آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل اسطورة البلوجرانا وبطل العالم ميسي يفاجأ محبيه عبر العالم بتحديد موعد اعتزاله

دولة عربية تقرر قطع الانترنت كلية عن الشعب لهذا السبب

الإثنين 23 يوليو-تموز 2018 الساعة 08 مساءً / مأرب برس -عربي 21
عدد القراءات 3816

 

أصبح العراقيون منقطعين تماماً عن العالم الخارجي، بعد أن قررت الحكومة العراقية قطع الاتصال بالإنترنت عن المستخدمين بسبب التظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي شهدتها المدن والمحافظات العراقية.

الاحتجاجات الشعبية الكبيرة، أزعجت الحكومة التي استخدمت العنف المفرط في التعامل مع المتظاهرين، وهو ما خلّف حتى يوم أمس الأحد أكثر من 13 قتيلاً، وقرابة 600 جريح، ومثلهم من المعتقلين.

يقول مسؤول في وزارة الاتصالات العراقية لـ»عربي بوست»، إن «الضعف العام والانقطاع شبه التام لخدمة الإنترنت في المحافظات العراقية في الأسبوع الماضي جاء نتيجة صيانة وإدخال الخطوط الناقلة الجديدة للخدمة في المحافظات الجنوبية حسب ما أعلنته الوزارة بشكل رسمي، إلا أن الواقع يختلف عن ذلك جذرياً.

وأشار المسؤول إلى أن «الأمانة العامة لمجلس الوزراء أبلغت وزارة الاتصالات مساء الجمعة 13 تموز بإيقاف خدمة الإنترنت بشكل كلي في جميع المحافظات العراقية وإيقاف الخدمة إلى إشعار آخر، من أجل فرض السيطرة على التظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في محافظات وسط وجنوب العراق، إلا أن الخدمة عادت للعمل بعد ثلاثة أيام متتالية من توقفها.

وأوضح المسؤول الذي رفض ذكر اسمه، «صباح يوم الإثنين 16 تموز 2018، أمرت الحكومة العراقية ووزارة الاتصالات بإعادة خدمة الإنترنت إلى العمل بشرط حجب جميع مواقع التواصل الاجتماعي بدون استثناء من فيسبوك وتويتر وواتساب وفايبر وجوجل وجيميل وعدد من المواقع الإلكترونية، الهدف من هذا القرار عدم نشر صور ومقاطع فيديو وأماكن التظاهرات.

الإنترنت توقف، لكن ليس الاحتجاجات

بعد انقطاع خدمة الإنترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي في العراق على خلفية التظاهرات الشعبية في وسط وجنوب العراق، اعتمدا الناشطون على أسلوب الاحتجاج المناطقي، حسب ما يرى الناشط المدني حميد حجيح.

استطاع العراقيون إيجاد بدائل للتواصل بعد انقطاع خدمة الإنترنت، الانقطاع الذي زاد من السخط ونشط الحركة الميدانية للاحتجاجات

حميد جحجيح يعتبر أحد قادة التظاهرات والاحتجاجات الشعبية في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية بغداد، يتحدث لـ»عربي بوست» قائلاً «بعد انقطاع خدمة الإنترنت وحجب المواقع واختفاء 37 مليون إنسان من الشبكة العنكبوتية، هذا الأمر انعكس على الوضع النفسي للمستخدمين لخدمة الإنترنت وأصبحوا فجأة في عزلة عن العالم لا يعرفون كيف يتخذون قرارات وأثر على استقرارهم النفسي وإشاعة نزعة الغضب لدى جميع العراقيين المتظاهرين وغيرهم من المواطنين، وعلى مستوى تبادل المعلومات والتنسيق أصبح من الصعب جداً أن تمد خطوط التواصل بين الناشطين لغرض تنظيم أو تنسيق احتجاجهم وتحديد أماكن معلومة وأوقات محددة للتظاهر أو نشر بيانات وأخبار دقيقة.

ويضيف أن «الناشطين أجبروا على اعتماد أسلوب الاحتجاج المناطقي والانتشار الأوسع جغرافياً في المدن والمحافظات، والذي يعد أسلوباً أصعب من حيث انتشار القوات الأمنية في الشوارع الرئيسية، خلاف ما كان معمولاً به في السابق بوجود خدمة الإنترنيت.

