ما السر وراء إغلاق قنوات إخبارية يديرها نظام السيسي؟

الثلاثاء 31 يوليو-تموز 2018 الساعة 07 مساءً / مأرب برس -عربي 21
عدد القراءات 4444

 

  

كشفت مصادر مطلعة عن استمرار إغلاق القنوات الإخبارية، التي تشرف عليها الأجهزة السيادية، بعد إغلاق قناة "أون تي في لايف" الإخبارية قبل يومين بشكل مفاجئ، ودون علم الموظفين أو حتى رؤساء القنوات بعد تلقيهم أوامر بإغلاقها فورا.

وسادت الأوساط الإعلامية حالة من الغضب والجدل بعد انتشار تسريبات بشأن إغلاق قناة "سي بي سي إكسترا نيوز" إحدى أكثر المنصات الإخبارية حضورا، بعد قرار استحواذ شركة "دي ميديا" المالكة لقنوات "دي إم سي" التابعة للمخابرات الحربية.

وتزامن إغلاق قناة "أون تي في لايف" مع إغلاق قناة "دي إم سي سبورت" وتسريح جميع العاملين في القناتين، وتشريدهم دون سابق إنذار، وسط قلق من الإعلاميين والفنين على مستحقاتهم المالية، وعدم وجود تأكيدات رسمية "بالحفاظ" عليها.

وكان مصدر صحفي كشف لـ"عربي21" في وقت سابق عن توجه الجهات السيادية إلى تغيير خريطة القنوات الإخبارية الخاصة، عبر عدة خطوات من بينها دمج وإغلاق بعض تلك القنوات، لحساب قناة "دي إم سي نيوز" التابعة للمخابرات الحربية، والتي تدعمها الرئاسة المصرية.

إيقاف قناة "أون تي في لايف"

وفي قرار مفاجئ؛ قررت شركة "إعلام المصريين" وقف قناة "أون لايف" عن البث، فجر السبت، وإنهاء مشوار إحدى أشهر محطات الأخبار بمصر بعد رحلة امتدت أكثر من سبع سنوات، منذ انبثاقها من قناة "أون تي في"، برئاسة ألبرت شفيق آنذاك.

وقالت والشركة في بيان، وصل "عربي21" نسخة منه إن القناة ستتوقف عن البث، مع الحفاظ على حقوق العاملين بالقناة، كما تم الإعلان عن إطلاق قناة "أون سبورت 2" على نفس ترددات قناة "أون تي في لايف" بعد توقفها".

وراء الكواليس

وكشف مصدر مطلع لـ"عربي21" عن تطورات جديدة سوف تشهدها الساحة الإعلامية في مصر، وخاصة فيما يتعلق بالقنوات الإخبارية، التي لم يتبق منها سوى قناة "سي بي سي إكسترا نيوز" التي يرأسها حاليا "ألبرت شفيق" الرئيس السابق لقنوات "أون تي في" أنه "سيجري (إعدامها) لصالح قناة "دي إم سي نيوز" الجديدة .

وأكد المصدر أنه بعيدا عن الصحافة والإعلام، وقعت شركتا "دي ميديا" المالكة لقنوات "دي إم سي"، وشركة "فيوتشر" المالكة لقنوات "سي بي سي" عن شراء الأولى لقناة "سي بي سي إكسترا نيوز"، تمهيدا لإغلاقها مطلع شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.

وأوضح أن "الاتفاق نص أيضا على رحيل الإعلامية "لميس الحديدي"، عن قناة سي بي سي العامة، وانتقالها إلى قناة "أون تي في " العامة، دون معرفة السبب وراء ذلك، لتحل محل زوجها في القناة "عمرو أديب"، ولكن ببرنامج مختلف".

مصير مجهول للإعلاميين

وقال صحفي آخر يعمل في قنوات "سي بي سي" لـ"عربي21" إن "هناك صراع وجدل وتخبط، وكل ما تتصوره يجري الآن داخل قناة "سي بي سي إكسترا" بين الموظفين الذين سيلتحق بعضهم بالعمل في قناة "دي إم سي نيوز"ـ في حين سوف يتم تسريح الباقي، أسوة بزملائهم في قناة "أون تي في".

وتوقع أن يترتب على ذلك تغييرات كثيرة من بينها "انتقال ألبرت شفيق رئيس قناة "سي بي سي إكسترا نيوز" إلى رئاسة قناة "دي إم سي نيوز"، وتخيير رئيستها الحالية بين "الاستقالة" أو العمل "كمديرة أخبار" تحت قيادته، كما كانت من قبل في قناة "سي بي سي إكسترا".

عكست تلك التغيرات الأخيرة، التي جاءت أشبه بالتخبط في إدارة تلك القنوات حالة من القلق داخل جميع القنوات المتبقية داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، بمدينة 6 أكتوبر، بمن فيهم العاملين في قناة "دي إم سي" بعد قرار إغلاق قناة "دي إم سي سبورت" أيضا، والقديم والتي أخفقت في تقديم أي جديد، والتي رحل عنها إعلامي ومذيعي الرياضة.

البعد عن السياسة

وفي هذا السياق علق، رئيس المركز العربي للإعلام، قطب العربي، بالقول: "إن ما يحدث هو لتحقيق رؤية السيسي بالسيطرة على الإعلام"، مضيفا أن "أكثر من 75 بالمائة من القنوات الإخبارية والصحف والمواقع الإلكترونية تخضع لسيطرة النظام؛ وبالتالي آلت إليها إدارتها بالكامل سواء بالنقل أو الدمج أو الإغلاق وفقا لآليات سياسية واقتصادية خاصة بها".

وبشأن مستقبل الإعلام في مصر في ظل التخبط الدائر، أكد لـ"عربي21" أن "إغلاق بعض القنوات يأتي في سياق تبريد الحالة الإعلامية والسياسية، وإبعاد الناس عن السياسة ومتابعة الأخبار، واستبدالها بقنوات فنية ورياضية ترفيهية، وقد يغلقون القنوات الإخبارية تباعا، ويكتفون بقناة واحدة".