بعد تسلم القوات البحرية المصرية مهام دولية جديدة في البحر الأحمر، تشمل مضيق باب المندب وخليج عدن، إثر توليها للمرة الأولى قيادة "قوة المهام المشتركة 153 الدولية"، سارعت مليشيا الحوثي إلى التهديد باستهداف هذه القوات، وهو ما ينذر بدخولها في مواجهة مع الجيش المصري في حالة تم استهداف قطعها البحرية.

ويبدو أن التهديدات الحوثية باستهداف القوات الدولية جدية، خاصةً أن المليشيا اليمنية لديها سجل حافل باستهداف السفن وقوات بحرية وسفن وناقلات نفط في البحر الأحمر.

وجاء التهديد الحوثي على لسان وزير الدفاع بحكومة المليشيا (غير معترف بها) محمد ناصر العاطفي، من خلال قوله: "القوات المسلحة (الحوثية) اتخذت الإجراءات كافةً التي تضمن التعامل بقوة وحزم مع أي تطور يمثل تهديداً أو المساس بالسيادة الوطنية أو الاقتراب من السيادة البحرية".

واعتبر العاطفي في تصريح له (الثلاثاء 13 ديسمبر الجاري)، أن "مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية أرض يمنية، سيادتنا عليها كاملة".

وتشكل تهديدات الحوثيين في حالة تنفيذها، عائقاً كبيراً أمام حركة الملاحة في البحر الأحمر، خاصةً أنه تمر من خليج عدن ومضيق باب المندب أعداد كبيرة من سفن التجارة العالمية التي تعرضت خلال السنوات الأخيرة، لهجمات وصفتها الولايات المتحدة الأمريكية ودول خليجية بـ"الإرهابية".

وعكس تهديدات الحوثيين، رحب المتحدث باسم المجلس الانتقالي الانفصالي في اليمن علي الكثيري، في بيان، بتولي القوات البحرية المصرية قيادة قوة المهام المشتركة (153) لمواجهة التهديدات والتحديات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة.

تهديد للطاقة الدولية

الخبير العسكري والاستراتيجي عبد الله القحطاني، يؤكد أن من يقف وراء التهديدات ضد "قوة المهام المشتركة 153 الدولية" التي تتولى قيادتها مصر حالياً، إيران التي تعد المحرك الرئيس لمليشيا الحوثي.

وقال القحطاني في حديثه لـ"الخليج أونلاين": "ليس من مصلحة إيرانية في القيام بعمليات ضد قوات مصرية أو دولية في البحر الأحمر بالتوقيت الحالي، ولكن الحوثي يهدد دائماً الجميع ومن ضمنهم اليمنيون".

ويضيف: "مليشيا الحوثي التابعة لإيران تنفذ ما يطلب منها، ولكن نقول مرة أخرى: لن تقوم طهران بمثل هذه العمليات، خاصةً أنها تواجه تظاهرات في الشارع".

ويوضح أن المقصود من تهديدات المليشيات الحوثية هي الطاقة الدولية في البحر الأحمر، ومنطقة باب المندب وخليج عدن، فهي رسالة واضحة للاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، بأن إيران قادرة على تهديد ناقلات النفط الدولية.

ويرى أن إيران "تعيش حالياً تحت ضغوط داخلية، وفشلت في قمع الثورة الداخلية، لذلك تلوّح عبر أذرعها باستهداف مصالح دول بالعالم بأكمله، خاصةً أن الطاقة العابرة تؤثر على جميع اقتصاديات واستقرار الإقليم والعالم، وأسعار الطاقة".

قوة المهام المشتركة

تضم "قوة المهام المشتركة 153 الدولية" كلاً من مصر والسعودية والإمارات والأردن والولايات المتحدة الأمريكية، ويتركز نطاق عملها في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ومهمتها حماية سفن التجارة العالمية التي تمر بالمنطقة، من إرهاب الحوثيين.
تتولى هذه القوة تأمين المنطقة من مضيق باب المندب وصولاً إلى قناة السويس، ومن خليج عدن إلى مضيق هرمز، كما تسعى إلى استمرار تدفق إمدادات الطاقة والغذاء عبر مضيق باب المندب وقناة السويس والعكس إلى دول العالم.

وتعمل تلك القوة على منع وصول الأسلحة والذخائر الإيرانية إلى الحوثيين في اليمن عبر ميناء الحديدة، ومنع التهريب والهجرة غير الشرعية، وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر .

هجمات الحوثيين

يوجد لدى مليشيات الحوثيين سجل حافل بالهجمات في البحر الأحمر، من خلال استهداف السفن النفطية والتجارية، عبر الألغام البحرية، وتنفيذ هجمات إرهابية بزوارق مفخخة.
وكانت أبرز الاعتداءات التي نفدتها مليشيات الحوثي في البحر الأحمر، هو حجزها سفينة الشحن "روابي"، في يناير الماضي، والتي تحمل علم دولة الإمارات، وتحمل كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بجزيرة سقطرى اليمنية.

كما وثق تحالف دعم الشرعية في اليمن، قبل احتجاز السفينة "روابي"، 13 انتهاكاً حوثياً ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.

وشهد عام 2016 استهداف الحوثيين سفينة "سويفت" التابعة للبحرية الإماراتية في أثناء نقلها مساعدات قبالة ميناء المخا، وبعدها أطلقت المليشيات صاروخين باتجاه المدمرة الأمريكية "يو إس إس ماسون".