باحثة أمريكية تكشف سبب أزمة التطرّف التي يعاني منها الشرق الأوسط.. «حوار»

الجمعة 15 يوليو-تموز 2016 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 5890

الدكتورة «ناتانا دي لونج» باحثة أمريكية في الشؤون الإسلامية بجامعة جورج تاون الأمريكية وحاليا في كلية بوسطن، تجلى اهتمامها بالإسلام ومجتمعاته من خلال كتابها «الإسلام الوهابي من الإحياء والإصلاح إلى الجهاد العالمي، هذا الكتاب الذي بحثت فيه «دي لونج» السيرة الفكرية للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكان هذا الكتاب هو أطروحتها للدكتوراه.

هذه الباحثة الامريكية خرجت بخلاصة مختلفة عن السائد في الأوساط الاكاديمية الغربية عن صورة الوهابية، خلاصة تقول إن ما نسب من تشدد وتطرف لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ليس إلا أمرا مجافيا للصواب، مشيرة إلى أن طلابه أصبحوا أكثر تشددا عقب وفاته بعد أن أضافوا ونسبوا ما ليس له. 

وشددت في حوارها مع «الشرق الأوسط» في الرياض، الذي جرى معها في إحدى مطاعم العاصمة، بتاريخ: الخميـس 30 ذو القعـدة 1427 هـ 21 ديسمبر 2006م العدد«10250»، التي تزورها الدكتورة دي لونج في تلك الأيام، وكانت ترتدي العباءة السعودية، شددت على عدم موافقتها على اعتبار الدعوة الوهابية بمثابة مذهب مستقل أن ما يشاع حول ذلك إنما هو لتشويه صورة الدعوة الوهابية. 

وأكدت الباحثة «ناتانا» أن أزمة التطرف والتشدد التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة إنما تعود إلى حالة اليأس والإحباط اللذين يعاني منهما الشباب المسلم، مؤكدة أن الجماعات المتشددة لم تتغذ على دعوة الشيخ عبد الوهاب بل ولا حتى جماعة الإخوان المسلمين في مصر. 

«مأرب برس» يُعيد نشر نص الحوار:

* بداية، لماذا اخترت الحديث عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالة الدكتوراه الخاصة بك؟
 
نسمع كثيرا في الولايات المتحدة حديثا عن «الإسلام الوهابي» و«الوهابيين» وإنما بصورة سلبية تصورهم على أنهم إرهابيون متطرفون ومسلحون، وقد اعتاد الأمريكيون قبيل أحداث 11 سبتمبر الحديث عن كل من يعارض مواقف الحكومة الأمريكية سواء أكنا نتحدث عن الشيشان أو اندونيسيا أو فلسطين على أنهم «وهابيون»، وكان ذلك السبب الرئيس لاختياري الحديث عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، حيث رغبت بشدة معرفة ما تعني كلمة «الإسلام الوهابي» في الوقت الذي لم أجد فيه أي كتاب يتحدث عن الوهابية وماذا تعني. 

من هنا رأيت انه لربما يكون هذا هو الوقت المناسب للقيام ببحث تاريخي عن الشيخ والوهابية. 


ابن تيمية والوهابية

*حسنا، وعلى ماذا اعتمدت من مصادر لتكوين رؤية واضحة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته؟

ـ لقد قرأت كل ما كًتب، بداية بـ«كتاب التوحيد» و«كشف الشبهات» للشيخ محمد بن عبد الوهاب، نفسه، وقرأت كتاب «النكاح» و«الجهاد» وغير ذلك، إلى جانب الاطلاع على كافة فتاويه الفقهية ومن خلال قراءتي لجميع كتبه حاولت معرفة كيفية فهمه للقرآن، والحديث والشريعة بشكل عام إلى جانب التركيز على من اعتمد في الأخذ عنهم من الفقهاء، حيث أن الأمر السائد في الولايات المتحدة أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لم يأخذ سوى عن ابن تيمية، وهذا غير صحيح حيث رجع إلى مختلف الفقهاء والعلماء كابن حنبل، وأبي حنيفة، وابن مالك، والشافعي، إلا انه ورغم ذلك كان يحرص دوما بعد سرد كافة الآراء الفقهية في أي قضية أن يشرح رؤيته الخاصة وفتواه في القضية المعنية.

