ساحة التغيير... والفساد في جامعة صنعاء
د: ناجي الحاج
د: ناجي الحاج

دعوني أتقدم لكل يمني شريف ومخلص يريد أن يري وطنه عزيزاً ومواطنيه أحرار ويعيشون بكل كرامة وشموخ وهنا وفي ظل كسر حاجز الصمت والخوف والرعب من الأجهزة الأمنية أو القمعية والتي كانت تمنع الناس من التعبير بكل حرية عن مطالبها وحقوقها المشروعة والسلمية بعيد عن أعمال البلطجة وتزييف الحقائق وسفك الدماء.

في ساحة التغيير بجامعة صنعاء يقدم نموذج من شباب اليمن والذي رأى في سطوع شمس الثورات العربية التي تخلصت من نظم قمعية ودكتاتورية تعاملت مع شعوبها كعبيد وميراث تريد نقله لأبنائها وأحفادها وكأن الله قد خلقهم من صنف من خلده الله في الأرض فاستعمل النار والحديد في الدنيا ضد شعبة وأمته وباعوا أوطانهم ومقدراتهم لأعدائهم بإبخس الإثمان.

إلي ثورا التغيير السلمي في اليمن وبالذات باب جامعة صنعاء خصوصا أقول إنكم تطالبون بإصلاح ومحاربة فساد وتطالبون بحقوقكم من وظائف وحياة كريمة بينما هناك من تصرخ جواركم بأن الفساد قد نخر فيها وضاع صيتها وصورتها إنها جامعة صنعاء والتي أنشئت قبل أكثر من أربعة عقود تعاني من فساد منظم التهم مقدرات الجامعة وتحولت إلي وكر للربح السريع وقتل العلم وكبح جماح البحث العلمي.

لقد عانت هذه الساحة التي تقفون ببابها وهي تستغيث بكم أن أنقذوا جامعة صنعاء من الفساد المالي والعلمي و الإداري والذي تسيطر عليه مجموعة لا تريد الخير لهذا الوطن ولا لأبنائه هل هناك من رفع مطلب إصلاح الجامعة وأوضاع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة ليعيشوا حياة حرية كريمة في أوطانهم وبين أهليهم دون الحاجة إلي الاغتراب وخدمة من يدفع أكثر.

أين نقابة أعضاء هيئة التدريس والتي قادت في العام الماضي وفي مثل هذه الأيام شعارات اتضح أنها كانت حزبية وفي مسرحية هزلية شارك فيها كل أعضاء هيئة التدريس لأنهم كانوا يؤمنون بأن لهم مطالب حقيقية ولعل ابرز مطالبهم كانت إصلاح نظام التعليم الجامعي

واقصد هناك إدخال وسائل التقنية والتكنولوجيا العلمية الحديثة من مناهج ووسائل بحث وشبكة انترنت وكما اعلم أن هناك شبكة أنشئت قبل عام إلا أنها ونتيجة للفساد الإداري تعطلت قبل أن تري النور كما أن وسائل العرض الحديثة وأتحدث هنا عن كلية الطب والتي لا يوجد فيها سوى جهازي عرض في إدارة الوسائل في حين أننا إذا أردنا أن نؤدي محاضرتنا نعاني اشد المعاناة لحجز جهاز ومتابعة تلك الإدارة وتكلفة كل جهاز لا تتعدي 500دولار أمريكي.

في حين نجد ان عمادة الكلية تضرب كف بكف بانتظار حصة الجامعة من نظام التعليم الموازي والذي وعدت به ولم يتم الإيفاء بذلك وتبقي المأساة مستمرة بانتظار جهة مناحة تنظر إلي حال كلية الطب وجدرانها ومعاملها وقاعاتها التي تكالبت عليها عوامل التعرية من تشققات وإمطار وأبواب مخلوعة.

في كلية الطب مثلا لا توجد مكاتب ولا وسائل اتصال بين أعضاء هيئة التدريس وبخاصة للأعضاء الذين انهوا دراستهم العليا وأصيبوا بإحباط من النظام الإداري والمالي العقيم حيث يبقي عضو هيئة التدريس أكثر من عام كامل يستلم مرتب درجة الماجستير في رحلة طويلة من جمع أوراق روتينية مملة ومحاضر أقسام وجامعة لا يضبطها زمن ولا جدول وكأنه سيحصل علي درجة وظيفية جديدة ثم بعد ذلك لا يحظي بالحصول علي مستحقاته كاملا إلا بعد ان تكون قد عرفته كل بقالات ودكاكين أمانة العاصمة دائنا لا زبونا إن كان محظوظاً.

في جامعة صنعاء وقلعة التغيير تكبل البحث العلمي بلوائح وقيود فرضها أستاذه عقيمي التفكير العلمي المنهجي الحديث و اعدوا لوائح تمنع الشباب ذي الدماء الجديد من ممارسة البحث والإشراف حتى لا ينافسوا عتاولة العلم القديم في الكراسي والمؤتمرات العلمية والتي أصبحت حكرا علي مجموعة من الناس تتكرر أسمائهم في كل مؤتمر وبحث علمي بينما هناك كثير منهم لا يعرف معني بحث علمي بالمفهوم الحديث.

في جامعة صنعاء هناك نقابة انتخبت وكان نصيب المعارضة في بلد ديمقراطية ناشئة منها كثير فصدقنا أنها ستكون صوتنا للمطالبة بحقوقنا بينما تحيزت لأحزابها وتركت إصلاح التعليم وإصلاح أوضاع هيئة التدريس جانبا فعلي سبيل المثال أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء لا يملكون قطعة ارض تكون لهما مأوي ولأسرهم سترا في حين أن أراضى الجامعة نهبت وبيعت ويتم التهام السائبة منها حتى أن ارض الجامعة في مذبح لأ ندري هل ستكون لأعضاء هيئة التدريس ام سيسطو عليها شيخ من العيار الثقيل والذين يعارضون الدولة ليل نهار وتوهب لهم الأراضي ليل ونهار.

