امين عام الحزب الاشتراكي
متابعات
متابعات
حوار:البيان - محمد الغباري


*يطرح أن هناك تحضيرات لعقد لقاء في بيروت للمعارضة في الداخل والخارج، هل سيكون ذلك بديلا لمؤتمر الإنقاذ الوطني الذي تبنيتموه في اللقاء المشترك ؟

- هذا جزء من التحضير للحوار الوطني الشامل، ونحن في اللجنة التحضيرية للحوار عندما أطلقنا رؤيتنا في رمضان الماضي، كان لابد أن نضع إلية للتحرك مع القوى السياسية المختلفة، سواء في الداخل أو الخارج، وبدأنا التحرك على صعيد الداخل مع بعض القوى السياسية التي لم تشارك في لجنة الحوار، واتجهنا أيضا إلى القوى السياسية الموجودة في الخارج، وهذا اللقاء الذي سيتم في الخارج، والى الآن لا ندري هل سيكون في بيروت أو في مكان آخر لأن المكان لم يحدد بعد، هو بدعوة من الأمانة العامة للجنة التحضيرية، ويجري التحضير له بشكل مكثف مع بعض الإخوة الموجودين في الخارج، وعلى أساس أن يتم خلال الفترة القادمة، وربما في نهاية الشهر الجاري أو بداية الشهر المقبل، والهدف الأساسي من هذا هو أن نعرض وثيقتنا ونستمع إلى آراء الأخوة فيما يخص الوضع السياسي بشكل عام.

* لكن الرئيس السابق علي ناصر محمد وأيضا رئيس الوزراء السابق حيدر العطاس أقل حدة في طرح القضية الجنوبية على عكس علي سالم البيض الذي يتبنى خيار فك الارتباط، هل بالإمكان أن يكون البيض طرفا في الحوار وهو يطرح خيار الانفصال؟

- نحن لا نناقش في الوقت الحالي ما يطرح من قبل الآخرين، لدينا وثيقتنا وهي الوثيقة التي خرجت بها لجنة الحوار بما تضمنته من رؤى سواء في تشخيص الوضع أو فيما اعتقدنا أنها حلول مناسبة لوضع البلاد بشكل عام، والدعوة مفتوحة للجميع والاتصالات تتم مع كثير من الإخوة، وتقوم بهذه الاتصالات الأمانة العامة لأنها مكلفة من قبل اللجنة التحضيرية، وكما أعرف شخصيا أنه تم الاتصال حتى الآن ببعض الإخوة ويجري حاليا الاتصال بالبقية الأخرى.

* الأسبوع الماضي ذكر أن اجتماعا كان مقررا انعقاده في بيروت بين حميد الأحمر أمين عام اللجنة التحضيرية للحوار والرئيس السابق علي ناصر محمد ويحيى الحوثي في بيروت إلا أن الاجتماع فشل في آخر لحظة؟

- لا أدري عن هذا الموضوع شيئا والذي أعرفه أنا، وما نقل إلينا في اللقاء المشترك من قبل اللجنة التحضيرية والأمانة العامة خلال الأيام الماضية هو أن هناك اتصالات مستمرة ونحن مع هذه الاتصالات التي تجري مع بعض السياسيين الموجودين في الخارج، وليس هناك حظر على الاتصال بأي احد.

* الحزب الحاكم طرح موقفا رافضا للوثيقة التي صدرت عن لجنة الحوار، وبالتالي فإن اي حوار قادم سيكون مع طرف واحد أي المعارضة سواء في اللقاء المشترك او الحراك الجنوبي "الحوثيين" أو معارضة الخارج ؟

- نحن في الأساس لم نتقدم بوثيقتنا إلى الحزب الحاكم لنقول له وافق عليها أو لا، نحن طرحنا رؤيتنا وكل القوى السياسية الموجودة في الساحة من حقها أيضا أن تطرح رؤاها، أما كون الحزب الحاكم يرفض فهذا شأنه، فلسنا معنيين أن يوافق أو يرفض، المهم هو أن يقبل الحوار، فإذا قبل الحوار وهو مطلب شعبي ووطني عام سيتقدم كل طرف برؤيته لحل مشاكل هذا البلد.