 * في حوار سابق لك ذكرت أن الاعتقاد الغربي السائد وفي وسائل الإعلام أن (الوهابية ما هي إلا استمرار للتطرف الذي مثله «ابن تيمية») لكنك الآن تعودين إلى الحديث عن ذات النقطة، فهل تعتقدين فعلا أن ابن تيمية كان متطرفا؟

ـ ما كنت أقصده في ذلك أن تلاميذ ابن تيمية ومن يأخذون عنه إنما يقتبسون بعضاً من أحاديثه المتشددة لما يتلاءم مع رؤاهم وأجندتهم ولا يأخذونها جميعا، ولو أنهم أخذوا كل ما ذكره ابن تيمية، سواء ما تعلق بالخروج عن الحاكم في إزاء ما ذكره في كيفية التفاعل بصورة ملائمة مع ولي الأمر لما أصبحوا في الوقت الحالي متشددين.

* ولكن هل تعتقدين شخصياً أن «ابن تيمية» كان متطرفا ومتشددا؟

ـ لا اعتقد ذلك وإنما ما حدث انه واجه في ذلك الوقت ظروفا صعبة فرغم إسلام الحكام آنذاك إلا أنهم أعلنوا عدم الاستناد فقط للشريعة الإسلامية لتظهر بعض التصرفات والممارسات الغير شرعية وهو ما واجهه ابن تيمية من إشكاليات حيث اعتقد أن الشريعة الإسلامية فقط هي ما يجب أن يطبق وقال في ذلك أنه يجب الخروج على الحاكم المخالف للشريعة الإسلامية من خلال الثورات.

* ذكرت أنك قرأت كل ما يتعلق بالشيخ محمد بن عبد الوهاب ولكن هل تمكنت من الاضطلاع على رسائله؟

ـ للأسف لا، لم أتطلع على رسائله وهو الشيء الوحيد الذي لم أتمكن منه ولكن لماذا علي أن أتوقع أن رسائله هامة للحديث عن تاريخه.

من أين أتى التشدد في السعودية وما هو المذهب الخامس؟

* بمن تعتقدين تأثر المتشددون في السعودية؟

ـ المتطرفون في السعودية، يشكلون خليطا من عدة عناصر وليس كما يعتقد البعض أن تشددهم عائد إلى الدين الإسلامي، وإنما القضية أكثر تعقيدا من ذلك فالظروف السياسية في العالم الإسلامي، كالقضية الفلسطينية، التي استمرت 60 عاما والعراق، وتكبيل الحكومة الأمريكية للأمم المتحدة، من اتخاذ أي قرار ضد إسرائيل، زاد حتما من حالة الإحباط لدى الشباب المسلمين، الأمر الذي يدفعهم وكما يتصورون لمساعدة إخوانهم لرفع الاعتداء عليهم في مختلف أقطار الدول الإسلامية، في الوقت الذي تعطلت فيه كافة الخيارات السياسية، من أجل ذلك لا اعتقد أن للدين علاقة في ذلك وإنما نشاط الجماعات عائد إلى تصاعد الأزمات في المنطقة مسببا ذلك الإحباط الذي في النهاية لا يقود سوى لعمليات مسلحة.

* هناك من يصف الدعوة الوهابية بـ«المذهب» فهل تعتقدين فعلا أن الدعوة الوهابية تشكل مذهبا خامسا إلى جانب المذاهب الأربعة؟

ـ لا ذلك غير صحيح ولا أؤمن أن الدعوة الوهابية تشكل مذهبا مستقلا حيث حرص الشيخ عبد الوهاب على تعليم العامة كل ما أورده أصحاب المذاهب الأربعة، إلا انه رغم ذلك ابتعد عن التقليد حيث أنه عارض في بعض أقواله ما ذكره أحمد ابن حنبل، واعتقد شخصيا أن ما يردده البعض عن أن الشيخ عبد الوهاب أسس مذهبا مستقلا إنما لتشويه صورته وكأنه خارج عن الإسلام.

* هناك من المسلمين سواء أكانوا عامة أو مثقفين أو حتى بعض رجال الدين، من انتقد بعض ما جاءت به الدعوة الوهابية لما فيه من تشدد ، كما أن منهم من رأى أن الدعوة الوهابية أسهمت في ترسيخ نزعة التشدد الديني، فماذا تقولين أنت في ذلك؟

ـ من خلال قراءاتي لكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وفي تفسيره للعقيدة فقد لاحظت كثيرا من التسامح والتحضر أكثر مما هو مطبق في الوقت الحالي، وما هو هام الآن أن ننظر حال طلاب الشيخ عبد الوهاب هل هم ملتزمون بما قال وعلًم أم لا.

* هل تعنين أن طلاب الشيخ محمد عبد الوهاب هم من تشدد عقب وفاته؟

ـ نعم بالفعل أعتقد أن طلابه أصبحوا أكثر تشددا عقب وفاته كما أن هناك الكثير مما أُضيف ونُسب للشيخ عبد الوهاب من قبل تلاميذه.

