بغياب البركاني زين العابدين يقود الثورة العربية
الحسن الجلال
الحسن الجلال

فى السياسة لا تجدى نفعا نظرات العتاب أو رسائل الحسرة أو الرهان على وخز الضمير، فالحكام لا يعرفون هذا النسق العاطفى، وهذه المشاعر الوادعة فى إدارة الحكم، بل الحكام وبالاخص العرب لا يعرفون سوى لغة واحدة يفصلون بها شعوبهم من حولهم (فالاوطان ملكاً لهم وعلى الشعوب الخضوع والارتضاء والقبول بكل تصرفاتهم وافعالهم حتى لوكانت تلك التصرفات تلغي وجودهم )..

* هكذا يبدو الحكام العرب شئنا أم أبينا، وهكذا هى سياستهم رضيت أنت أم لم ترض، ووفق هذه القاعدة الحتمية يرى الحكام انفسهم بأنهم مخلدون ولن يموتوا..وهكذا يستمر الحكام العرب فى اتّباع هذه السياسة الحمقاء بتجاهل القضايا الكبرى، أو الاستهتار بمشاعر الناس ، غير مدركين أنها ستساهم فى دفع شعوبهم إلى دائرة مخيفة، فالبراكين النائمة قد تستيقظ فجأة، والأوضاع الأمنية والاجتماعية التى كانت تبدو لهم اليوم أنها (تحت السيطرة) قد تصير لهم غداً وهماً من خيال وهو ما اكدته الايام الفائته وبالاخص بعد ان اثر (العزيزي) في تلك الاوطان التي جار عليها حكامها..

*زين العابدين بن علي تكبر وتجبر وطغى في الارض فساداً ولاكثر من قرنين من حكمه للشعب التونسي لم يشعر يوماً انه انسان سيموت وسيحاسب على كل جرائمه في حق الشعب التونسي ولم يدرك انه سيأتي اليوم الذي سيخرج من بلاده هارباً باحثاً عن ملجأ ياويه..بل لم يكن يخطر على بال عاقل او مجنون ان تكون نهايته بتلك الصورة المخزية..

*هنا ان كانت هناك حسنة وحيده لزين العابدين فهي قيامه بمغادرة البلاد وعدم اصراره البقاء على كرسي الحكم بل كان تنحيه بذلك الشكل عاملاً اساسياً ورئيسياً في قيام ثورة عربية مشجعاً الشعوب العربية لتثور على حكامها ..

* تخليوا ان زين العابدين بن علي لم يخرج من تونس وقام بكل الوسائل والطرق وعدم الاستجابة للشعب التونسي كما هو حال الرئيس المصري مع شعبه.. هل كان سيحدث مايحدث الان في مصر واليمن وبقية الدول العربية ..

*حسني مبارك لم يشفع له تاريخه النضالي وخبرته الكبيرة في كرسي الحكم وسيطرته هو واسرته وانسابه واصهاره على خيرات البلاد من السيطرة على الشارع المصري رغم اقالته لحكومته وتنازلات الكبيرة التي قدمها لشعبه مقابل ان يهدى ويعطيه مهلة للرحيل رافع الرأس ..ومع هذا مازال الشعب المصري غير راضي عن تنازلات مبارك مصراً على ضرورة تنحيه عن الحكم ومغادرة البلاد في اسرع وقت وهو الامر الذي لم يستوعبه مبارك حتى الان..

*علي عبدالله صالح لن اقول عليه كما قلت في حق زين العابدين وحسني مبارك (لان الحياة حلوه ولازم نفهمها) بغض النظر عن الشعارات الرنانة التي توحي باننا بلد ديمقراطي والتي بلاشك جعلت (الصحفي) محبوس بين اربعه جدران بسبب أو بدون سبب ..يعني المواطن اليمني بكل اطيافه وألوانه ليس محتاجاً ان اعرفه بسيرة ومسيرة (الصالح)حفظه الله..

*يكفي ان الصالح بعد ثورة تونس واحداث مصر قال لا للتمديد، لا للتوريث، ولا لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء" وأنه يقوم بهذه التنازلات من اجل مصلحة البلاد، فمصلحة اليمن بالنسبة له تأتي قبل المصالح الشخصية."و انه لا ينوي الترشح لفترة رئاسية جديدة بعد أن تنتهي فترة رئاسته الحالية في عام 2013م, كما تعهد بعدم تسليم نجله مقاليد الحكم..

*لا اخفي عليكم انني شخصيا اعجبت الى حد الذهول بقول الصالح بأنه "لن يكابر وسيقدم التنازلات تلو التنازلات من اجل المصلحة الوطنية..

*لكن لابد عليا ان ذكره انه كان قاب قوسين او ادنى من الاطاحة به وبنظامه ولولا حكمته المعروفة والتي للاسف كان قد افتقدها كثيراً في السنوات الاخيرة لتحول اليوم من بطل وزعيم تاريخي الى عميل وخائن ولكن ستر الباري (خارجه)..

*هنا يجب على (الصالح) ان كان يريد اصلاحاً حقيقياً الاستفادة من الاحداث والاقتراب اكثر من متطلبات وهموم المواطن البسيط وليس كما كان حاله سابقاً وان لا يغض الطرف عن اولئك المسوولين الفاسدين والخارجين عن القانون والمقربين منه وان لايصدق اولئك (المذحلين) والذين عفى عليهم الزمن واصبحوا غير قادرين على خدمة الوطن والمواطن بل اصبحوا في مناصبهم عبئاًً ثقيلاُ عليه ..وبالاخير عليه ان يتقي الله بهذا الشعب وان يرفع الجور عنه والجرة لن تسلم كل مرة..

*هنا اطالب الشعوب العربية وبالاخص تلك التي استفادت من الثورة التونسية ان تبني تمثال للتونسي(محمدابوالعزيزي) في عواصمها وأخص بالذكر الشعب المصري واليمني فلولاه لتولى الابناء مكان الاباء ولولاه لقدمت مصر واليمن تضحيات وتضحيات بمئات الالاف للوصول لتلك التنازلات والاصلاحات التي تشهدها مصر واليمن..

* فهل تستكثر تلك الشعوب بناء تمثال للمناضل العربي التونسي(العزيزي) والذي كان سبباً في انقاذ الامة العريبة ومن جبروت وهيمنة وشخصنة حكامها..بل يكفيه ان استطاع ان يحقق في اليمن ما عجز عن تحقيقه كبار القوم في الداخل والخارج..

ومضة

ياترى ماهي وجهة نظر العبقري والفيلسوف والداهية والفريدة النادرة سلطان البركاني رئيس كتلة البرلمان في حزب الحاكم حول الاوضاع التي تشهدها البلدان العربية وبالاخص اليمن وهل مازال شخصه مصراً على تصفير العداد لاسيما وان رئيسه المح بانه لن يصفر العداد.. ولماذا سكت هذه الايام من اطلاق التصاريح الرناة التي تضرب الحجر والشجر والطيور قبل البشر وصدق من قال القوة عز..


في الأحد 06 فبراير-شباط 2011 04:12:23 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=9013