توضيح .. وبطاقة مُعايدة للوطني علي سالم البيض
همدان العليي
همدان العليي

كثيراً ما نُنتَقد فيما نكتبه ، زِد على ذلك أننا لا نَسلم من أن نوصَف بالسوداويين أو أصحاب النظارات السوداء إذا ما تعاملنا مع بعض الأحداث عبر القلم بصراحة تامة ، والذي نَهدُف بواسطته- القلم - إلى تسليط الضوء على السواد ، ساعيين وراجيين أن يزهو النور بدلاً عن هذا السواد – الخطأ – إذا ما صُحح ، وبلا شك .. لن يكون ذلك إلّا إذا تحدثنا عن هذا السواد بكل شفافية و حيادية ، مُتجردين من أي انحياز لأي انتماء حزبي ، أو مرجع طائفي ، أو حتى مذهب ثقافي وأن يكون ولائنا لليمن فحسب .. حتى وإن شخصنَّا في مقالاتنا مُستعرضين أخطاء تُرتكب من قبل شخصيات ؛ فستظل آراء ارتأيناها في ظِل ما نملكه من مساحة لا بأس بها من حرية التعبير ، أو أنها- أحياناً - قد تصل إلى حدّ الاتهام إن امتلكنا دلائل دامغة حول ما نقول ..! 

ففي رأيي أن الرأي لا يُفرض في ساحات النقاش وإن كُتِب في الصحف وأذيع في المذياع أو حتى عُرض في التلفاز ..! لأن الأدمغة تقرأ و تسمع و تُفنِّد ، وهي المُخوّلة أن تقتنع بما يُنشر أو لا ..! و الآراء لا تٌفرض – في اعتقادي – إلّا عند التطبيق العملي لهذا الرأي المطروح ، و مثلاً : عندما يُرغِم الشريك القوي شركاؤه بتقبل قراره و يُطبقه عنوةً دون رضاء أو مُحاولة إقناع بقية الشركاء .

وهناك من يتساءل .. لماذا الكاتب- مثلاً - لا يُثير في مواضيعه إلّا الأحداث السلبية ؟ لماذا لا يكتب عن الأعمال الناجحة ؟

كما أسلفتُ في القول ، أن القصد من الكتابات الموضوعيّة التي قد تحمل القسوة بين ثناياها : هو القيام بواجب المسؤولية الاجتماعية تجاه الوطن ، دون أخذ اعتبار أي كائنٍ ما على حساب الوطن ..!

و إجابةً على هذه التساؤلات ، فأنا أجزم يقيناً أن المسئول الشريف النزيه واثق الخُطى ، والذي يقوم بواجبه على أكمل وجه ؛ لا يحتاج من الكُتّاب أن يمنّوا عليه بحِبرهم ، وينثروا عليه مُصطلحات المديح و الثناء و التعظيم و التي قد تصل –أحياناً- إلى رسم هالة الربوبية على الممدوح وهو مُجرّد إنسان نفّذ مُهمة أُسندت إليه ووافق أن يلتزم بها وعاهد على ذلك الله ثم الشعب .. لأنه يعلم- المسئول الشريف - أن ما يقوم به واجب عليه ، كما أن نزاهته و أمانته هي- فقط - من ستحفظ ماء وجهه وسلامة جسده عندما يقف أمام من أمرنا بإرساء العدل ومُكافحة الفساد في البر و البحر ، و ليس في اليمن فقط .

و رغم أني ممن يؤيدون عدم الإفراط في شكر من قام بواجبه الوطني و المُحتّم عليه ، سأحاول اليوم إلغاء الغبش لدى البعض ، والذي يصفونني بصاحب نظرات سوداء كوني لا اكتب- عادةً - إلا مُنتقداً للأخطاء ، وذلك عن طريق إرسال بطاقة مُعايدة فيها إجزال الشكر لرجل لا يجوز تهميش دوره في قيام الجمهورية اليمنية ، لأنه كان شريك في هذا الانجاز العظيم بلا شك ، ولأنه يصمت اليوم لأجل اليمن و لا ينتظر عطاء أو مثوبة دنيوية ، و لا يطلب من الناس أن يرفعوا صوره ، أو أن يُرددوا اسمه كونه أحد من صنعوا الوحدة اليمنية ..!

و إن كان قد دُفِع به في الأمس وارتكب خطأ قراءة بيان الانفصال من المكلا والذي قرأهُ و لم يُقِرهُ ؛ فاليوم يصمت " البيض " كي لا يؤذي اليمن كما أجزم بناءاً على مواقفه الوحدوية في حياته ما قبل عام 94م ، لأني أعتقد أن هذا الصمت أكبر دليل لوحدويته ، وكأنما صمته صراخ مدوٍ بجملة ( أنا وحدوي ) ، مُتجاهلاً تلك الأصوات الشاذة ، و التي تستجديه بين الفينة و الأخرى أن يؤازرهم في غيِّهم ولو بكلمة واحده ..!

أفلا يستحق هذا الرجل من الشعب اليمني كلمة شكر ؟ كونه بصمته احد الذين يُحافظون على سلامة و امن هذه البلاد من اندلاع الفتن ؟

أفلا يستحق أن نُتبادل معه تهاني أعياد سبتمبر و أكتوبر و نوفمبر ومايو والأعياد الدينية كونه مُسلم يمني الأصل و المنشأ ؟

و إن أخطأ .. فكلنا خطاءون ، زد على ذلك أن صمته اليوم يَجُبُّ ما بدر منه سابقاً بسبب اختلاف الأيديولوجيات .

و لأني أظن في صمته خيراً ، و أنه لا يمتهن الخبث و التذبذب كما البعض في الخارج ؛ فلهذا .. و عبر هذه الورقة المُتواضعة أُقدِّم هذه الكلمات البسيطة و المُختصرة لهذا الرجل من شاب يمني و حسب :

السيِّد / علي سالم البيض ،، نائب رئيس الجمهورية اليمنية السابق ..

شكراً لك أيها الأريب ..

شكراً لك أيها الحريص على وطنك من عبث السفهاء من كانوا ..!

قد اثبت أنك لا زلت تُطبق مقولتك المشهورة عند توقيع وثيقة العهد والاتفاق سنة 1993م بالأردن و الذي قلت فيها : ( اليمن أغلى منهم جميعاً ) ، في حين أن هناك من يرى وحدة اليمن بعين المصلحة الخصوصية أو الفئوية أو الحزبية .

كل عام و أنت في خير و سلام وحبور أيها الأصيل ، و أعادك الله إلى اليمن الموحد رمزاً من رموزه الوحدويين إن شاء الله .

Hamdan_alaly@hotmail.com


في الأربعاء 10 ديسمبر-كانون الأول 2008 10:34:39 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=4544