ما هو دور الإخوان المسلمين في التشدد الديني/ السياسي الحديث؟

* هناك من اتهم كتابات وأجندة الإخوان المسلمين في مصر بأنها المصدر الرئيس الذي تغذى عليه المتشددون في السعودية، وكانت بسببها بداية التطرف الديني فهل توافقين ذلك الرأي؟

ـ حسن البنا، لم يكن جهاديا أو متشددا ما كان يبحث عنه فقط هو كيف تكون مسلما حقا من خلال كل ما يفعله المرء ويقوله ولم يناد البنا، بتاتا بأي ثورات أو يأمر باغتيال جمال عبد الناصر، كما اتهم سابقا، ولطالما ربط الغرب ما بين كتب سيد قطب، وأيدولوجية الجهاد وذلك غير صحيح فالسيد قطب، اعتمد البحث الفلسفي ما بين الشر والخير في العالم وكتابه في ظلال القرآن، يعد أحد أول الكتب الذي لم يكتف بسرد ما قيل في كتب التفسير السابقة وإنما حاول أن يفسر القرآن بصورة مفهومة ومتجانسة مع العصر الحالي.

* في ما يتعلق باتهام الجماعات الإسلامية بتسييس الدين سواء أكان الإخوان أو الدعوة الوهابية هل ترين أن ذلك حاصل بالفعل؟

ـ أعتقد أن ما هو مهم في جماعات الإخوان المسلمين، هو ليس فقط القول بعدم اقتصار الدين على الحياة الشخصية، بل وعلى الحياة السياسية، المهم هو في كيفية حصول ذلك هل من خلال القوة وإسقاط الحكومة؟ أو من خلال المشاركة في الانتخابات والتي يمكن أن يحكم المواطن عليها من خلال ما يحققه سياسيا واقتصاديا وأمنياً إلى جانب ما يحققه من تطور في الجانب التعليمي والصحي؟ هذا هو السؤال.

* هل توافقين من يقول بربط الشيخ عبد الوهاب ما بين الدين والسياسة؟

ـ لا أبدا الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لم تكن له أية دوافع سياسية وإنما اقتصرت جهوده على الدعوة الدينية.

لماذا وصلت الأحزاب الدينية إلى الحكم في العالم الإسلامي؟

* بماذا تفسرين صعود الجماعات الإسلامية إلى الحكم في عدد من الدول الإسلامية على سبيل المثال، مصر وفلسطين والصومال وهل تعتقدين بازدياد شعبيتها بسبب الظروف السياسية الأخيرة؟

ـ السبب الأول عائد إلى مدى فاعليتها، والآخر إلى تذمر المواطنين من الحكومات القائمة وتظاهرهم ضدها بسبب تجاهلها لهموم الشعب ومع سعي الولايات المتحدة لتطبيق الديمقراطية في الشرق الأوسط التي لم تسعد لما حققته هذه الديمقراطية من فوز حماس في الحكومة على سبيل المثال، إلا أننا بحاجة إلى إعطائهم مزيدا من الوقت، كما اعتقد أن للجماعات الإسلامية دلائل ملموسة لأجندة عملهم السياسي والإصلاحي في مختلف القطاعات الصحية والتعليمية.

* بذلك هل تعتقدين أن للجماعات الإسلامية السياسية صدقية أكبر من غيرها؟

ـ نعم بالفعل ذلك صحيح وهذا عائد إلى معرفتهم الشديدة بهموم شعبهم واحتياجاته.

* هناك أصوات عربية وإسلامية تنتقد ربط الدين بالسياسة، الأمر الذي أدى في النهاية إلى تسييس الدين ما رأيك بذلك؟

ـ هناك تخوف عام مما ستؤول إليه الحياة السياسية في حال ارتبط الدين بالسياسة بحيث تصبح أكثر محافظة، وأطرح تساؤلات هامة هنا وهي إلى أي مدى قد يصل ارتباط الدين بالسياسة، وهل أصبحت الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمون أكثر واقعية وإدراكا لمفهوم العيش وسط «العولمة»، وكيف بإمكانهم مواءمة ذلك مع القاعدة الشرعية التي تحدثت عن دار الحرب والاسلام والكفر، الأمر الذي أعنيه هنا: ما هو مدى المرونة التي سيعتمدونها في فهم جوهر النصوص وتطبيق الشريعة بحسب المتغيرات العصرية؟

* إذن هل تعتقدين أن على الجماعات الإسلامية السياسية إعادة تفسيرها للقواعد الشرعية بحيث تصبح أكثر ملاءمة للوقت الحالي؟

ـ نعم صحيح ويكون ذلك من خلال الاجتهاد والذي لا يكون بطرح ذات التساؤلات التي كانت منذ مئات السنين وإنما بطرح قضايا عصرية جدلية والاجتهاد بشأنها.


