نازحو الحديدة في صنعاء.. معاناة لا تتوقف

الجمعة 10 أغسطس-آب 2018 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 3686

 


يقف آلاف النازحين من ابناء محافظة الحديدة في طوابير طويلة امام مدرسة ابوبكر الصديق بمنطقة عصر غرب العاصمة صنعاء والتي تم تخصيصها لاستقبال عشرات الآلاف من الاسر والعائلات التي فرت من جحيم الاوضاع في مدينتهم بفعل اشتداد المعارك في الساحل الغربي .
ويبحث هؤلاء النازحون عن اسمائهم وسط كم هائل من الكشوف المعلقة على الجدران الخارجية للمدرسة ومن يعثر على اسمه يخرج من وسط ذلك الزحام يرتسم على قسمات وجهه شيء من السعادة المهاجرة بعد ان تأكد من حصوله على المساعدات المقررة للنازحين من قبل منظمات اليونيسيف وبعض المنظمات الخيرية المحلية والتي تشمل بضع علب من البقوليات واسماك "التونة" وكميات قليلة من البسكويت وملابس نسائية داخلية وادوات الغسيل.
وبحسب مسؤولين في المنظمة المختصة باستقبال النازحين والتي تتخذ من مدرسة ابوبكر الصديق الواقعة على مدخل العاصمة الغربي فقد بلغت اعداد المسجلين الذين سيتسفيدون من المساعدة الاولية سبعة عشر الف نازح ونازحة وسيتم تقديم المساعدات لهم عبر ثلاث مراحل تضم كل مرحلة اكثر من خمسة آلاف. لكن الامم المتحدة اشارت في احدث بياناتها الصادر امس الى ان هناك اكثر من خمسين الف اسرة نزحت من الحديدة باتجاه المحافظات المجاورة وهم في وضع انساني صعب وبحاجة ماسة الى مساعدات عاجلة.
وتعد مدرسة ابوبكر الصديق المحطة الاولى التي يصل اليها نازحو الحديدة في صنعاء قبل ان يتم تجميعهم وإرسالهم في فرق وتشكيلات الى مدارس اخرى متفرقة في ارجاء العاصمة. حيث يتم فرض اجراءات مشددة على تلك المدارس ويمنع حتى الصحفيون من الدخول لاجراء مقابلات صحفية معهم لاسباب غير معلنة. 
وكانت الأمم المتحدة أعلنت امس نزوح أكثر من 50 ألف أسرة يمنية بسبب الحرب من مدينة الحديدة. ويعيش هؤلاء النازحون ظروفا معيشية بالغة السوء والتعقيد فيما يشكو الكثير من هؤلاء من اهانات ومعاملات غير انسانية من قبل عاملي المنظمات كما ان عددا من الاسر النازحة التي لجأت الى منازل اقارب لهم في صنعاء او تمكنت من استئجار بيوت شعبية متهالكة لم تقبلهم تلك المنظمات ولم تعتمد اسماءهم ضمن كشوف المستفيدين من المساعدات الضئيلة التي تقدمها تلك الجمعيات.
وتقول ام امل وهي نازحة استلمت الدفعة الاولى من المساعدات إنها وبعد انتظار قرابة الشهرين منذ اعتمادها من قبل منظمة النازحين بعصر فوجئت بمساعدة لا تكاد تذكر، اذ اشتملت حسب قولها على زوج من النعال وخمس علب بازيليا ومثلها من الاسماك والدجاج المعلب واثنتين من "دبات البلاستيك" المخصصة للماء وابريق بلاستيكي وكيس من البسكويت وسروال وحجاب نسائي .
ويوضح بيان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (أوتشا) الصادر امس حول الوضع الإنساني في الحديدة الى انه "حتى 5 أغسطس/ آب الجاري، تم تهجير 50 ألفًا و552 أسرة من مدينة الحديدة، وتلقت 47 ألفًا و400 أسرة (93 بالمئة من الحالات) المساعدة".
وأشار البيان إلى أن معظم النازحين يتم استضافتهم داخل المحافظة، فيما انتقل آخرون إلى المحافظات المجاورة ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية.
وبحسب البيان، فإن 9 مدارس في مدينة صنعاء تستضيف حاليًا أسرا نازحة، فيما وصلت أكثر من 4 آلاف و300 أسرة نازحة إلى محافظتي تعز وإب.
وتحمل منظمات دولية ومحلية قوات التحالف السعودي الاماراتي كامل المسؤولية عن تفاقم الوضع الانساني في اليمن وخاصة بالحديدة التي تعرضت ولا تزال لتصعيد عسكري واسع ولغارات جوية مكثفة يقول مسؤولون في الامم المتحدة إنها ستؤدي حتما الى كارثة انسانية غير محمودة العواقب كما ستساهم في انتشار الاوبئة سيما وباء الكوليرا على نطاق واسع وغير مسبوق وسيكون من المستحيل السيطرة عليه او الحد من انتشاره.