يمن الحكمة والوحدة ... في مواجهة ثلاثي الإرهاب
د: ناجي الحاج
د: ناجي الحاج

خلق الله الانسان وأمتن عليه بنعم عظيمة لاتعد ولاتحصى و من اهم هذه النعم ألامن مع ما يبعده عن الأخطار والخطوب ولإهميتة ومدي ما انعم الله به على قريش فقال تعالي (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) (العنكبوت .67) ومما لاشك فيه إن للأمن أثر كبير يظهر جلياً وواضحاً فى إستقرار البلاد والعباد وتحسن الحياة المعيشية وللمتدبر فى كتاب الله سيجد تلازماً وثيقاً بين الامن والعيش الرغيد وبين الخوف والجوع قال تعالي (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)(البقرة. 126)وقال عز من قائل (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ)(البقرة: 155) وقال تعالي ( لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)([قريش: 1-4) وهنا دلالة واضحة واكيدة انه لايمكن ان تكون هناك نهضة وتنمية وفى نفس الوقت وجود خوف ورعب.

وفى هذه الايام بالذات يجد المتابع لكثير من القنوات الفضائية ومواقع الاخبار الاليكترونية ان هناك نوع من التركيز على الهجمات الانتقامية من جماعة القاعدة خاصة بعدما قامت الدولة بواجبها ضد خلايا الارهاب حراك-قاعده او ما تقوم به في مواجه الارهاب الحوثي ووئد الفتنة.

هذا التهويل الإعلامي المبني على افتراض ما ستكون عليه ردات فعل القاعدة بالدرجة الاولي ساهم في بث الرعب فى قلوب الاطفال والنساء والشيوخ ممن يتابع تلك الاخبار وما احدثتة من هلع وخوف وبإنهم سيكونون ضحايا الإرهاب خاصة اذا ما علمنا ان كل الساحات والميادين والاسواق والمدارس والفنادق والطرقات تعتبراهدافاً للانتقام ومنطلق خوف الاطفال والنساء والشيوخ ما حدث يوم 18 مارس 2007 حين كانت مدرسة ال7 من يوليو للبنات وغيرها من الاماكن العامة هدفا للارهاب .

اما جرائم الحراك القاعدي فقد طالت الابرياء وصار التقطع والقتل المبنى على الهوية مذكرين بعهود الاقتتال فى عهد ما قبل الوحدة حين كانت الاحداث والانقلابات تطيح بفئات بريئة لم يكن ذنبها الوحيد سوى ان مناطقها او ان قيادتها تقع ضمن المجموعه المعادية للرفاق الحاكمة او متحالفه مع خصومهم.

فإذا ما عدنا إلى المآسى والويلات التى جرتها عصابه التمرد الحوثية ضد الابرياء من النساء والاطفال والشيوخ والابرياء من قتل وتشريد والتي بعضها موثق وما خفي كان اعظم.

وهنا يتضح المشهد أن اليمن فى مواجهة اعتي هجمة شرسة تهدد استقراره وسيادته ووحدة وارضيه عبر مثلث الشر من العصابات العنصرية الدموية في محافظة صعدة وخلايا تنظيم القاعدة المهووسة بالقتل والدمار والخراب لكل ماهو حضاري وطني واسلامي وانساني وعناصر الحراك التقسيمي الانفصالي التخريبي القاعدي وهذه الاضلاع الثلاثة تتقاطع من حيث شكل مفاهيمها وشعاراتها ومشاريعها التي تسوقها لتبرير ماتقوم به من أعمال اجرامية شنيعة وبشعة لكن جميعها تلتقي عند جوهر واحد هو التطرف والعنف المتولد من ثقافة الحقد والكراهية لوطنها وشعبها ولكل مظاهر التغيير والتطور والتحديث التي تشهدها مسيرة بناء اليمن الموحد الديمقراطي الجديد.

جميعهم يتخذون الارهاب اساساً ومنهجاً لفرض مشروعهم المنبثق من عفونة مستنقعات الماضي المتخلف المبني على خرافات وأساطير وخزعبلات عنصرية مذهبية استعمارية تشطيرية انعزالية صنعتها أوهامهم ويضعونها بديلاً للواقع دون اعتبار لمعطيات متطلبات الزمان وتحولات المكان وعلى الضد من قوانين التاريخ ونواميس الكون.. انها وحوش آدمية ترى في الارهاب والدمار والدم والخراب وسيلة وغاية في ذاتها لذاتها.. انهم يريدون فرض قوانين الغاب على مجتمع انساني حضاري له رصيد تراكمي ديني وقيمي وأخلاقي يمكنه من الدفاع عن نفسه وتاريخه وينتصر لحاضره ومستقبله.