الكتاب .. وردود الفعل

* عقب 3 أعوام من نشر كتابك كيف تقيمين ردود أفعال القراء؟

ـ كانت هناك ردود أفعال ايجابية جدا وأخرى سلبية جدا لم يتقبلوا الشخصية التي تحدثت عنها، إلا أن ما هدفت إليه من خلال الكتاب هو إعادة فتح ما كان مقفلا لمدة طويلة.

* هل أقنع ما كتبت معارضي الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته الأوساط المهتمة في الولايات المتحدة؟

ـ البعض منهم اقتنع وآخرون ما زالوا مصرين على وجهة نظرهم ولكن ردود أفعال الاكاديمين في الجامعة هو أكثر ما جذبني فمن تمكن من زيارة السعودية والمكوث فيها للعمل وله اطلاع في الشرق الأوسط بدا مهتما جدا بما ذكرت، وفي المقابل هناك أكاديميون لهم أجندة سياسية خاصة، فبعضهم حاول الاعتراض على مادة البحث واعتبارها غير أكاديمية، في الأخير فتح الكتاب بابا للنقاش في قضية هامة، وما أرجوه من خلال كتابي أن تتم الإجابة على الأسئلة التي طرحتها فيه.

* هناك من يبحث عن قضايا جدلية للسعي فقط إلى الشهرة فهل كان ذلك مقصدك من خلال الكتابة عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته؟

ـ لا أبدا فهذه لم تكن غايتي حيث أنني قد شرعت في كتابة بحثي منذ عام 1996 أي قبل خمسة أعوام من أحداث 11 سبتمبر وحينها كل من عرفت لم يشجعني على طرح الفكرة كونها غير هامة لعامة الناس في الولايات المتحدة إلا الحديث المتواصل واتهام الجماعات الإسلامية بالوهابية دفعني للمضي قدما وقد استغرقت في تجميع كافة المعلومات 3 أعوام.

* لماذا تعتقدين من وجهة نظرك رفض الأزهر بداية نشر وتوزيع كتابك في مصر رغم سماحه بذلك قبل عام؟

ـ أعتقد أن عنوان الكتاب «الإسلام الوهابي» أشعرهم باحتمالية تعديه على الإسلام والإساءة للشخصيات الدينية وبرر الأزهر بعد ذلك رفضه بتطرق الكتاب لقضايا حساسة.


السعودية .. مرة أخرى

* الآن أنت في زيارتك الثانية للسعودية هل هي للترويح أم هناك مشاريع تأليف أخرى تتعلق بالشأن السعودي؟

قدمت إلى السعودية لكلا السببين، فانا هنا مع زوجي وأبنائي الاثنين رغبة في أن يتعرفوا على السعودية حتى يلامسوا بأنفسهم بأن كل ما يقال عن السعودية في الولايات المتحدة غير دقيق، وعلى الصعيد المهني فأنا بصدد تأليف كتاب يتناول صراع الحضارات ويتحدث عن «الجهاد لروح الإسلام في الدولة السعودية المعاصرة».

* متى تتوقعين الانتهاء منه؟

ـ أعتقد أنه سيكون في 2008

*ماذا بشأن أسامة بن لادن، هل تعتقدين أنه من يقف خلف أحداث 11 سبتمبر؟

ـ أعتقد أن الإعلام الغربي والعالم أعطى أسامة بن لادن، أكثر من حجمه وبالغ في تصوير خطورته، كما أنني لا أجد أية أدلة تجعلني أوافق على أن أسامة بن لادن، خلف الاعتداء على برجي التجارة العالمية، فكل ما سمعناه منه كان مجرد ثناء وإطراء لمن قاموا بالعملية.

* هل تعتقدين بخطورة توسع تنظيم القاعدة وامتداده في مناطق أخرى؟ ـ أعتقد أن ذلك ممكن في حالة اشتعال حرب في إيران حيث سنشهد تواجدا للتنظيم هناك.

* انشغل الكثير من مثقفي العالم الإسلامي والعربي بالبحث في مسألة وجود مؤامرة غربية تطال المجتمعات العربية والإسلامية فهل تؤمنين بنظرية «المؤامرة» هذه لكل ما يجري في المنطقة؟

ـ هناك أدلة كافية تشير إلى احتمالية وجود مؤامرة لمؤيدي هذه النظرية وبالنسبة لي فأنا لا أرغب في أن اصدق بوجود مثل هذا الأمر رغم أن ما يحدث حاليا من التدخل في كافة شؤون المنطقة العربية يثير مخاوف عدة.


  
إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة ساحة حوار