* وإذا رفض الحزب الحاكم المشاركة، هل سيتم عقد المؤتمر الوطني في غيابه ؟

- لكل حادث حديث، نحن يهمنا بدرجة رئيسية أن نتحاور حول هذه الوثيقة مع كل القوى السياسية وهناك من سيرفضها، وهناك من سيقبلها كلها، وهناك من سيقبل نصفها، هي وثيقة مطروحة للحوار وبالتالي الهدف الرئيسي هو أن نصل إلى مؤتمر وطني شامل للجميع في ضوء هذه الحوارات التي ستأخذ مداها لفترة زمنية معينة، وإذا وجدنا ما هو أفضل سنأخذ به، والهدف الأساسي من ذلك هو أن تقف القوى السياسية أمام هذا الوضع المتدهور والمتآكل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتبحث في حلول وطنية، فإذا ما سارت جميعها نحو المؤتمر فليكن، وإذا سار نصفها أو جزء منها فهذا الجزء سيخرج بوثيقة سيعتبرها وثيقة نضالية لأعماله المستقبلية.

* الآن يطرح أن هناك رعاية مصرية بالتوازي مع دور للجامعة العربية من أجل احتواء المشكلة السياسية في اليمن وخصوصا بين اللقاء المشترك وأطراف الحراك والحكم، من أجل توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة خطر التمرد في صعدة ما حقيقة ذلك، وهل أنتم على إطلاع بطبيعة الدور المصري؟

- الوضع في اليمن في اللحظة الراهنة خلق قلقا كبيرا في المنطقة وفي العالم، وكل طرف يعبر عن هذا القلق بشكل معين، وكل واحد ينظر إليه من منظور الأمن الوطني له، مصر تنظر لهذا الوضع من منظور الأمن القومي الخاص بها، أي البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والإقليم كل دولة فيه أمنها مترابط ومكمل لبعضه البعض، ولا يمكن أن أتحدث عن أمن خاص باليمن بشكل مستقل عن أمن السعودية أو دول الخليج الأخرى، ولأن أمن المنطقة متكامل لهذا يبدو لي أن التحركات الأخيرة والتي نتوقع أن تستمر خلال الفترة القادمة سببها الرئيسي هذا الأمر، لأنه لابد من توفير شروط مناسبة لعدم إدخال المنطقة في مزالق أمنية خطيرة.

ولكن ليس لدينا معلومات عن طبيعة القضايا التي يجري بحثها مع النظام من قبل هذه الأطراف، لأن النظام لا يناقش معنا شيئا, وليس لديه ما يناقشه مع المعارضة سوى الاتهامات المستمرة والسب المستمر، لكن ومع ذلك نحن معنيون بالبحث عن مخارج وحلول باعتبارنا جزءا من المنظومة السياسية، التي يجب أن تبحث فيما يجري وأن تكون قريبة منه، ونعتقد أن الحرب في صعدة بالشكل الذي استقرت عليه كل هذه السنوات أصبحت تثير قلق المنطقة كلها، والجميع يدرك أن الحروب هي سبب التدخل الخارجي في الأوضاع الداخلية لأي بلد، لا سميا وان الحرب في صعدة قد قدمت على أنها حرب سنة وشيعة وهذا هو الخطير في الأمر، مما أوجد مساحة أوسع وفضاء لهذه الحرب التي نعتقد أنه ما لم يجر محاصرتها وحلها سلميا فإنها ستكون مشكلة حقيقية على صعيد المنطقة بشكل عام.

* هناك مخاوف أيضا من أن يتحول الجنوب إلى ساحة لأنشطة جماعات العنف ؟

- هناك مخاوف كبيرة من الفراغ الذي يمكن أن ينشأ في الجنوب فيما يخص عدم اهتمام الجميع بما يحدث فيه، ولاسيما وقد برزت هناك بعض الدعوات في الوقت الحاضر عن تدخل إيران في هذا الجزء من البلاد، لذلك علينا هنا أن نعي تماما أننا أمام وضع أصبح في غاية الخطورة، ويتطلب من الجميع يمنيين ومحيط يهمه أمن المنطقة أن نبحث في مخاطر ما يدور في هذا الوضع.

* إذا ما انتقلنا إلى الحراك الجنوبي، الملاحظ هو ارتفاع وتيرة الاحتجاجات مؤخرا، وقد قيل إن هناك تنسيقا مع الحوثيين أنه متى ما ازداد الضغط العسكري عليهم يبدأ الوضع في الجنوب التحرك للضغط على السلطات، كما أن الملاحظ هو تنامي العنف في صفوف الحراك إلا تخشون ان ينزلق الوضع في الجنوب نحو العنف ؟

- فيما يخص الجزء الأول من السؤال اعتقد أن الحراك في الجنوب أو ما يحدث في صعدة منشأ المشكلة واحد وان كان جذرها مختلفا من منظور أن هناك نظاما فقد القدرة على إنتاج أدوات سياسية فاعلة لحل أزمة البلاد، لكن التعبير عن مظاهر الأزمة أخذت أشكالا مختلفة، ففي صعدة أخذت شكلا، وفي الجنوب شكلا آخر، وحصل تمايز واضح تماما في التعبير عن الأزمة ومضمونها.

