من قراصنة الصومال إلى قراصنة بني ضبيان
أحمد عبده الشرعبي
أحمد عبده الشرعبي

نحن قراصنة البحر في الصومال الممزق الجريح، سمعنا كثيراً ولا نزال نسمع الكثير عن أعمال قراصنة البر في بني ضبيان وبعض المناطق الأخرى من اليمن السعيد.

 ومع إيماننا بمبدأ احترام وعدم تدخل قراصنة البحر في الشئون الداخلية لقراصنة البر، إلا إنه يؤلمنا يا بني ضبيان أن نسمع أن منكم من يقوم بأعمال الاختطاف لبعض من يزور بلدكم الجميل من السياح الأجانب أو لبعض العاملين في بعض شركات الاستثمار أو لبعض من أبناء بلدكم، بهدف تحقيق بعض المكاسب والمأرب أو لتلبية بعض المطالب. هذه الأعمال يستنكرها وينبذها كل عاقل حتى نحن قراصنة البحر في الصومال القريب البعيد. لكنكم قد تسخرون من رسالتنا وتغضبون لاستنكارنا وتبررون بالقول: كيف لقراصنة البحر إدانة قراصنة البر؟!، غير أننا هنا سنثبت لكم أي الأعمال أبشع أعمالنا أم أعمالكم؟!، وأعذرونا إن قلنا ذلك.

نحن قراصنة الصومال لم نلجأ للقرصنة إلا بعد أن تحللت دولتنا وذابت مؤسساتها وطغت الفوضى في البر والبحر، وجزء من القرصنة جاء كرد فعل على أعمال النهب التي تعرضت لها ثرواتنا البحرية ورداً على ما تقوم به سفن الأغنياء من رمي لنفايات ومخلفات صناعاتها الخطرة في مياهنا، ونعترف أن هذا العمل صار وسيلة لكسب المال، إلا أننا لم نصدق أنفسنا أنه أصبح بمقدورنا احتجاز سفن عملاقة رغم انتشار البوارج الحربية الدولية التي تعج بها المنطقة وتجوب في بحارها منذ زمن، ولذلك فنحن دائماً في حيرة من أمرنا ونتساءل: هل نحن "القراصنة الصغار" بتلك القوة التي تجعل القوات الدولية عاجزة عن الحد من الظاهرة؟! المسألة فيها نظر!

أما أنتم ومن على شاكلتكم من قراصنة البر، فلماذا تمتهنون أعمال الاختطاف؟! هل تعيشون في دولة تغيب عنها المؤسسات؟! بالطبع لا.. فهناك دولة وهناك مؤسسات. سمعنا أنكم تقترفون تلك الجرائم بهدف تحقيق مصالح ضيقة وهي إما الحصول على رزم من الدراهم كفدية أو الضغط على السلطات لتحقيق بعض المطالب كالإفراج عن بعض السجناء أو الانتقام من الخصوم في بعض القضايا. هل يعقل هذا؟! هل يسمح الدين بذلك؟! أم أجازتها أعراف القبلية؟! الدين حرم التقطع والتخويف والترويع وأنتم من بلد الإيمان والحكمة أفقه من قراصنة الصومال في ذلك. أما أعراف القبيلة وتقاليدها فتنبذها وتدينها أيضاً . فأي المبادئ تنتهجون وعلى أي الأسس تقوم أفعالكم؟ وماذا لو كان البحر- لا سمح الله- في بني ضبيان؟! حيَّرتمونا!!

وفيما يتعلق بتبعات ونتائج تلك الأفعال، ففي حالتنا ندرك أن أعمال القرصنة تؤدي إلى الإضرار بالملاحة الدولية، وارتفاع تكلفة النقل التجاري البحري بفعل ارتفاع التأمين على السفن، والإضرار بالصيد البحري، وإعاقة جهود الإغاثة والمساعدات الدولية لأهلنا في الصومال، ولذلك صدقونا أننا نعتصر ألماً ونبكي ندماً على ما نقوم به من أعمال وعليه دوماً نتعهد أن تتوقف هذه الأعمال بمجرد قيام الدولة الصومالية بمؤسساتها الأمنية والعسكرية. أما أنتم فلا تبدو عليكم آثار الندم أو بوادر الشعور بالذنب فعملياتكم متكررة رغم ما تلحقونه ببلدكم واقتصادها من ضرر كبير. إنكم تسهمون بتشويه صورة وسمعة بلدكم الجميل وتعلمون ما يترتب على ذلك من انعكاسات وأثار سلبية على السياحة والاستثمار والأمن والسلام.

أما الحل للظاهرة، ففي حالتنا الأمر واضح وجلي وهو في قيام الدولة القادرة على بسط سلطاتها ونفوذها على البر والبحر وهو حلمنا وطموحنا الذي نأمل أن يتحقق عما قريب. أما الحل لظاهرتكم فيبدو لنا أسهل وأيسر غير أننا لا نسمح لأنفسنا أن نتدخل أكثر في شئونكم احتراما لمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للغير.. والأمر لكم.. فبني ضبيان أدرى بشعابها. 

 


في الأحد 15 مارس - آذار 2009 06:39:34 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=5023