العودة إلى الرسائل النصية القصيرة

بشأن تواصل الناشطين وتحديد موعد التظاهرات لفت جحجيح إلى أن «الناشطين اعتمدوا على إيجاد طرق للتواصل بدلاً عن الإنترنت باستخدام الرسائل النصية sms أو الاتصالات، بعد ثلاثة أيام ممتالية وعودة الإنترنت ذهب الجميع لاستخدام برامج VPN وسايفون وغيرها من البرامج لكسر حجب مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع الناشطين الآخرين وتغطية التظاهرات والاحتجاجات ونقلها من المدن والمحافظات العراقية.

وأوضح الناشط المدني، «أعتقد أن خيار حجب المواقع وقطع الخدمة وتقليل سرعة خدمة الإنترنت كان خياراً أمنياً غير ناجح واستشارة ليست ذكية بل جاءت نتائجها عكسية وصعد من سخط الجماهير، وأثبت أن الجمهور المحتج قادر على إيجاد بدائل للتواصل وإيجاد حلول، انقطاع خدمة الإنترنت زاد من السخط ونشط الحركة الميدانية للاحتجاجات.

انقطاع الإنترنت ترك الصحفيين بلا أعين ولا آذان

عملنا يعتمد على الإنترنت في تغطية الأخبار وإرسالها إلى المؤسسات الإعلامية، الصحفيون العراقيون أصبحوا شبه مشلولين وعميان بسبب حجب خدمة النت بشكل كلي ثلاثة أيام متتالية، حسب ما تتحدث عنه الصحفية سؤدد الصالحي مراسلة عدد من المواقع والصحف الأجنبية في العراق.

تقول الصالحي لـ»عربي بوست»، إن «الصحفيين يعتمدون على الإنترنت بشكل شبه كامل. حجب خدمة النت بشكل كلي لثلاثة أيام في البداية تركنا كصحفيين شبه مشلولين وعميان، في اليومين الأولين لحجب خدمة النت شعرت أن عالمي الواسع تقلص ليتحول إلى غرفة صغيرة ليس لها إلا منفذ واحد، الاتصالات الهاتفية هي المنفذ الوحيد الذي أبقانا على اتصال بمصادرنا وبغرف التحرير في مؤسساتنا خارج العراق، وحتى هذا المنفذ كان ضيقاً ومليئاً بالمطبات فالاتصالات مهما تعددت تظل قاصرة عن تغطية مساحات واسعة من مناطق الحدث.

ولفتت الصالحي إلى «استخدام الهاتف خلال الأيام الأولى لإرسال أبرز الأحداث مع بعض الاقتباسات التي كنت أحصل عليها من مصادري وحاولت قدر الإمكان تجنب أية معلومات لم أتمكن من التحقق منها لعجزي عن الوصول إلى مصادري، فاتنا الكثير خلال تلك الأيام لأنك ومهما كان حجم الميزانية المرصودة للاتصالات الهاتفية، لن تتمكن من الاتصال بالجميع فرغم علمك بوجود حدث ما إلا أن جهلك بمكان الحدث يجعلك تتخبط وتضيع الكثير من الجهد والمال.

انقطاع خدمة الإنترنت لم يوقف الاحتجاجات، الاقتصاد المتدهور أصلًا كان الخاسر الأكبر

وأوضحت الصالحي أن «المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي هي التي تكشف وتشير عادة إلى موقع الحدث ويبقى علينا التحقق والحصول على مزيد من التفاصيل، إلا أن غياب هذا النوع من التخادم بين الصحفي والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي تركنا في ظلام شبه دامس، العراق ينقطع العراق عن العالم الخارجي فغالبية العراقيين يستخدمون النت لأغراض شخصية ولم يصلوا بعد لاستخدامه لإنجاز أعمالهم، كما أن القنوات التلفزيونية والوكالات التي تمتلك القدرة على الارتباط وتخطي الحظر المحلي والارتباط بالأقمار الصناعية سدت جزءاً من الفراغ الكبير الذي خلفه غياب البقية، كما أن الصحفيين الذين تواجدوا في كردستان عوضوا جزءاً آخر من النقص في تغطية الأخبار.