وفي الجنوب يبدو لي أن الوضع يزداد تعقيد، والحراك السلمي الذي عبر عن جوهر القضية الجنوبية وحملها على أساس سلمي وسياسي خلال الفترة الماضية اصطدم بعنف الدولة، لم تتعامل السلطة مع هذا الحراك الا بالعنف والمواجهة وسقط الكثير من الشهداء والجرحى وجاءت حملة الاعتقالات العشوائية والمحاكمات التي تتم الآن، وواضح أن هذا الوضع بالاحتقانات التي وجدت في ساحة الجنوب ما لم يتم التعامل معها سياسيا وسلميا والاعتراف أن هناك قضية حقيقية نشأت منذ حرب 1994 بامتداداتها السياسية والتاريخية ما قبل ذلك وحتى اليوم فلاشك أن هناك في النظام كما يبدو لي من يدفع باتجاهات مغامرة.

وقد حذرنا من ذلك وحذر منها الكثيرون ومازلنا نحن في الحزب الاشتراكي واللقاء المشترك نرى أنه ما لم يتم التعامل مع هذا الوضع سياسيا وبقلوب مفتوحة من قبل النظام، فإن ذلك قد يتسبب في دفع الناس إلى احتقانات من نوع آخر، نحن نشعر أن هذا البلد لا يحتاج إلى المزيد من المغامرات ويكفيه معاناة ولابد أن يأتي الناس جميعا إلى كلمة سواء على مائدة الحوار السياسي والسلمي ويكفينا ما يدور من حرب وعنف ودماء في صعدة، ويكفي ما يجري التلويح به من قبل منظمات إرهابية، وما يجري التحضير له من مواجهات خطيرة.

* في المهرجانات الأخيرة للحراك كان هناك استهدف واضح للحزب الاشتراكي وتصفية وجوده في الجنوب والدعوة للخروج من عضويته، حتى إننا وجدنا علي سالم البيض الأمين العام السابق للحزب ينفي اشتراكيته، كيف تفسرون ذلك وانتم أول من طالب بإزالة آثار حرب 94، وبإصلاح الوحدة؟

- دعنا نأخذ المسألة بتحليل طبيعة القوى الموجودة في الحراك، هناك من ركب موجة الحراك بهدف تصفية حسابات مع الماضي ومع المشروع الوطني، نحن منذ اليوم الأول تعاملنا مع هذه الأصوات والصراخ الذي يطلقه البعض على اعتبار أنه نوع من التنفيس عن احتقانات من سنوات الصراع في الماضي، كما نظرنا إلى المسألة على أنه من حق كل إنسان وقد احتكم الجميع للعمل السلمي الديمقراطي أن يعبر عن رأيه بالصيغة التي يستطيع أن يعبر بها لأننا لسنا مسئولين عن قدرة الناس في التعبير عن آرائهم.

لكن خلال الفترة الماضية وجدنا من يعمل كوكيل أو سمسار لبعض القوى التي تريد تصفية حسابات سياسية تاريخية مع الحزب الاشتراكي، وأرادوا أن يعودوا بجزء من الحراك إلى مرحلة تاريخية من الصراعات حسم فيها الموقف من المشاريع التي كانت تطرح في الخمسينات والستينات، هؤلاء بدءوا يجرون الحراك نحو هذا المسعى، ونحن تعاملنا في الحزب الاشتراكي مع الموضوع بنفس سياسي ونظرنا إليه، أو في جانب منه على الأقل كمسار طبيعي، لكن أن تبرز هذه الأصوات وهذه الدعوات الآن على النحو الذي برزت فيه خلال الفترة الماضية إما من خلال المطالبة أن يكون هناك حزب اشتراكي في الجنوب وآخر في الشمال أو القول بأن الحزب قد عفا عليه الزمن ويجب أن ينتهي أو مطالبة أعضاء الحزب بتجميد عضويتهم في الحزب، هذا النوع من العمل الاقصائي الذي يحاول البعض أن يقوم به، تصدينا له وسنتصدى له بقوة.