حتى مساكن أعضاء التدريس أوقف البناء فيها بعد ان اعيد فيها العمل أيام الإضراب لفترة شهر تقريبا وهي بالإمكان ان تجمع كل أعضاء هيئة التدريس ليكونوا قريري العين من جشع المستأجرين والرفع الدائم للأسعار بينما ما تصرفه الدولة بدل سكن لا يتعدي توفير غرفتين وحمام ومطبخ في بيت شعبي.

كل هذا ونحن كأعضاء هيئة تدريس أصبحنا ألعوبة بين نقابة انتهازية وبين حكومة لا تتحرج من إصدار أوامر علي ورق ابيض ما يستاهل حتى الحبر الذي يكتب عليها ولعل من مظاهر فساد النقابة انها مع بداية الثورات العربية التقيت ببعض منهم وهم خارجين من مطعم لشيباني وكانوا لا يزيدون عن خمسة أفراد يتفاوضون مع المطعم تخفيض 5% لوجبة غداء فاقت خمسين الف ريال وهذا كله من استقطاعات أعضاء هيئة التدريس والتي تورد إلي النقابة فلا هم استحوا من أكل أموال زملائهم و لا هم استقالوا من هذه النقابة العقيمة الفعل والقول.

إما بخصوص التامين الصحي فهذه كارثة أخري حيث تستلم كرت أن لديك تأمين صحي بمستشفي الكويت وحين تذهب أنت او احد أفراد آسرتك تجد ان مركز الجامعة الطبي مغلق وقد غطي التراب عليه من طول فترة الإضراب نتيجة عدم وجود إي مستحقات مالية تغطي هذا التامين ونجد ان هناك مبالغ تقدر بأكثر من 40 مليون شهريا لا ندري أين تذهب ولا أين دور رئاسة الجامعة والنقابة وكل يرمي بالأعذار علي الأخر.

ولان الجامعة تدار من وزارة المالية فإن موظفي الشئون المالية وفروعها في الكليات كأكبر لوبي مالي متخصص في نهب كل مقدرات الجامعة المالية للمطاعم وغيرها من الإنفاق العشوائي واختلاق مسميات وأعذار تعوق تطوير الجامعة أو إعادة كثير من أموال الجامعة من أجل الوفر وحصتهم من الوفر والتي يعرفها الكثير منهم واذا رأيت مسئولي المالية في الجامعات تعرفهم ولا تعرف أين تذهب أموال الجامعة وإلي الآن لم نسمع ان هناك استقلال للجامعة ماليا وإداريا وبشكل حقيقي بينما قانون الجامعات الذي اقر في مجلس النواب ادخل التجار والأعيان في شئون الجامعة وكأنها وزارة التجارة والصناعة.

وهنا دعوني أقدم اعتذاري لشباب التغيير لان هناك من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة من ذهب مزهوا وهو يقف معهم يعلن انضمامه إليهم لا لحب فيهم وفي مطالبهم المشروعة بالإصلاح الحقيقي ومحاربة الفساد بل بأوامر حزبية مقيتة لدرجة أنني لم اسمع عن عضو هيئة تدريس يطالب بإصلاح الجامعة بل ذهب يطالب بإسقاط النظام.

بينما قبل عام وفي مثل هذا التوقيت وبإيعاز حزبي خرجوا ومعهم النقابة للمطالبة بحقوق جامعة صنعاء وأعضاء هيئة التدريس رغم إيمانهم أنهم ما خرجوا إلا لإحراج الحكومة ووضعها في مأزق فلم يتحقق منها شئ سوى صرف أجهزة حاسوب يبلغ ثمن الواحد منها 350دولار أمريكي.

فباعوا قضية إصلاح الجامعة وحقوق أعضاء هيئة التدريس بإبخس الإثمان وحين دخلوا ساحة التغيير كأنهم فاتحين ومحررين والحقيقة أنهم مجموعة مأجورين تلعب بها أحزابها علما أنني لازلت احتفظ بصور كنت مشاركا إلي جوارهم في إضراب العام الماضي ضناً مني أنهم سيأتونني بحقوقي وحقوق زملائي الشرفاء من أعضاء هيئة التدريس.

أما عن التعليم (التعتيم) الموازي فأعذروني اسمع عن التعليم الموازي وأشاهد طلابه يملئون قاعات الجامعة ومعاملها وارثي لهم ولطلاب نظام التعليم العام حيث فقد كليهما كل مقومات التعلم الحقيقي نتيجة زيادة في الإعداد وضعف في مواد التعليم التطبيقي وحشو نظري غير ممنهج وهذا فقط في كلية الطب مثلاُ وقس علي ذلك وبما لا يتفق مع معايير التعليم الحديثة حتى في اقرب دولة لنا وهي الصومال .

أما عن تطوير التعليم الجامعي بجامعة صنعاء فقد سمعت انه سيتم تطبيق معايير الجودة العلمية ولكنني واثق أن تطبيق نظام جودة التعليم تحتاج إلي إرادة وإدارة تضع نصب عينها الارتقاء بالعملية التعليمة ولا يكون همها القروض من البنك الدولي وحضور ورشات العمل والسفر فقط بل يجب البحث عن الكوادر اليمنية المؤهلة والذي تزخر بها اليمن وإذا استمرت وزارة التعتيم العالي علي نفس الطريقة فلن تنال إي جامعة يمنية شهادة الجودة العلمية ولو بعد 100 عام.

naji2005@gmail.com


في الثلاثاء 08 مارس - آذار 2011 04:47:07 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=9383