|
على مدى عشر سنوات فشلت النخبة اليمنية المناهضة للحوثيين في بناء جيش وطني قادر على استعادة الدولة التي سلّمتها لهم دون قتال، ثم هربت مع أسرها إلى الخارج، معيدةً إحياء الإمامة الزيدية العنصرية ومهملةٌ تضحيات اليمنيين على مدى قرون.
في ظل هذا الواقع، لم يبقَ أمام اليمنيين سوى الاعتماد على القبيلة اليمنية، التي أثبتت تاريخياً أنها أفضل بديل عند ضعف أو غياب الدولة، فقد شكلّت التحالفات القبليّة أساس الدول اليمنية القديمة مثل سبأ وحِمْير ومعين، والتي أسست حضارات عظيمة.
كما لعبت القبيلة دوراً محورياً في طرد الاستعمار، والمشاركة في الثورات، والحفاظ على الدولة، حتى اعتُبرت جيشها الرديف والمحوري في مختلف مراحل التاريخ.
وعند الحديث عن التعوُّيل على القبيلة، لا يجب اختزالها في الصورة التي ترسمها لها النخبة اليمنية، التي تراها مجرد جيش طوارئ يُستدعى لحماية مصالحها أو لإعادة ترتيب الحكم.
في الواقع، وقفت القبيلة مع "السلطة الشرعية" وضحت القبيلة على مدى السنوات الماضية بأفرادها ومقدراتها ومصالحها في سبيل استعادة الدولة، وفي المقابل، وجدت القبيلة نفسها مُجبرة للمشاركة في القتال مع الحوثيين بضغوط منهم وأحيانا تحالفات نفعية.
البعض يسأل لماذا لا تتحرك القبيلة كما لو كانت هي من تمسك بزمام السلطة المناهضة للحوثيين، وكأنها تتحكم بموارد الدولة. هذا غير مقبول، فالقبيلة لا تتحمل واجبات ليست من مهامها؛ المسؤولية عن هزيمة الحوثيين واستعادة الدولة منهم تقع على عاتق من يحكمون، وإذا عجزوا -وهم كذلك في الواقع- فعليهم التنحي وترك القرار والموارد للقبيلة لتتولى المهمة.
في كل الأحوال، قد تنجز القبيلة المهمة ولكن في توقيتها الخاص، ولأجل تسريع هذا الدور، يجب تقديم حوافز كبيرة ولائقة بتضحياتها؛ فالقبيلة ليست موظفة عند نخبة فاشلة، ويجب أن تُمنح حقها في تولي زمام الحكم بعد التخلص من الحوثيين وترتيب المرحلة الانتقالية، طالما أنها ستنجز المهمة، وإلا فلا ينبغي مطالبتها بأي دور آخر سوى حماية مصالحها بالطريقة التي تراها مناسبة.
في الأحد 07 سبتمبر-أيلول 2025 04:11:35 م
