الآنسي والبركاني تبادلا الاتهامات بالكذب بشان الاتفاق الذي كان الطرفان قد توصلا إليه بشأن تشكيل لجنة لتقييم أداء اللجنة العليا للانتخابات

الأربعاء 19 إبريل-نيسان 2006 الساعة 10 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 3397

تصاعدت حدة المواجهة بين أحزاب المعارضة المنضوية في إطار اللقاء المشترك بشأن ضمانات نزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة في "سبتمبر" القادم وصلت حد توجيه الشتائم والتخوين والاتهامات المتبادلة من قبل الجانبين ضد بعضهما البعض أمام الرئيس علي عبدالله صالح الذي جمعهما عنده في رئاسة الجمهورية بحضور رئيس الوزراء عبدالقادر باجمّال " أمين عام الحزب الحاكم" وعدد من أمناء عموم أحزاب المعارضة اليمنية أبرزهم الدكتور ياسين سعيد نعمان "أمين عام الحزب الاشتراكي" ، والأمين العام المساعد لحزب الإصلاح عبد الوهاب الآنسي والشيخ سلطان البركان الأمين العام المساعد للحزب الحاكم الذي دخل في ملاسنة كلامية مع عبد الوهاب الأنسي أفضت إلى انسحاب "الآنسي" من الاجتماع.

وقالت مصادر معارضة حضرت اللقاء أن الآنسي والبركاني تبادلا الاتهامات بالكذب بشان الاتفاق الذي كان الطرفان قد توصلا إليه بشأن تشكيل لجنة لتقييم أداء اللجنة العليا للانتخابات ، مشيرة إلى أن انسحاب الآنسي جاء احتجاجاً على الطريقة التي رد فيها الشيخ سلطان البركاني عليه. الشيخ سلطان البركاني نفي أن يكون انسحاب الآنسي كان على خلفية نقاش قضايا موضوعية ، مشيراً إلى أن الانسحاب كان مبيتا سلفا بدليل أن الاجتماع انفض في الساعة الواحدة والنصف ظهرا ونشرت وسائل الإعلام الساعة الثانية تصريحات نسبت لمصدر حضر الحوار، بما يعني أن هذه التصريحات قد أعدت سلفا. وأضاف إن "انسحاب الآنسي جاء بعد مشادة كلامية بيني وبينه لأنه تفوه بألفاظ نابية يصعب على أي سياسي إطلاقها ، أو القبول بها، لأن الحوار ليس بالشتائم كما أن الموقف الذي فيه الحوار يرأسه رئيس الدولة وكان الأجدر بالآنسي أن يتحلى بآداب الحوار ، مشيراً إلى أن الآنسي جاء إلى الاجتماع وكأنه يحمل رسالة من دولة أجنبية ويريد أن نجيب عليها بالموافقة فوراً، وإلا فإن السماء ستسقط على الأرض ، مشيراً إلى أنهم في اللقاء المشترك يدخلون لاجتماعات وقد أعدوا بيانات فشلها مسبقاً. وقال البركاني "لو كانوا جادين فإن الخمس النقاط التي طرحها رئيس الجمهورية كان الأجدر بهم مناقشتها والموافقة عليها، أو الرفض بشكل ودي وموضوعي، خاصة وأن رئيس الجمهورية كان حريصا على نتائج ايجابية لأنه لا يوجد في العالم رئيس دولة ومسؤول سياسي عركته الأحداث وحمل معه هموم وطنه عقودا من الزمن أن يقبل أن تعقد اجتماعات لديه لا تؤدي إلى نتائج ايجابية.من جانبه قال الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح عبد الوهاب الآنسي أن انسحابه من اللقاء جاء احتجاجا على بذاءات سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الذي كان حاضرا مع بعض قيادات المؤتمر، الأمر الذي حال دون توصل اللقاء إلى أي نتائج ، موضحاً أن اللقاء برئيس الجمهورية على عبد الله صالح جاء بدعوة من الرئيس بعد أن أوصلت قيادة المؤتمر الشعبي العام الحوار الذي دام لأربعة أشهر إلى طريق مسدود ، مشيراً إلى أن قيادات المشترك حملت إلى اللقاء رسالة وضحت فيها وجهة نظرها في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وأرفقتها بنماذج من الخروقات الصارخة التي قامت وتقوم بها اللجنة العليا للانتخابات وعقب قراءة الرسالة لمسنا اهتماما من الأخ الرئيس لما طرح من المشترك، ولعل اهتمامه كان سببا في انفعال الأخ سلطان البركاني في دفاعه عن اللجنة العليا للانتخابات، الأمر الذي أدى إلى تفوهه ببذاءات غير لائقة خاصة في حضور رئيس الجمهورية، ولم يكن من اللائق مجاراته في تلك البذاءات ، وكان الانسحاب هو الرد العملي اللائق على تلك البذاءات. وكانت مصادر قيادية في المعارضة قالت أن هناك نية مبيتة لدى الحزب الحاكم بتأجيل الانتخابات عن موعدها المحدد ، مشيرةً إلى أن مسئولين في الحزب الحاكم أفصحوا عن هذه الرغبة بحجة أن المدة الدستورية لم تعد كافية لإجراء الانتخابات في موعدها. وفي ذات الوقت الذي قالت فيه المعارضة أن الرئيس علي عبدالله صالح أبلغها بأنه وجّه بتأجيل مشروع التعديلات التي اقترحها على الدستور وعرضت على البرلمان الشهر الماضي ، أكد مصدر مسئول في الحزب الحاكم أن انسحاب عبد الوهاب الآنسي من لقاء الرئيس صالح بقادة اللقاء المشترك يعود إلى رغبة تجمع الإصلاح في التفاوض منفرداً دون حلفائه في أحزاب اللقاء المشترك للفوز بالنصيب الأكبر من المكاسب وإعطائهم الفُتات ، مشيراً إلى أن الآنسي يسعى ليعود لمنصبه السابق "نائباً لرئيس الوزراء" مع "ترتيب منصب ما لياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي" الذي كان أول رئيس للبرلمان بعد الوحدة اليمنية عام 1990م. واتهم المصدر المسؤول في المؤتمر الشعبي "الحاكم" أحزاب المعارضة بالحرص على عدم الوصول إلى نتائج إيجابية بشأن مختلف القضايا، وقال إن اللقاءات معها تحولت إلى مجرد مباراة ومواد إعلامية للوسائل الإلكترونية والمطبوعة.