إذا لم تكن هذه هي الخيانة فماهي الخيانة إذاً    
د.كمال  البعداني
د.كمال البعداني
  

قوات النخبة الشبوانية التابعة للإمارات- وبإسناد الطيران الإماراتي- تتوغل في مديريات شبوة للسيطرة عليها.. وقد تمت السيطرة على كامل مرخة ومتجهين حدود البيضاء.. والهدف- طبعاً- تأسيس نخبة بيضانية هناك.

الإمارات تريد ابتلاع شبوة بالكامل وتتجه بعدها إلى البيضاء وما بعدها ؟؟؟..

أصبحت أنا على ثقة أن كلما يحدث هنا وهناك عسكرياً وسياسياً هو برضا الرئيس هادي وموافقته، فمن سابع المستحيلات أنه يوجد رئيس في العالم يصمت على كل ما يحدث لبلاده وتحت عنوان شرعيته.. مستحيل مستحيل أن يوجد ذلك، مهما كان ضعيفاً ومهما كان عاجزاً ومهما كان عليه من ضغوط.. فأي ضغط هذا الذي يجعل رئيس الدولة يفرط بالبلاد، محافظة بعد أخرى بعد أن سكب أبناء البلاد أنهاراً من الدماء، فما جدوى وجوده إذاً؟ وما فائدة استجابته للضغوط؟ ماذا سيبقى؟..

أصبح وجوده فقط لإضفاء الصفة الشرعية على تلك الأعمال.. استحلفكم بالله هل قد خرج يوم من الأيام- على الأقل- يصرّح أنه ضد تلك الأعمال ويندد بها؟. هل قد ندد- بصورة علنية- على ملشنة البلاد، هل قد فعل ذلك؟ لا تجاملوه يا من أنتم حوله.. إنه مستقبل وطن.. مستقبل أبنائكم وأحفادكم.. وطن سقط من أجله عشرات الآلاف من الشهداء والآلاف من الجرحى تحت عنوان (استرداده)..

. هُدمت مدن وقرى وشرد مئات الآلاف، وشعب وصل إلى الحضيض في معيشته اليومية على أمل وجود غد مشرق،، وبعد كل هذه التضحيات يتم تسليم الوطن بارداً مبرداً للإمارات للتحكم فيه وبصمت هادي وموافقته؟..

تكلموا يا مستشاريه.. تكلموا يا من حوله.. تكلموا يا أعضاء (الشرعية).. تكلموا يا أحزاب.. ماذا تنتظرون؟؟ هل تنتظرون موته ثم تتسابقون بعدها على ذكر مساوئ هادي وخيانته؟ لا فضل لكم لأن الخيانة حينها ستكون صفة مشتركة.. لا فضل لكم بعدها لأن البلاد ستكون وقتها تسبح في بحر من الدماء في مواجهات جديدة أسس لها هادي بصمته وموافقته قبل رحيله.

تأملوا جيدا فيما يدور على المسرح السياسي والعسكري في طول البلاد وعرضها.. تأملوا جيداً وكونوا صادقين مع أنفسكم وسوف تصلون إلى النتيجة ومعرفة الحقيقة، وأعتقد أن الكثير منكم يعرفها ولكنه يصمت لأسباب كثيرة ولا عذر له.. أما هادي فلا يهمه ما يُطلق عليه بعد رحيله بقدر ما يهمه هو أن يلفظ أنفاسه الأخيرة له في هذه الحياة وهم يطلقون عليه فخامة الرئيس هادي..


في الجمعة 29 مارس - آذار 2019 07:22:29 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=44234