آخر الاخبار

القصة الكاملة للاجئين السودانيين في السجون الإسرائيلية

الثلاثاء 11 إبريل-نيسان 2006 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس / الراية
عدد القراءات 7199

ظلت أجهزة الإعلام المحلية السودانية وبعض الإذاعات الدولية تردد مؤخراً حول وصول سودانيين متسللين عبر صحراء سيناء الى اسرائيل طلباً للجوء السياسي والحياة الهانئة في بلد نصنفه في قائمة الأعداء لكنهم صدموا بواقع مرير اذ ألقت بهم سلطات الهجرة الاسرائيلية في غياهب السجون والزنزانات بهدف اعادتهم من حيث أتوا. هناك ما يزيد على خمسين سودانيا في السجون الاسرائيلية وواضح من خلال التقرير من بينهم نساء وأطفال وجدوا أنفسهم في بيئة غريبة وأوضاع غير مريحة فعلى من تقع المسؤولية؟

الصحف الاسرائىلية من جانبها تنقل من حين لآخر أنباء هؤلاء اللاجئين وتزعم ان بعضهم من إقليم دارفور المضطرب بغرب السودان وتشير الى ان عددهم يزيد على الخمسين سودانيا في انتظار منحهم اللجوء السياسي في اسرائيل.

وتحدثت صحيفة »هآرتس« الاسرائيلية الأسبوع الماضي في تقرير مطول عن آخر دفعة من السودانيين تسللت عبر صحراء سيناء المصرية الى داخل اسرائيل وقالت ان معظمهم كانوا من اليافعين وتتراوح اعمارهم ما بين 15 اى 18 عاماً إلا أن حرس الحدود الاسرائيلي اعتقلتهم وتم ايداعهم سجن تزوهار الذي تديره سلطات الهجرة. وقالت ان احدهم في الثانية عشرة من عمره والآخر في الخامسة عشرة قدموا من دارفور غربي السودان وعبروا الى داخل الحدود الاسرائيلية عبر صحراء سيناء المصرية. وأوضحت انهم ليسوا أطفالاً قدموا مع ذويهم انما هم لاجئون جاءوا طلباً للعمل. لينضموا الى لاجئين في عمرهم قدموا من دول أفريقية أخرى مضطربة خاصة من ساحل العاج وليبيريا.

اثنان من لاجئي دارفور الصغار تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً قررا الاسبوع الماضي الدخول في اضراب عن الطعام وذلك احتجاجا على سوء المعاملة.

تقول الصحيفة اللاجئان السودانيان شعرا باليأس وقالا انهما سيعودان الى الصحراء او حتى الى دارفور بعد ان قررت ادارة السجن الاسرائيلي فصلهما عن بعضهما البعض بعد ان كانا يتقاسمان زنزانة واحدة. وتضيف الصحيفة انهما وبعد ان أمضيا بعض الوقت في فناء السجن أمرا بالعودة الى غرفتيهما لكن احدهما رفض الأمر وحاول أحد حراس السجن اقتياده بالقوة مما أدى الى كسر يده وهو الآن يحتاج الى رعاية طبية.

