رسائل ثورة التغيير 3 ؟إلى علماء اليمن ودعاته
د.رياض الغيلي
د.رياض الغيلي

الرسالة الثالثة : إلى علماء اليمن ودعاته

يا ورثة الأنبياء ، ويا خلفاء الرسل ، يا من يستغفر لكم من في السموات والأرض حتى الحيتان في البحار كما أخبر بذلك المصطفى ، يا من رفعكم الله تعالى على الخلق درجات {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} ، يا من قرنكم الله باسمه وجعلكم ثالث ثلاثة في الشهادة على التوحيد {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِمًا بِالقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} وحسبكم ذلك شرفاً وفخراً :

مَا الْفَخْرُ إِلاَّ لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ

وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ

فَفُزْ بِعِلْمٍ تَعِشْ حَيًّا بِهِ أَبَدًا النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ

يا سادتنا وتاج رؤوسنا ؛ ما كان لمثلي أن يتطاولكم بالنصح فأنتم ظل الله في الأرض ، وعندما توقعون فتوى فأنتم توقعون عن الله ، وإنما سمحت لنفسي بهذا التطاول من باب التذكير فحسب (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) ، أذكركم سادتي أن من أهم وظائف العلماء التي ناطها الله تعالى بهم بيان الحق وإظهاره للناس، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسل من قبله،قال الله تعالى: ((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين)) وقال تعالى: ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)) ، وتوعد سبحانه وتعالى من كتم الحق عن الخلق أشد الوعيد، فقال: ((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون)) ، وإنما يرجع الناس أفرادا، وأسرا، وجماعات، ودولا، وحاكمين ومحكومين إلى العلماء، فيما لم يظهر فيه حكم الله تعالى، وهو ما يحتاج إلى فقهاء في الدين قادرين على استنباط حكم الله من كتابه وسنة رسوله وعلى قواعد الفقه المعتبرة كما قال الله تعالى: ((وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا)) .

يا ورثة الأنبياء ؛ إن من الأمور المهمة التي يجب أن يقوم بها العلماء أن يبادروا بتقديم النصح للحاكم ليقيم العدل بين الناس ، وأن يرد المظالم إلى أهلها ، وأن يضرب على يد الفاسدين ، وأن ينصر الضعيف ، وأن يحفظ أموال الأمة ولا يستأثر بها لنفسه وأهله ، وأن يكف عن تقديم من لا يستحق التقديم وتأخير من يستحق التقديم ، وأن لا يؤثر أهل قرابته ومودته على رعيته ، وأن يقوم بواجبه المناط به كحاكم وفق ما اتفق عليه الناس من عقود ومواثيق كالدستور والبرامج الانتخابية ، وأن يصون دماء الناس ولا يهدرها للبلاطجة ومصاصي الداء .

يا علماءنا ودعاتنا ؛ إنّا نربأ بكم أن يتم استدراجكم إلى فخِّ الفتاوى الضالة ، لتستخدم في ضرب شباب ثورة التغيير ، وقد ظهر لكم بغي الباغي وجور الظالم ، لماذا لا تبينوا للناس حكم الله ورسوله في الظلم والظالمين ؟ يا ورثة الأنبياء ، وأعلم الناس بالحلال والحرام ؛ ما قولكم في هذه الأحكام التي تدل دلالة قطعيةً على وجوب الوقوف في وجه الظالم ؟

- عن أبي بكر الصديق أنه قال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ، وإني سمعت رسول الله يقول: ((إن الناس إذا رأوا ظالمًا فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)) أخرجه ابن ماجه الترمذي وقال: "صحيح".

- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((سيد الشهداء يوم القيامة حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)) رواه أحمد. بل هو أفضل الجهاد، فعن طارق بن شهاب أن رجلا سأل النبي : أي الجهاد أفضل؟ قال: ((كلمة حق عند سلطان جائر)) أخرجه النسائي.

- عن أبي سعيد عن النبي قال: ((يكون أمراء يغشاهم غواش وحواش من الناس يكذبون ويظلمون، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ومن لم يدخل عليهم ويصدقهم بكذبهم ويعينهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه)) رواه أحمد وأبو يعلى.

حفظكم الله من كل سوء .. ووقاكم من كل مكروه ..


في الثلاثاء 08 مارس - آذار 2011 10:20:13 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=9376