فحينما قامت الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م وضعت ضمن سياستها العريضة تشجيع الاستثمارات الوطنية والعربية والأجنبية في المجالات التنموية والسياحية ولذلك فقد سعت جاهدة على تعزيز قدراتها الامنية وتمكين افرادها من مواكبة التطورات والمهارات لمنتسبيها من أجل استباب الامن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في البلاد واتاحة المناخ الملائم للاستثمار ودوران العجلة التنموية والاقتصادية وتنشيط الاقتصاد الوطنى وتوفير فرص العمل.

وعقب احداث 11 سبتمبر عام تعرضت الجمهورية اليمنية لهجمات ارهابية رافقها إتحاد الحراك الانفصالي مع الأرهاب القاعدي وظهور الاوجه الخفيه للتمرد الحوثي والتى كان لها الاثر السلبي والضرر الكبير على استقرار البلاد وما رافقه من ضرر على الاقتصاد الوطنى وتشويه السمعة الدولية لليمن.

ولعل من تلك التأثيرات ذات الضرر المباشر على الوطن ما يتعرض له القطاع الاقتصادي اليمني من اضرار جسيمة كانت الحركة السياحية علي وجهه الخصوص وبالذات عقب استهداف قوافل السياح الاجنبية من قبل القاعده او ما تعرضت له الاسرة الالمانية واصدقائها من اختطاف وقتل فى محافظة صعدة او ما رافق ذلك من ضعف السياحة الداخلية والتى كانت تتجه للمحافظات الجنوبية كلها أدت إلى انخفاض العائدات السياحية لليمن إلى أدنى المستويات وكذلك ارتفاع أقساط التأمين على البواخر والبضائع الواصلة إلى الموانيء اليمنية بنسبة 350% نتج عنه ارتفاع فى أسعار السلع وبالذات السلع التموينيه التى يحتاج إليها السوق اليمني.

إن من اهم الاضرار التى نجمت جراء ظاهرة الارهاب الثلاثي التى تتعرض لها الجمهورية اليمنية ان كثير من الشركات الاستثمارية وأصحاب رؤوس الأموال قد هربت واحجمت عن تنفيذ المشاريع الاستثمارية التى كان من المقرر تنفيذها بالاضافه إلي تعرض القطاع المالي والمصرفي لأضرار وهزات اقتصادية نتج عنها خسائر كبيرة والتي أثرت سلباً علي التحويلات المالية من قبل المغتربين في الخارج من العملات الصعبة المقدرة بملايين الدولارات ساهمت فى فقدان الكثير من فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة مع ارتفاع تكاليف الحماية الامنية وتوفير تدابير استثنائية للكثير من المشاريع الخدمية والتنموية التى تتطلبها عملية مكافحة ظاهرة الإرهاب.

ولان الانسان هو العنصر الاساسى والركيزة المهمه فى التنمية فقد كان الضحايا والمصابين من المواطنيين او من إلمتصدين لتلك العمليات من اكبر الاضرار التى خلفها الارهاب وما نتج عن العمليات الإرهابية فى يمن الحكمة والوحدة وهذه الخسائر والأضرار البشرية لا تقدر بإي ثمن مادي.

وهنا لايفوتنى ان اجدد القول بثقة لثلاثي الشر والارهاب من اصحاب المشاريع التدميرية ان مشاريعهم واحلامهم ستصطدم بصخرة الوعي الكبير لابناء اليمن الاوفياء والذين يقفون بكل قوة وشموخ متصدين لكل تلك الافكار الظلامية التى ستكون هذه اللارض الطيبة مقبرة لإصحاب التحالف الشيطاني المتطلعين لتحقيق امنياتهم الإبليسية الشريرة تجاه يمن الحكمة والوحدة يمن 22 من مايو العظيم.

وهنا لايسعنى كمواطن ينتمي لهذه التربة الطيبة الغالية إلا ان اشيد بالادوار البطولية والنضالية التى تقوم به القوات المسلحة والأمن ومن ورائها شعبنا العظيم في مواجهة عصابات الشر والارهاب بكافة صنوفها المذهبية العنصرية المتخلفة والظلاميين الارهابيين الدمويين من تنظيم القاعدة وحلفائهم من المناطقيين والانفصاليين وكل المرتزقة من تجار الحروب والدماء حتى يعاد الأمن والاستقرار للوطن والطمأنينة والسكينة العامة للمواطن على امتداد مساحة اليمن.

ان وحدة اليمن والحفاظ على امنه واستقرارة وتقدمة هى مسئولية أبناء اليمن الاوفياء الذين سيفشلون مخططات ومشاريع الفتنة والتخريب والارهاب والتجزئة والتشرذم التي ولىّ زمانها وكل المؤشرات تؤكد انتصار اليمن على ثلاثي الشر الذي هو إنتصار للحاضر والمستقبل.

*استاذ مساعد -كلية الطب والعلوم الصحية - جامعة صنعاء


في الأحد 10 يناير-كانون الثاني 2010 06:12:07 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=6322