رسائل إلى شباب الثورة .. حافظوا على منابر ثورتكم
د: فضل الربيعي
د: فضل الربيعي

دون شك أن الشباب المرابطين في تلك المنابر بساحات التغيير والحرية والتحرير كنتم بحق صناع الثورة العصرية الرائعة التي اختمرت في سنوات الضياع وانطلقت في اتجاه منابرها الصحيحة وفي الوقت المناسب, ان القطيعة التي سادت بين جيلكم وجيل الإباء كانت قطيعه مدمره صنعتها الأنظمة الاستبدادية الفسادة التي غيبت أدواركم عندما حولت المجتمعات إلى هياكل ملحقة بالأنظمة وانهمر الناس في متابعة قوتهم اليومي حيث كانت تلك المعاناة وضغوطات الحياة الكبيرة قد فصلت بين جيل الاباء وجيل الابناء. واستبدلت القيم السامية في المجتمع بقيم مشوهه مفرداتها المصلحة الذاتية , الكذب , الاحتيال , الشك. والتملق، الجشع، لتحل مكان قيم المحبة والإخلاص والصدق والوضوح ، والوفا، والوطنية.

أيها الشباب انتم تعرفون ان الاحزاب السياسية تتفاوض مع السلطة منذ 1994م دون جدوى بمعنى أن السلطة ضلت تراهن على الوقت ، وبالتالي الأحزاب لم تحقق ما تريد أو بالأصح ما تريدون انتم ، ثم ان السلطة عجزت عن تحقيق مطالبكم . فقد كانت المعارضة تلوح منذ فترة بالخروج للشارع ربما لم تستطيع الإقدام على ذلك، وتبين للسلطة عدم قدرة المعارضة على استخدام ورقة الشارع فتمادت السلطة في عنجهيتها وتنكرت لكل التزاماتها ، ولم يكن في حساباتهم \\\\\\\" السلطة والمعارضة\\\\\\\" ان تبادروا وتتولو اشعال ثورة بهذا الاسلوب وتجعلوا من الساحات منابر لها كان اختيار موفق في الحظة التاريخية المهمة وبالوسائل السلمية عبر حشودكم الجماهيري في منابر الثورة الجديدة ، نعم كانت تلك الساحات التي فتحتموها قد أجبرت الاحزاب والقوى السياسية والاجتماعية للاتحاق بكم فبدونكم لا يستطيعوا عمل أي شي في هذا الوقت ، ولا أحد قادر يأخذ مكانكم ثقوا ايها الشباب ان هذه المنابر امتياز لكم ولا احد يمكن ان يفاوض الا بالرجوع اليكم ، فحافضوا على منابركم وافتحوها لاستقبال الكل فأنتم المتحررين من صراعات الماضي وتعقيدات الحاضر ، حيث كنتم بهذه الساحات شكلتم لوحة وطنية على المستوى العام وتشتركون جميعا في هدف واحد وهو إسقاط النظام الأمر الذي التف حولكم الكثير، فحذاري أيها الشباب من أي تأثيرات خارجية، نعم نسمع ان الأحزاب متواجدة ولكن تواجدها بكم، اذ لا وجود لها بدونكم فعالياتكم فالساحات وحدها كفيلة ان تحقق أهدافكم أما بصورة واحده أو صور عديدة، وستبقى تلك المنابر مرجعية لكل الثوار الشباب وغيرهم ، نعم كنتم على حق ايها الشباب برفضكم لأي حوارات او مبادرات تنتقص من مشاريعكم أي كان مصدرها داخلي او خارجي . فلا يجروكم الى حوارات مثل هذه .

حذاري ايضا ان تعملون كما يقول البعض على تحديد قيادة واحدة لكم فاذا قدمت على ذلك فهيئ بداية النهايه لثورتكم ، ان القيادات هي السبب الرئيسي للاختلافات في واقعنا اليمني ولاحظوا سبب الخلافات بين القوى السياسية والحراك فحب الزعامات كان سببا رئيسيا في كل الخلافات ولاسيما في بداية المشوار ، ارجوا ان تنظموا عملكم بواسطة نشاطاتكم كالجان للتنظيم تنهى عن المهام الموكلة لهم . وان تتجنبوا مفهوم القيادي والقيادي البارز في الثورة الشبابية ذلك ما يثير الخلاف ، تحدثوا دائما عن مفهم الناشط في الثورة الشبابية ، واجلعلو كلمة الناشط في متناول الجميع القادرين على الفعل ، لان القيادة الواحدة هي اختزال للثورة ولقوها وبالتالي يتم العمل عبر ما يسمى في ادبيات علم الاجتماع بالجمعنة السياسية، بمعنى جماعة من الناس تتحكم بمصير الكل .

وجودكم في الساحات واصراركم على البقاء فيها هو الذي يجبر الاخرين الاتجاه نحوكم اكانت احزاب او قوى اجتماعية بل ويجعل السلطة تنتبه لمطالبكم سواء السلطة الحالية أو القادمة .

اتمنى تصعيد نظالكم السلمي هذا وانتبهوا جرجرتكم الى العنف مهما قدمتم من ضحايا فالعنف سوف ينهي ثورتكم فحافظوا على منابركم منابر الثورة التي هي وحدها كفيلة بنقل مجتمعنا نحو التغيير والتحديث والتحري باذن الله. سلامي لكم ايه القادمون ؟؟؟ .

*استاذ علم الاجتماع المشارك

رئيس مركز مدار للدراسات ..عدن


في الأربعاء 20 إبريل-نيسان 2011 07:04:51 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=9949