دعني أقول لك فيما يخص التدخل الإيراني، لقد سمعنا كلام السلطة في أكثر من مناسبة فمرة تقول إن هناك تدخلا إيرانيا مباشرا، ومرة أن التدخل عبر مرجعيات، وأنا اعتقد أن المشكلة أكبر من هذا التحليل الذي تحاول السلطة أن توظفه توظيفا خاطئا، إيران بوضعها الحالي يجري إغراؤها بأنها مشروع متكامل وكبير لمواجهة مشروع أميركي غربي، وعندما يتم إغراؤها على هذا المستوى تجد هذه المساحة مفتوحة أمامها.

نحن كعرب نقبل مثل هذا التحليل الذي يطرح مشروعا إيرانيا من الشرق ومشروعا أميركيا من الغرب يتصارعون في منطقتنا العربية وكأننا مستلبون الإرادة "وليس لينا أي تأثير"، هذه هي المشكلة الحقيقية، لذلك ليس غريبا أن نتحدث عن تواجد إيراني في إطار هذا الوضع بشكل عام، والأخطر من هذا هو أن يحمل هذا التدخل على قاعدة الدفاع عن الشيعة، نحن مسئولون عن هذا الخطاب الخاطئ، الشيعة أينما وجدوا الأنظمة والدول التي يعيشون فيها مسئولة عنهم وليس إيران، ولا نعطيهم الحق كي يأتوا ليدافعوا عن الشيعة في بلداننا، خطابنا هو الخطاب الخاطئ الذي يعطي مثل هذا الحق لإيران، وكأن هؤلاء ليسوا مواطنين يمتلكون كافة الحقوق وينتظرون من يدافع عنهم، يجب أن توجد أنظمة حقيقية تدافع عن حق الناس آيا كان مذهبهم واعتقادهم وهذا هو الوضع الطبيعي.

* وماذا عن حادثة اختطاف وإخفاء الكاتب والصحافي محمد المقالح وهو أيضا قيادي في الحزب الاشتراكي، الم تتمكنوا من معرفة مكان إخفائه رغم مرور أكثر من شهر على الحادثة ؟

- ان تمارس السلطة الاختطاف وعلى ذلك النحو الذي تعرض له الأخ محمد المقالح فهذا دليل على أن هذه السلطة هي من يهين ويخترق الشرعية الدستورية والقانونية التي تحكم باسمها، وتحارب تحت رايتها، ونحن نحمل هذه السلطة مسؤولية اختطاف المقالح ومسؤولية ما قد يتعرض له من أذى ونطالبها بالإفراج عنه فوراً.

* يؤخذ عليكم في المعارضة إنكم تحملون السلطة كل شيء، مثلا انزلاق الحراك الجنوبي نحو العنف، مع أن هناك أطرافا في الحراك تدعوا له وتعمل به، وأنها سبب المشكلة في صعدة مع انه لو قدر للمعارضة للحكم فكيف ستتعامل مع تمرد مسلح كالحوثيين، فهؤلاء يتوسعون كل يوم ويستولون على مديرات ومقرات حكومية، والأمر تعدى حتى مسألة المظلومية أو الدفاع عن النفس كما كانوا يقولون ؟ حتى ما يتعلق بدور إيراني في صعدة وفي الجنوب، خصوصا وان البيض قد طرح انه مستعد لقبول دعم إيراني ؟

السلطة في اليمن مسئولة عن موضوع صعدة وعندما نريد أن نحلل المشكلة لابد من الرجوع إلى جذرها، كيف نشأت ومن المتسبب في إنتاجها ونعتقد أن توظيف الجماعات الدينية في الصراعات السياسية تنتج هذه الأوضاع بشكل عام، لذلك نحن ليس لدينا رغبة في تحميل السلطة أي شيء ولسنا مع هذا الاتجاه، ولا نتجنى على السلطة، السلطة عمليا أو النظام يجب أن يكون هو المسئول عن الحياة السياسية والاقتصادية، وبتحليل الوضع اليوم كلا على حدة والنظر ومن السبب في هذه المشكلات.

والجنوب أيضاً، من الذي تسبب في خلق الأوضاع التي يعيشها اليوم؟ صعدة أيضا من الذي تسبب في خلق الوضع هناك؟ الوضع الاقتصادي من المسئول عنه؟ إذا أخذنا كل مشكلة على حدة ونقول هل هذه المشكلة كانت نتاجا للسياسات التي مارسها النظام؟ أم أنها بسبب تدخلات خارجية كما يقال؟ أو أن المعارضة هي المسئولة عنها؟ ولذلك نحن لا نتجنى، وفي وثيقتنا حرصنا كل الحرص على أن نتناول كل ظاهرة على حدة، وأن نبحث في جذرها.


في الأحد 25 أكتوبر-تشرين الأول 2009 07:04:34 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=5964