تعز والهجوم المستمر
عزالدين سعيد الأصبحي
عزالدين سعيد الأصبحي

قدر محافظة تعز .. مثل كل المدن الكبرى الأخرى في اليمن التي تحمل مشاعل التحديث .. وتتفانى في تعزيز وحدة الوطن , أن تتعرض دوماَ إلى هجوم دائم ومستمر (وما حدث هذا الأسبوع) من هجوم لصحيفة (الديار) طالبت باستئصال أبناء محافة تعز وتصفيتهم لأنهم كما جاء في الصحيفة هم (أصحاب بروتوكولات حكماء تعز) على وزن حكماء صهيون ..هو ضمن هذه الحملات الغريبة !!!

وألصقت الصحيفة بأبناء تعز (هكذا جميعهم) كل الصفات السيئة والجرائم من التأمر على الوطن ..والعمالة.. إلى كل الألفاظ العنصرية النابية !!

وبدون أن ننجر إلى معارك لا معنى لها .. نقول بصدق أن المحاولات العديدة في نشر أمراض المناطقية والطائفية والمذهبية بقيت دوما محاولات بائسة وبأت بالفشل وضرب اليمنيون المثل الأجمل والأروع في التسامح والانسجام .. حتى عندما وصلت الأمور إلى قتال .. بقى الناس في القضايا الكبرى أكبر من أي دعوة صغيرة للتمزيق والتفرقة . ولا أريد ان أقف حول ما نشر ولكنها فرصة للحديث عن رسالة الإعلام الأساسية وهل هذه الرسالة هي لتعزيز السلام الاجتماعي وغرس قيم العدل والأخلاق النبيلة والدفاع عن مبادئ المساواة وحب الوطن أم هي لخلق الفرقة وإثارة النعرات العنصرية وتدمير السلام الاجتماعي ؟؟

ونحن بحاجة حقيقية لمناقشة واقعنا الإعلامي ورسالة الصحافة اليمنية بشكل عام وهي فرصة جيده مع حالة انتعاش الأمل الذي يعيشه الوسط ألأعلامي .. هذه الأيام .. بعد مؤتمر نقابة الصحفيين والتوجهات الرسمية التي أعلنها فخامة الأخ الرئيس في خطابه الافتتاحي لمؤتمر نقابة الصحفيين الرابع بفتح مجالات الإعلام بكل أنواعه مقرؤ ومسموع ومرئي وحماس النقابة الجديدة (للدور المهني) وحماية كرامة الصحفيين نحن بحاجة ((إلى أن نكون القدوة )) في صون كرامة الناس .. وأي رسالة إعلامية تعمل على إهدار كرامة البشر وبث ((الكراهية)) وغرس لغة الحرب والتفرقة .. هي حتماَ ضد مبادئ القانون والأخلاق ))!

وعلي ان اذكر زملائي .. بكل قواعد القانون الدولي ((قبل اليمني)) فيما يخص رسالة الأعلام من حيث التزامه بقيم ساميه ضد الكراهية والتفرقة والعنصرية وضد كل ما يدعو إلى العنف او التحريض على الحرب فما بالك بإبادة ((خمسة مليون تعزي)) !

ينتشرون في كل ((رصيف باليمن)) !

أتمنى أن تكون الخطوة الأولى لنقابة الصحفيين اليمنيين هي صون كرامة المهنة والحفاظ على أداء الرسالة الإعلامية المحترمة التي تعيدنا كصحفيين إلى طليعة المجتمع .. نسهم في التنوير والتقدم وتحقيق العدل والانصاف للناس وتعزيز مبدأ سيادة القانون وحماية الحريات ..

أما أن نحول ((الرسالة )) الصحفية إلى منابر هدم مدمرة للوطن أو منابر لإشاعة أجواء الكراهية والعنصرية .. والترويج للحروب الداخلية .. فأن الأمر اخطر .. من مجرد لعبة يتسلى بها البعض .. وأكبر من مجرد ((غلطات)) صحفية ,, او حالة انفعاليه عابرة .. أو على حد تعبير الزملاء ((حالة نزق صحفي)) لا أريد أن أخوض في أي النقاش حول ما نشر الأسبوع الماضي ((و أنهم أي أبناء تعز هم مثل أبناء صهيون))!

لأن الموضوع لا يستحق النقاش ! ولأني ربما لازالت أحسن الظن بالزملاء القائمين على الصحيفة وأنهم لم ينتبهوا إلى خطورة الدعوة الخطيرة بتصفية اليمن من (الأتعوز)

أي ((جمع تعزي بلهجتنا نحن أبناء المدينة ))

وعلينا أن نكون (( كما تربينا في هذا الوطن )) اكبر من كل إساءة.. ومثلاَ في التسامح والإيثار والعطاء..

ونجعل الأمر بيد (( الزملاء في نقابة الصحفيين )) الذين لابد أن يعملوا بجد وسرعة على صيانة كرامة المهنة ..لتكون جديرة بالدفاع .. عن كرامة البشر .. والوطن ..وبالتالي أتمنى صادقاَ أن لا ننجر إلى كل هذه الدعوات البائسة التي تريد أن تمزق ((وطن)) وتدمر ((شعب)) وتفرح بكل فتنة وحرب

وأعجبني مقترح بائع الصحف العجوز في تعز وهو يعلق على المقال ضد تعز بأن المطلوب هو ليس الرد ولكن التجاهل الواعي والجاد عبر عدم الكتابة بهذه الصحف من كل صاحب قلم شريف .. ومن سيكتب فيها سنجعله بالقائمة السوداء لأصحاب دعوات التمزق .. وإثارة النعرات في الوطن .. وأن كل بائع صحف .. وصاحب مكتبه لا بد ان يلتزم بعدم بيعها و رفض توزيعها .لتأكيد حالة الازدراء الاجتماعي المطلوب.. وتحقيق عقوبة المجتمع وإيجاد موقف جاد من المجتمع تجاه هؤلاء .لأنهم ببساطة لا يمثلون الإعلام الذي يقدس الوطن .. ويحرص على وحدته .. وسلامته وأمنه ويصون كرامة الناس ويدافع عن حرياتهم .. وبالتالي لا نتعامل معهم ولا نعيرهم اهتماما..

 ذلك موقف بائع الصحف التعزي الحكيم الذي انفق ستة عقود من العمر في كل أرصفة اليمن وجبالها بحب وصدق يدافع عن مبادئ الثورة النبيلة ويبحث عن اللقمة الشريفه بكرامة وهو موقف حكيم لابد أن نعمل به .. من أجل كرامة الوطن وكرامة الناس .. وكرامة المهنة. 


في الإثنين 30 مارس - آذار 2009 05:06:13 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=5090