وعزة النفس تغنيك ..
حسناء محمد
حسناء محمد
 

قال العرب .. لخلع ضرس, ويوم نحس, خير من الوقوف على بابٍ يلقاك بوابه بعبسٍ ..

فلا أثقل على نفس الكريم أن يقصد بحاجته من هم ليسوا بأهل لها.

ومن لا يتعدّ حد عطاءهم من توافقت مصالحهم معهم, أو حاجتهم لهم. ولا تتعدّ نظرتهم رأس أنوفهم , ولا مروءتهم حددود ظلهم.

ولا فعل لهم إلا على وقع طبول من حولهم.

ولا مَلَقهم إلا مثل الماء في الكف!

وإن في بعض البلاء والمحن منح عظيمة, يكفي أنها تكشف حقيقة الأشياء من حولك, وتتساقط بها الأقنعة من على الوجوه.

حين توفيت والدتي رحمها الله أتصلت علي امرأة مسنّة, من أحد معارف عائلتها, وقالت: توفيت فلانة..! والله لم يعد أحد له قيمة فيهم ..

حقا بذهاب بعض أفراد القبائل أو الأسر تنطفئ شمعتهم ..

وأحيانا سمعتهم.

إن مما يفطن له من أوتي الحكمة بهذا الوقت الغريب الذي نعيشه, وتبدل قيم الناس العظيمة, إلى أمور لا قيمة لها وإن رأوها غير ذلك .. أن يربط على قلبه وسمعه وبصره ولا يجعل لما حوله أثر عليه إلا مثل الغبار تثيره الريح فتنفضه من على ثوبك .

وإن من أعظم ما يوفق له أحدنا هو شريك روح, يوافق فكره وتوجهه فيكونان لبعض مثل الليل والنهار يتعاقبان على وجه الحياة, ليري أحدهما ما لا يراه الآخر, ويلتقيان كل يوم على آخر حدود الشفق .

لا تشتكي من جور لأيام لناس ..

وادفن همومك في ثرى الصمت كله

أسرار عمرك خلها تحت لانفاس

لصار هراج القفا باسط له

هذاك يفرح لا لمس جرج لحساس

وهذا مناهي لا لقى فيك عله .


في الخميس 21 يونيو-حزيران 2018 10:14:21 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=43746