اللاجىء السوداني اليافع ورفيقه غادرا دارفور حسب رواية الصحيفة بعد ان فقدا والديهما في عام 2004 نتيجة الحرب الجارية هناك فتوجها اولاً صوب القاهرة وفي نهاية العام الماضي قررا السفر الى اسرائيل لأنهما سمعا ان اللاجئين خاصة السودانيين يعيشون في مأمن كلاجئين وسيجدان فرص عمل ومستوى معيشة افضل من مصر. تقول السلطات في سجن تزوهار الاسرائيلي الذي يقبع فيه معظم اللاجئين السودانيين ان اسرائيل لديها اتصالات مع السفارات والقنصليات الافريقية التي يحمل جنسياتها بعض المسجونين فقد فعلت ذلك مع سفارة غينيا في القاهرة بخصوص اللاجئين الغينيين لاستخراج وثائق سفر لهم لترتيب اعادتهم الى ذويهم. أما فيما يتعلق باللاجئين السودانيين خاصة من صغار السن فلا يتوافر هذا الخيار لذلك لعدم وجود اتصالات مباشرة مع السودان ولذلك تطول فترة بقائهم في السجون. وتضيف السلطات يمكن لقاضي المحكمة المختصة اصدار حكم قضائي باطلاق سراحهم لكن من الصعب ايجاد اقارب لهم يتمتعون بإقامات طويلة الأمد في اسرائيل لاستلامهم. وكانت اكبر مجموعة سودانية دخلت الأراضي الاسرائيلية نهاية العام الماضي، ففي الخامس والعشرين من شهر أكتوبر 2005 قالت الاذاعة الاسرائيلية استناداً لمصادر حرس الحدود الاسرائيلي انه تم اعتقال ثمانية سودانيين حاولوا تسلل الحدود بين مصر واسرائيل. وأفادت الاذاعة الاسرائيلية بأنه كان بين المواطنين السودانيين مواطنة وأولادها الثلاثة الذين يبلغون من العمر 3 و5 و8 سنوات، ونقلت مصادر في حرس الحدود الاسرائيلي عن المواطنة السودانية قولها انها بانتظار زوجها الذي سيحاول في الفترة القريبة القادمة التسلل عبر الحدود مع مصر الى اسرائيل.

ونقلت الإذاعة الاسرائيلية العامة عن مسؤول في الداخلية الاسرائيلية قوله ان جميع محاولات التسلل قد باءت بالفشل حيث تمكن حرس الحدود من ضبط جميع المتسللين، واضاف ان هناك 51 مواطنا سودانيا يقبعون في سجون اسرائيلية يطالب جميعهم بالحصول على لجوء سياسي في اسرائيل بسبب ما اسموه باضطهاد حكومتهم خاصة لمواطني دارفور والجنوب. أما آخر المتسللين الى اسرائيل من السودانيين فقد كانوا خمسة وفق الخبر الذي بثته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) فقد حدث في (8/3) حيث يقول الخبر: اعتقل الجيش الاسرائيلي خمسة سودانيين عندما حاولوا اجتياز الحدود بين مصر واسرائيل لاحظت السودانيين الخمسة وهم يحاولون القفز من على السياج الحدودي الفاصل بين مصر وصحراء النقب جنوب اسرائيل، واكدت المصادر ان القوة العسكرية قامت على الفور باعتقال السودانيين الخمسة واقتادتهم الى مركز اعتقال في جنوب اسرائيل وباشرت الأجهزة الأمنية التحقيق معهم وقد اعترفوا انهم كانوا يحاولون دخول اسرائيل بحثاً عن فرصة عمل. ظاهرة اللجوء الى اسرائيل لا تقتصر على السودانيين فقط فهناك آخرون يحملون جنسيات أفريقية.

وذكر ايضاً ان هناك ثلاثة مواطنين من »دول معادية اخرى« لم يذكر اسمها يقبعون في سجون اسرائيل تم ضبطهم عندما كانوا يحاولون التسلل الى اسرائيل وهؤلاء ايضاً قدموا طلبات للحصول على اللجوء السياسي في اسرائيل. واستنادا لهؤلاء اللاجئين فإن مالي تمثل مركزاً لتهريب اللاجئين إما في اتجاه المغرب ثم اسبانيا أو في اتجاه مصر ثم اسرائيل.. من الواضح تقول الصحيفة الاسرائيلية ان اللاجئين الصغار امروا بعدم الكشف عن أية معلومات عن الطريق الذي سلكوه الى اسرائيل او الأموال التي دفعوها او الأشخاص الذين سهلوا سفرهم لكن الدلائل تشير الى ان الغالبية العظمى منهم - خاصة من ساحل العاج وليبيريا سافروا الى غينيا أولاً حيث تتولى مجموعات عملية تسفيرهم الى مالي ومنها الى مصر ثم الى اسرائيل ويتم تحركهم في مجموعات صغيرة.