|
في زمنٍ تعانقت فيه الحروف مع الألحان، برزت جمانة جمال ككاتبة وملحنة يمنية تارة تفيض بالشعر، وتارة تعزف موسيقى من أوتار قلبها النابض بوطنٍ يزهر رغم العواصف.
أسلوب جمانة في الكتابة يقطر عذوبةً وصدقًا، فهي لا تكتب الكلمات بقدر ما تنسجها كما تنسج الأم أقمشة الحب لأطفالها، مفرداتها تخرج من رحم الإحساس، ناعمةً حينًا، جارفةً حينًا آخر، كلمات صادقة تلامس مشاعر من لايجيد التصنع ولا يتقن التزييف.
أما في التلحين، فهي تعيد إلى الأذن دهشة اللقاء الأول بالموسيقى بعض ألحانها تحمل ملامح يمانية أصيلة، ممزوجة بروح معاصرة تتراقص بين سطور الأمل والحلم تستخدم المقامات الموسيقية كما يستخدم الرسام ألوانه، فكل نغمة عندها تحكي حكاية، وكل لحن يكتب قصيدة.
جمانة جمال ليست مجرد ملحنة أو كاتبة؛ إنها كهمسةُ حبٍ تذّوب قلوب كل من مر على نصوصها أو استمع لألحانها ، فـالعديد من الفنانين الكبار ككاظم الساهر ونوال الكويتية وعبدالله رويشد واصالة نصري وفضل شاكر لم تكن لهم اختيارات عبثية في عالم فني مليء بالكلمات الهابطة وبنشاز الأصوات وتكثر فيه الضوضاء .
جمانة جمال ظهرت من وطن مزقته الحروب وهدمته الأطماع وقُتلت فيه الأحلام ، لكن هناك دوماً من يذكرنا بعد أن يقتلنا اليأس أن الكثيرين المتميزين أشباه جمانة جمال يبثون الأمل بداخلنا وكما أن الأحلام ننسجها بصمت فكذلك بذور العمل بجهد واجتهاد يثمر ولو بعد حين.
في الثلاثاء 29 إبريل-نيسان 2025 07:40:49 م