وهل حقاً ستُعامل على أنها أوهام؟!
حسام الحاتمي
حسام الحاتمي

كتبت هذا العنوان لهذه المقالة،قبل خمسة أشهر،بعد تفاؤلي حين قرأت خبراً،إماراتياً على لسان جريدتها(الإتحاد)نشرته صحيفة أخبار اليوم،يقول:أن دعاة الإنفصال في الجنوب أصحاب مشاريع واهمية.كتبته بروح منتشئةً بالتفاؤل،شُغلت بعد ذلك بأمور أخرى،ونسيت أن أنشره في حينه.وحين عثرت عليه اليوم،كان لي وجهة نظر أخرى،نسفت ذاك التفاؤل المنتشئ،وأدركت أن منح التفاؤل والثقة العميقين لهو من الغباء.

قالت الإمارات بالصحيفة،وتقول في وضح النهار لكل الناس أن الزبيدي وزمرته عبارة عن:أوهام مشاريع إنفصالية،ولكنها تقول ما تحت الصحيفة،وفي غسق الليل البهيم أنهم:أهلُ النظام وخاصته.كشفت عن ساقها وراء اليمنيون رأي العين سياستها المتناقة..وقد بات الجميع يدرك سلوكها المتناقض ومراميه البعيدة.

أترككم مع النص:

بينما وأنا أتصفح صحيفة"أخبار اليوم"الصادرة يوم الأحد١٢/١١/٢٠١٧م.لفت إنتباهي مقالاً بعنوان:أوهام مشاريع الإنفصال،للإتحاد الإماراتية،قرأت المقال وأمعنت فيه.وقلت في نفسي بعد إنتهائي من قرأته:الإمارات إدركت أخيراً أن التلاعب بورقة الإنفصال كمن يلعب بالنار ،وخصوصاً أنها نافخ الكير ،وإن تركت النفخ لغيرها ستنال هي من غباره.

وطرحت سؤالاً على نفسي:هل سيقف دعاة المشاريع الصغيرة والضيقة- عن المطالبة والتحشيد لها- التي تهدف إلى مزيداً من التشضي والإنقسام؟
بعد إنطفاء-على مايبدو- الضوء الأخضر الإماراتي الذي قد كان شع بضوء أخضر من قيادة التحالف.

تفاءل اليمنيون كثيراً بعد تحرير العاصمة المؤقته"عدن"من يد الإنقلابين،في17/7 /2015م.
لأن يجدوا فيها مايسرهم ،وتكون مثلاً لدولةِ القانون والنظام والتعايش والأمن و السلام،حتى ظن البعض ومنهم أنا أنه سيتضاهى بها أمام المحافظات التي تقع تحت سيطرة الإنقلابين المليئة بالبُئسِ والظلم والظلام..ما أن لبثنا وقتاً قصيراً إلا وقد بدأت أحلامنا وطموحاتنا تتبخر دخاناً في الهواء،وسالت قهراً في الإرض دماء،وتحولت إلى أسوأ ما عكس تلك الطموحات وإلى أبعد ما كنا نتخيله بداية مؤشرات الإنفلات الأمني هناك.وساء كل شيء وضاقت عدن ذات الصدرِ الرحوب!

بعد حالة اللا أمن -التي ساعد الجميع في حدوثها-إذ بدأت تسود شيئاً فشيئاً،ذهب كل فِرقٍ ومن معه،يبحثُ عن قومٍ ليسلموا بقضيته ولينضموا لحزبه،يقول لهم:أنا صاحبُ المشروع الحق ،والقضية الوطنية فكونوا معي!

تعددت الفرق وتكاثرت،وتقسمَ العدنيون بين هولاء الدعاة الكثر ،وكل قوم آمن بقائد واعتنق قضية معينة.كبُر أصحاب المشاريع التمزيقة ،حتى نبت في رؤس البعض قروناً،لما صار متحكماً في بعض القرار،وظن أخرون أنهم قد وصلوا إلى مشارف احلامهم.

بينما هذه المشاريع تنشئ وتتوسع بكل أريحية في عدن ،يغيب بل ويغيّب مشروع الدولة الذي تحمله الشرعية متمثلةً بالرئيس هادي ودولة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر،يتلاشى مشروع الوطن ويبرز مشروع الفرد والجماعة.ليسيطر على المشهد.

في غياب الدولة تنشئ مثل هذه المشاريع وتكثر جماعات التطرف والإهاب،وغياب رموز الدولة من العاصمة المؤقته عدن،هو سبب رئيس في تشعب الوضع وتعقيده وتشضيه.
تواجدهم فيها كان سيفرض نوعاً ما من الإستقرار والتنمية ،حتى وإن كان هناك أطراف في التحالف لا ترغب بذلك.لأن مشروع الخير سيتغلب وإن ببطء.

الإمارات هي صاحبة القرار وسيدة الموقف في عدن كانت ولا زالت،فالوضع العام الذي سرت عليه كان على مرئى ومسمع دولة الإمارات والتحالف عموماً، وعدم إعادة النظر في خطر ماكان يجري أو لايزال له أهداف ومصالح سياسية تخطط لها تلك الدول.
ولكن تلك المشاريع مضت مصمةً خلف أهدافها التمزيقة الرامة للإنفصال وتقرير المصير الذي قد بات غير مرغوباً به على مستوى دول العالم.حينها أدركة الإمارات خطورة الموقف!بظهور أحد هولاء الداعون للإنفصال ،يعتقد أنه يتبع "إيران".فوقفت وقالت لكل أجندتها:أن ماستعون له مجرد أوهام ،ولن نقف بصف الواهمون.!
نأمل نحن كيمنيين أن يكون الصدق واليقين محشي في جوف هذه المواقف والتصريحات.

أبناء عدن والجنوبيون ككل ليسوا مقتنعين حق الإقتناع من الداخل بهذه المشاريع التي سُوقت لهم ،بالتالي سيساهم هذا في تقليص تفشي تلك الأوبئة إذا ما توفرت النية الصادقة من قبل دول التحالف في دعم الشرعية بكل ما يأهلها لتأسيس دولة القانون والنظام،وتحريك عجلة التنمية،بذلك سيكفر كل من آمن بتلك المشاريع -رويداً رويداً- وسيَفر لينضوي تحت لواء الشرعية والتحالف الداعم لها.

السؤال الآن :ما بعد هذه المواقف والتصريحات التي ظهرت بشكل جدي وحازم! والمتزامنة مع تحرك هادي نحو دولاً أروبية؟!
وهل ستتجه دول التحالف والإمارات خصوصا في حلحلة كل هذه العُقد .التي كانت تراها حين تصنع؟ وهل سيمضيا التحالف والشرعة في خندق واحد وقوة مشتركة للعمل على وقف عجلة تلك المشاريع حقاً؛ليستبدلها تحرك عجلة دولة القانون والتنمية في عدن والجنوب عموماً؟!!


في الإثنين 09 إبريل-نيسان 2018 10:38:06 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=43601