بن شملان ... الحلم والأمنية
أنور عبد الله محمد
أنور عبد الله محمد

واحزناه.... وامصيبتاه! هل مات حقا من وهب الحياة كل حياته وحاول عبثا أن يهبها لنا .. وأية فاجعة هذه التي أصابتنا ونحن في غفلة نصارع الحياة وقساوتها منتظرين وآملين في جولة جديدة من أجل التغيير يكون فيها المناضل فيصل مرشحنا وبديلنا حتى يتجسد شعارنا (رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس).

لم نعتقد أننا في مأمن من القدر- لكن شوقنا لجولات قادمة نقتبس فيها من شموخه شموخاً ومن عزيمته القوية وإرادته الصلبة تصميما للسفر نحو مستقبل أفضل - أنسانا ذلك. إننا إذ نعزيه فإنما نعزي أنفسنا ونشيع كل آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا وأشواقنا التي حاول وهو شيخ كهل في العقد الثامن أن يبحر بها وسط بحر أسن متعفن متعكر بكل مخلفات الفقر والجهل والمرض والخوف والقهر والتخلف متحاملاً على نفسه وعلى كل آلامه ومعاناة شيخوخته وأعباء كهولته ليدخل معترك المنافسة الغير متكافئة وفق موازين الصراع الديمقراطي الانتخابي المزعوم, لطبيعة تشبث الطرف الآخر بالسلطة واستعدادهم لاستخدام أبشع الوسائل للحفاظ عليها. لكنها بميزانه هو واجب مقدس عليه تحمله ومجابهة كل تبعاته مدركاً قساوة المنافسة وبشاعة أسلحة الخصم ومن يدورون في فلكه ويتلذذون بفتاته. دخل المناضل فيصل بن شملان معمعة الصراع السياسي والوطني متحاملاً على كهولته متنقلاً بين مناطق البلد بصحاريها القاسية وجبالها وتضاريسها الأشد قساوة معتلياً منصات المهرجانات الانتخابية بشموخ مدعوم بالثقة ومسنود بالتفاف شعبي طوعي لم يشهد له التاريخ اليمني مثيلاً ما أثار الرعب والفزع في قلوب تلك الطغمة الفاشلة.

لم يكن المهنس فيصل بن شملان طامعاً في حكم بلد يعلم صعوبة تحمل مسؤلية قيادته وهو الذي تقلد الكثير من المناصب وترفع عن الكثير منها؛ بل بادر ملبياً لنداء الواجب الذي تخوف وتردد عن تلبيته الكثيرلعلمهم ويقينهم بعدم جدية الحاكم المنافس وعدم مصداقيته, وبالتالي استعداده لاستخدام أقبح الوسائل وكل إمكانات البلد وهو ما حصل بالفعل من تهم وتشويه وتلفيق أحداث وتهديد ووعيد وتوقيف وانتهاء باعلان نتيجة الانتخابات قبل فرز أول صندوق اقتراع.. كل ذلك كان المناضل يدركه جيدا لكنه كان يدرك أيضاً أن كسر حاجز الخوف وتحريك السفينة المتهالكة من وسط المياه الآسنة يجب أن يبدأ, حتمية التغيير تحتاج إلى الجرأة في القيام بالخطوة الأولى دون العبأ بتفاصيل الطريق بأكمله .

كان المناضل فيصل بن شملان من أوائل اليمنيين الذين حصلوا على تعليم جيد حيث تخرج من كلية الهندسة في المملكة المتحدة في الوقت الذي كان فيه اليمنيين من حاملي الثانوية العامة يعدون بالمآت وتقلد خلال مسيرته العملية العديد من

المناصب كان أخرها استقالته من البرلمان وقبلها استقالته من وزارة النفط والثروات المعدنية بعد أن رأى الغموض يكتنف كل إجراءاتها. لبى نداء الواجب الوطني كمرشح منافس للرئيس عن المعارضة اليمنية بكل أطيافها تحت شعار( رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس).

فرحمك الله أيها المناضل رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وألهم أبناء الشعب اليمني وكل الشرفاء التواقين للحرية والانعتاق وكافة أهله وذويه الصبر والسلوان... وإن لله وإن إليه راجعون.

 
في الأحد 10 يناير-كانون الثاني 2010 10:01:34 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=6319