أيها الرئيس: لماذا تصر على أن تبقى رئيسا علينا
ابو الحسنين محسن معيض
ابو الحسنين محسن معيض

لا يستطيع المحللون السياسيون اليوم أن يقرأوا أوراق اليمن قراءة واضحة أكيدة ..فقد اختلطت عليهم أوراقها ..وتعددت أسباب أزمتها .. وتنوعت أطراف نزاعها .. وكثيرون دعواهم صلاحها واستقرارها .. فإلى أين تتجه سفينة الوطن ؟! ومن ربانها حقا ؟!

أيها الرئيس : انظر للخارطة بتمعن فماذا تجد ؟!:

حربا حوثية في الشمال . يتواجه مع دولتين .. وتأتي أخبار العالم . شن الحوثيون هجوما ..!! صدت قوات الأمن اليمنية هجوما حوثيا !! أحبطت قوات الأمن السعودية تسللا !! هجوما على القصر الجمهوري ..مواجهات في حرف سفيان ! وجبهة قتالية جديدة من ناحية الجوف .. وينتظر المواطن فتح صعدة وانتهاء الحرب .. وقد يفاجأ يوما بدخول الحوثيين صنعاء وحصار محافظة إب .. وأعلن الحوثيون فتح باب التطوع وهو إشارة إلى قدرتهم على توسيع دائرة القتال .. ففي المملكة كل مغترب حوثي أو مواطن ينتهج عين الفكر سيعتبر نفسه مقاتلا .. يدافع عن شعبه ومنهجه فتنتقل المعركة إلى الداخل وربما في أقصى حدودها .. وكذلك في اليمن.! فمن المهاجم ومن المدافع ؟!! من المحاصر ومن المسيطر ؟!! تشابكت خيوط لعبة الطائرات الورقية وتناثرت أحجار بيت الدومينو .. وستمتد طويلا لعبة السلم والثعبان !!

ـ تجمعات جهادية تنشط وخاصة في محافظتي أبين وشبوة .. تنتظر وتتأمل .. وتجمع وتستعد .. فلن يرضوا بأن يكونوا صفرا في الأحداث الدائرة .. بل يخططون ليكونوا كيانا حاضرا صعبا ورقما فعليا.. ولكن لم تتضح استقلاليته من تبعيته .. فملعب الوطن يتسع لجميع اللاعبين محليين ودوليين ..هواة ومحترفين .. والمخالفات مسموحة ..فهي نزالات بلا حكم ولا قانون وربما يكون لهم مع الدولة اتصال وتحقيق غاية ووصال ؟!!

  ــ وهناك حراك سلمي في الجنوب يدعوا إلى فك الارتباط .. دعوة مبطنة للانفصال .. وربما انتقل إلى حراك مسلح .. وذلك مستنقع عميق ستسيل فيه الدماء وتكثر على جنباته الفتن .. يستمد قوته من حلم دولة مضت وأسماء قيادية قد احترقت ..أخذوا وقتهم اللازم وأضاعوه .. وطبقوا تجربتهم على وطن فهدموه ينتهج حاليا تحريك مشاعر وعواطف الناس العاديين وكل من أصابه ظلم المتنفذين .. فسهل اختراقه وتسييره نحو الغاية الكامنة في نفس( .... )!! فصاحب المصلحة حقق طلبه ومريد الثراء نال هدفه .. وقلة منهم تسير بنية طيبة وغاية سليمة

ـ وهناك أحزاب لقاء مشترك تنتظر وما بدلوا تبديلا .. يسعى القادم الجديد لسحب البساط شعبيا من تحتهم .. وأكثر ما أخشاه أن ترفع أيادي أخرى الراية وتحقق الغاية ..وتذهب سنوات العمل والجهد هدرا !! فلا عنب الشام أكلنا ولا تمر اليمن .. وما زالت عقدة حماة وتونس تقيد الخطى ــ ودول بداءت في الدخول إلى ساحة المعركة وأخرى ما زال تنتظر دورها!! والعجيب أن اليمن ليست بالكعكة الجميلة ليقسموها ويتلذذوا بأكلها ..هي اليوم قطعة البسكويت المالحة فماذا يراد بها ومنها ؟! .. كانت اثنتين فهل ستصبح أكثر ؟! فما رأيك أيها الرئيس ..الرمز ؟!

أيها الرئيس تأمل الواقع فما هي قراءتك للأوراقـ ما هي الخطوة القادمة .. حرب إقليمية ؟ أم تواجد قوات دولية بحجة انتهاكات مدنية وكوارث إنسانية ؟! أم فتح جبهات قتالية جديدة مع النظام في مناطق أخرى؟! أم مواجهات أهلية وحرب تصفيات على بطاقة الهوية ؟!! وتلك والله طامة كبرى أن تسير أمنا مطمئنا فتلقى نقطة تفتيشية تستبيح كرامتك وتهدر دمك لأنك فقط من محافظة محددة .. وليس لك من التوجهات أي انتماء .. وقد تواردت الأخبار بقطع الطريق وقتل عدد من أبناء الوطن من الشمال في محافظتي شبوة والضالع على يد متقطعين .. نفى الحراك أن يكونوا منه .. واستنكر أهالي تلك المناطق الفعلة الشنيعة التي لا تمت لعزة اليمني ولا لأخلاقه بصلة أبدا !! حدث يدعو إلى التساؤل والتأمل .. من وراء ذلك .. وما الغاية منه .. أهي قبائل تنتقم ؟ .. أم جهات مدسوسة تعمل لتأجيج العراك وتفاقم الأزمة؟ وجعل المعركة أهلية وقبلية .. شمالية وجنوبية .. فيتحقق الانفصال الفعلي بعودة كل أناس إلى موطنهم والخوف من المرور في مناطق الأحداث !! أم أيد خفية من كيان النظام تسعى لنقل الأحداث من مواجهة مع الشعب إلى معركة بين الشعبين .. فيتحقق لها بذلك :

