|
ما تزال الشرعية، ممثلةً بمجلس القيادة، تواصل إضاعة الفرصة تلو الأخرى للقضاء على مليشيات الاحتلال الإيراني الحوثية. هذه القيادة – بكل أسف – تحمل في بنيتها العميقة بذور الفشل والهزيمة والخذلان.
حدثٌ هام يهز أركان مليشيات الحوثي الإيرانية، بعيدًا عن مصدره أو شكله، لكنه يثبت أن هذه الجماعة ليست عصيّة على السقوط. إذ نحن في حالة حرب، وهزيمة هذه المليشيات ليست خيارًا سياسيًا، بل فرض عقائدي ووطني وأخلاقي.
يبقى السؤال الجوهري: لماذا يتعمد مجلس القيادة إضاعة فرص تحقيق النصر الناجز؟ وإذا لم تكن مهمته هي هزيمة مليشيات الاحتلال الإيراني وتحرير صنعاء، فما هي مهمته إذن؟
لقد أصبحت على يقين بأن هذه القيادة باتت مصدرًا للهزيمة والانكسار والتنازلات، وأن التاريخ لن يرحمها ولن يغفر لها هذا التقاعس.
ها هي سوريا تتقدم بخطى واثقة، والسودان يسحق أعداءه ويصنع انتصارات على الأرض، بينما نحن في اليمن نرى مجلس القيادة – رئيسًا وأعضاء – يصنعون لنا الهزيمة والانكسار والعار.
إن قيادة بلا إرادة للنصر، ولا مشروع وطني جامع، لا تستحق أن تُسمى قيادة. فالمعارك لا تُحسم بالانتظار ولا بالمساومات، بل بالفعل والشجاعة والقرار.
ومجلس القيادة اليوم أمام لحظة تاريخية فاصلة: إما أن يرتقي إلى مستوى التحدي ويكتب اسمه في سجل من أنقذ اليمن، أو أن يظل عنوانًا للهزيمة والانكسار، ليُكتب عنه في ذاكرة التاريخ أنه كان أداة استسلام لا قيادة تحرير.
إن الفارق الجوهري بين "القيادة" بمعناها الحقيقي، وبين مجلس القيادة في اليمن، هو أن القيادة تُبنى على الرؤية والقرار والإرادة. واليمنيون اليوم أمام حقيقة مرة: قيادتهم لم تتحول بعد إلى مشروع وطني، بل أصبحت – بوعي أو بغير وعي – أداة لتكريس الهزيمة وإطالة أمد الصراع.
يبقى السؤال الحتمي: ما لم يكن هدف مجلس القيادة هو هزيمة الحوثيين وتحرير صنعاء، فما هو هدفه إذن؟
سؤال لا تجيب عليه إلا الأفعال... إن كانوا يعقلون.
في الإثنين 01 سبتمبر-أيلول 2025 04:41:00 م
