعي لتشويه صورتهم والطعن في أخلاقهم عمل مدان وغير مبرر. ويقولون: إن هذا المخطط يستهدف إثناءهم عن ممارسة أنشطتهم لسياسية، كما يعكس الواقع المزري الذي تتعامل به الحكومة مع خصومها، بدلا من المنافسة الشريفة التي تتهرب منها، من خلال صناديق الاقتراع الحر، وإطلاق الصحافة الحرة.