ساسة ولصوص
عصام السفياني
عصام السفياني

في هذه البلاد التي نسميها مجازاً وطن لم يترك لنا ساستها مجالا لنستغرب أن نحن صادفنا كشعب ما يخالف تشريعات الدولة وأخلاقيات البشر وجزاهم الله خيرا إن هم أزاحوا عن كاهلنا عبئ التفكير فقط في الرجوع إلى قوانينهم التي سنوها لتسيير حياتنا.

الساسة هؤلاء يعتقدون في قرارة أنفسهم أن الله اصطفاهم ليديروا شئون هذا الشعب هم وأبناءهم وأحفادهم ومن والاهم إلى يوم الانهيار .

وذا كان هذا الاعتقاد غير موجود في أدرجهم فلماذا يلبسون وليعرى شعب ويأكلون ليجوع وينامون في أسره وثيرة لينام هو على الحصير والكراتين ويثرون ليفقر أكثر من عشرين مليون مواطن طال انتظارهم لفجر تغطي خيوط شمسه أسمال الناهين والمفسدين وذوات الكروش والعروش ورجالات الدولة .

هؤلاء الثلة المتخمة من اللصوص لا ضير أن دمروا البلاد ليعمروا القصور وجزءوا الجغرافيا لتتوحد تضاريس ممالكهم لأن الركون إلى سكون حدة أهم عندهم من ضجيج الناقمين في لحج وأبين وعدن وحضرموت والحديدة وريمة وتعز وكل قرية وبيت في يمننا المسكون بعهر فسادهم.

متى يا ساسة اليمن ستوقفون نزيف كرامة هذا الشعب التي هدرتموها في شتى أصقاع الأرض ليوصم اليمني في الغرب بالإرهابي وفي الشرق بالجائع وفي الخليج بالمتسلل والمجهول.

متى ستوقفون سهرات إحصاء ثرواتكم لتتفرغوا لجمع جماجم شباب وأطفال نشرت وشيوخ نثرت على مساحات واسعة من صحاري صامتة ابو عريش وجيزان وعسير وفيفا وكل بقعة في تضاريس المملكة العربية السعودية.

بعد نصف قرن من الثورة تعالت صيحات التحذير من ضياع الجمهورية وبعد ربع قرن من الوحدة أصبحنا على رايات الشتات ومواويل التشرذم وبعد تاريخ من الحضارة والمجد والعزة أيقضتنا أنات المتسولين في حارات الرياض وأزقة جدة وغيرها من مدن الذهب الأسود.

كل هذا وأنتم يا ساسة اليمن ألكرام ووزرائها ووكلائها وقياداتها غارقون في بيع الوهم للعالم والتغني بخطط واستراتيجيات لم تجلب للشعب إلا مزيدا من الفقر واليأس والإحباط.

تتسولون استثمارات الأشقاء ورؤؤس أموال اليمنيين المهاجرة هربا من فسادكم تكفي لبناء بلد جديد وتنتحبون بحثا عن بضعة مليارات لتغطية نفقات تنمية لا تعرفون من أبجدياتها وفاتورة خرابكم في العام الواحد تكفي لسد احتياجات اليمن والصومال ايضا.

تكلفة قصر واحد من تلك التي تشيدوها في حدة وما جاورها وعلى تباب العاصمة تكفي لإيواء نصف سكان الحوطة او إشباع ثلاثة أرباع الجياع في الجراحي او حيس او إحدى مدن تهامة.

باسم برنامج الرئيس تبنون عروشكم وتحت شعار تنفيذا لتوجيهاته تواصلون مسيرة الشفط لخيرات البلد وثرواته وجوار صور فخامته تتغنون بمنجزات توهموه والشعب بأنكم من صنعها.

سيدي الرئيس بطانتك والوجوه التي تتبادل التمركز على كراسي مؤسسات الدولة هم من شقق اعمدة مجدا شيدته ورفاقك الوحدويون في جنوب اليمن في مايو 1990م وهم من جعل من صعدة ثكنة للموت والدمار ووبالا على الوطن ومؤسسته العسكرية والأمنية وهم من جعل نصف الشعب يترحم على حكم الأئمة والنصف الآخر يحن الى زمن الشتات.

الشعب الذي منحك ثقته في انتخابات 2006م واجب عليك أن تقابله الجميل بالجميل وجماجم الفاسدين والمفسدين خير هدية تقدمها لة في سنوات حكمك المتبقية قبل أن يغادر هذا الوطن الحبيب الى محطة اللا عودة.

esam_04@hotmail.com

 
في الأحد 21 فبراير-شباط 2010 04:46:23 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=6556