1 - انشغال الناس في الشطرين ببعضهم2 - الدولة تقوم بدور القديس والعامل على تهدئة أوضاع الناس 3 - استراحة لها ووجود من يقاتل نيابة عنها 4-  منفعة مادية بتصريف وتسويق العتاد والمواد اللازمة لكل من الطرفين 5 -  احتواء الحراك في المناطق الجنوبية وعدم انتقاله إلى المناطق الوسطى من الشمال كتعز وإب 6ـ كسب تأييد عربي ودولي لكون تفلت اليمن بهذه الطريقة سيجعل منه بيئة مناسبة لإيواء الجماعات المتشددة

أيها الرئيس : إليك ما نراه نحن الشعب الذي انتخبك :

ـ بحرنا أيها الرئيس ..مستباح .. قرصنه .. وتفلت .. وانتهاك ..فمياهنا مسموح بدخولها وإلقاء نفايات الدول فيها والخروج منها بسلام ولكن بعد دفع اللازم والمعلوم .. ومباح اخذ خيراتها من اسماك وربما كنوز غارقة وثروات .. والقراصنة يعيثون فيه رعبا وقتلا وربما بمباركات محلية

ـ وسمائنا مفتوح على مصراعيه فلتمر الطائرات والمكوكات بلا إذن ولا استئذان .. ولتصور وترصد ما شاء لها بكل أمان .. وان أرادت قتلا فنبارك جهودها وتعاونها معنا على تقليل عدد المعادين لنا ..ــ وأرضنا فيها من الحروب والفتن والتسلط والظلم ما قد سبق شرح جزء منه ـ وأمننا حدث ولا حرج .. من أراد أن يقتل فليقتل ولن يمسه احد من الجنود المرابطين على أطقم كرتونية أو في نقاط هزلية ومن أراد أن يغزو غيره فليغزو بدعم ومباركة حكومية من رصاص وأسلحة أوتوماتيكية .. سلاح الدولة يخدم المتنفذين الذين يبسطون على أراضي وممتلكات الشعب المسكين.!! خيرات الوطن أين تذهب ومن يستفيد منها ..أين المحاسبة ؟! أين العقاب ؟! أين القانون والدستور؟! أين كل ما تتشدقون به في الصحف والأخبار ؟! أين الأمن والنظام ؟! لا يوجد من ذلك شيئ .. فنحن نعيش في دولة قانونها ودستورها ورق ونظامها وأمنها كلام .. 

- شعبنا في كل بقاع العالم يكافح من اجل لقمة العيش ولا يجد من يدافع عنه وعن حقوقه إن سلبت ..البنغاليون جاءت رئيستهم التي (لا ولاية لها) فكانت برجولة عشرات الزعماء لتدافع عن مواطنيها حينما تم ترحيلهم من دول في الخليج .. وكان الترحيل مستحقا لهم لأنهم قد عاثوا فسادا ورذيلة .. ولكنها أرغمت الدول على إعادتهم وتحقيق ما فيه خيرهم ومنفعتهم 

- نراك لعبت الشطرنج على رقعة الوطن.. سمنت خيلك فما استطاعت في ساحات الوغى حراكا .. وبهرجت قلاعك فازدانت من الخارج وهي من الداخل خرابا وهلاكا .. ورصصت جنودك في المقدمة وهمهم الراتب والتغذية فكانوا لك نعم التغطية .. ذلك إن لم تأتهم طلقات خيانة من الخلف أوردتهم المنية ..وأردت بضربة معلم أن تضرب هذا بذاك ..وعاد عليك تخطيطك وفعلك بالوبال .. فلا شدة الحجاج وسطوة صدام بلغت لتحقق أمنا واستقرارا وتطورا.. ولا حكمة معاوية ودهاء مبارك حزت فتستوعب الجميع وتجعلهم كخاتم في أصبعك ولكنك كنت بين البينين فتفلت الأمر من بين يديك ..أردتها حرية فصارت فتنة وتسيبا .. أردتها ديمقراطية فصارت تفلتا وتهتكا .. وحينما أردت أن تعيد السطوة والهيبة لنظامك كان الوقت قد فات .. والنجم قد أفل .. وسطر التاريخ حكاية حاكم كانت نتيجة إدارته للبلاد ... العجز والفشل !!   - نتساءل دائما :ــ أحقا أنت رئيس لنا ؟! هل حقا بيدك مقاليد الحكم الفعلية ؟! هل حقا بيدك صنع القرار أم أن هناك مافيا وماسونية خفية ؟! هل صدقا تحمل همنا وتهتم لأمرنا ؟ ما الذي أنت قادر على تحقيقه ليمننا ؟! هل الصورة اليوم لديك واضحة وجلية لمصير الشعب ومستقبل الوطن ؟! فإن كان الحال هو ما سبق تبيانه وما لم أرد توضيحه وتبيانه .. فيبقى السؤال إلى متى ؟ والى أين ؟ وكيف ؟! أسئلة إن لم تستطع الإجابة عليها فلست رئيسا فعليا لنا .. وتساؤلات وطلبات إن لم تحققها فأنت لا تهتم لأمرنا .. فهل حقا عقمت اليمن أن تلد حاكما غيرك؟! .. ويبقى السؤال الكبير : ما الذي أنت قادر عليه من اجلنا ؟!

حسب ما أرى .. لا شيء .. !!

فلماذا يا سيدي تصر على أن تبقى حاكما علينا ؟!


في الإثنين 07 ديسمبر-كانون الأول 2009 12:34:07 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=6155