مأرب تصنع نصرها
د . عادل الشجاع
د . عادل الشجاع
 

نرفع لمارب ومقاومتها القبعة إجلالا واحتراما وتقديرا ، لقد سجلت انتصارا مؤكدا على عصابة الحوثي الإرهابية التي اعتادت أن تحشد كل طاقاتها لتحقيق نصر سريع وبأي ثمن ، لكن مارب ليس لها ثمن ، فقد أثبتت مارب أن الحوثية كذبة كبرى تبقيها على قيد الحياة مؤامرات إقليمية ودولية تمنع فتح جميع الجبهات في وقت واحد خوفا على هزيمتها وتنقذها حين تتعرض للهزيمة كما حدث لها في الحديدة حينما تداعى العالم لوقف معركة تحرير الحديدة ، حينما كانت هذه العصابة تترنح هناك .

مارب أذاقت هذه العصابة مرارة الألم وأطعمتها الرعب وأجبرتها على الفرار من أرض المعركة وهي تجر أذيال الخيبة والهزيمة ، لقد انتصرت مارب لأنه لا بديل للانتصار إلا الانتصار ، وسيسجل التاريخ أن مارب وحدها انتصرت وأن من يزعمون مقاومتهم للحوثي تركوا مارب تواجه مصيرها لوحدها في الميدان ، بل إن بعضهم مد يده للحوثي نكاية بمارب وأهلها الأبطال الذين انتصروا لثورة ٢٦ سبتمبر من قبل وينتصرون اليوم للجمهورية والعزة والكرامة .

وسيسجل التاريخ عبثية أولئك الذين استمروا أكثر من خمس سنوات وأضاعوا على شعبنا زمنا وفرصا حقيقية وأبعدوا عنه سنوات عديدة إمكانية التحرر ونيل الحرية والاستقلال ، وسيكتب عن المتقاعسين في الدخول إلى المعركة ، التي تعد جولة وحلقة من حلقات حرب التحرير الكبرى وهي قادمة لا محالة والتحرير قادم بالمقاومة وليس بمضغ العلك والتقعر في الكلام وإنشاء العبارات الرنانة على الفضائيات .

إن مارب هي أيقونة اليمن ودرعها الحامي وستبقى قبائل مارب معجزة الانتصار فمنها وبها انتصرت ٢٦ سبتمبر وعندها انتهت الملكية لتشرق شمس الجمهورية ، وهي اليوم تبعث رسالة لأولئك الذين ينكرون الانتصار والذين لا يرون في مارب شعب يصنع نصره وإلى أصحاب القلوب التي ملأها الخوف من الحاضر والمستقبل وأصحاب النفوس التي يقتلها أن ترى مارب تنتصر لأسباب أيديولوجية وكذلك أصحاب الأرواح المتشائمة التي يئست من الكرامة ، نقول لهم مارب تعيد لكم العزة والكرامة .

مارب تحتفل اليوم بهزيمة الذين ارتضوا الهزيمة وارتضوا بالعجز وبقلة الحيلة ، وتقول لهم إن من يمتلك قراره ويعرف هدفه ويعشق أرضه ويثق بنصره لابد له أن ينتصر ، فاخلعوا نعالكم إنكم في مارب التي مرغت بقبائلها ومقاومتها أنف الحوثي في التراب وجعلت مقاتليه من المغرر بهم يتساقطون كالعهن المنفوش .

مارب الصامدة هي كلمة ووجهة وموقف واحد ضد عصابة الحوثي وكل من يدور في فلك إجرامها ، وعلى القبائل الأخرى أن ترفع بنادقها إلى جانب بنادق قبائل مارب دون تراجع ، فالحوثي اليوم أكثر ذلة وهوان يتخبط في مأزقه ، فمارب أول جرعة كيماوي ضد سرطان الحوثي المتفشي .

لقد ظنت عصابة الحوثي وزين لها ظنها أن بمقدورها اجتثاث مقاومة مارب وتحطيم إرادتها وإلحاقها بركب الهزيمة والمهزومين ، إلا أن مارب بأبنائها وبالمهجرين قسرا إليها من قبل الحوثيين استطاعت أن تمرغ أنف الحوثي على أبوابها وستمرغه كلما حاول النظر إليها ، وهي فرصة لكل من غرر به الحوثي أو ساقه بقوة السلاح إلى المعركة أن يسلم نفسه لإخوانه في مارب أو في أي جبهة من جبهات القتال ، كونوا مع جمهوريتكم وعلمكم الوطني ولا تكونوا مع الكهنوت عدو الثورة والجمهورية وعدو حريتكم وكرامتكم .

إن عصابة الحوثي أوهى من بيت العنكبوت وأوهى من عزيمة اليمني المؤمن بحريته وكرامته ، ولا يبقي عليها سوى أبناء القبائل من الصف الجمهوري الذين يقاتلون نيابة عنها في معركة خاطئة ، لأن الوجهة الحقيقية يجب أن تكون نحو صنعاء ، وسنذهب إلى صنعاء مهما طال الزمن ، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا .

ستظل عصابة الحوثي الإرهابية تغمر الشر ولن تقطع التواصل مع آمالها الخائبة رغم كل ما أصابها من جروح غائرة ، لهذا لابد أن تبقوا بنادقكم مرفوعة مع العلم الجمهوري الملون بدم آبائكم وظلام آبائهم وبياض النور الذي يضيء مستقبل اليمن ، فكونوا لهم بالمرصاد متسلحين بحقكم في الحياة وتبقى حرية وطنكم دليل إشعاع معززة بإيمانكم لتحفظوا به الجمهورية بعد أن توهمت هذه العصابة أنها قادرة على إسقاطها .

لقد عجزت هذه العصابة عن تهذيب نفسها وهي مستمرة في مواجهة اليمنيين وتحريض العالم عليهم ، تبحث عن دور لها من خلال غريزة وحشية مدمرة بعيدا عن الدور المتمدن والحضاري ، وبالرغم من كثرة القتلى الذين خلفتهم وراءها في معركتها في مارب إلا أننا حزينون أن هؤلاء القتلى هم من أبناء اليمن الذين غررت بهم هذه العصابة أو دفعت بهم كرها بينما أبناؤها يعيشون مرفهين ويأكلون أموال الناس بالباطل .

سينهض كل اليمنيين دفاعا عن حقهم في الحياة والكرامة وعن جمهوريتهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم ، وستطيش سهام هذه العصابة الإرهابية أو سترتد إلى نحورها ، كونوا مع الحياة واسقطوا شعار الموت الذي تتحزم به هذه العصابة لتقتلكم وتقتل وطنكم وكونوا على الطريق الذي رسمته مارب بقبائلها ومقاومتها من جميع أبناء اليمن.


في الأحد 23 أغسطس-آب 2020 06:59:04 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=45101