لماذا هرولت واشنطن للاعتذار لهادي
أحمد عايض
أحمد عايض

إحتفى الحوثيون وبفرحة عارمة بعد ساعات من إعلان  كير الخارجية الأمريكية بخصوص اللقاء الليلي الساهر الذي عقده معهم واستمر حتى ساعات فجر ذلك اليوم ، وتجلت البهجة السلالية بوضوح  سافر في كافة وسائلهم الإعلامية ،إضافة إلى بث بشارات تلك الصفقة السياسية بقوة في صفوف العامة منهم والدهماء وعبر المقاهي والمقايل والشوارع .

 مؤكدين لأنصارهم ان ذلك اللقاء "الكيرحوثي "مثل نصرا جديدا لهم وتناسوا في لحظة سهو صرختهم "الموت لأمريكا" وتحولت واشنطن بين عشية وضحاها في نظر منظريهم الى حليف يعتد به ويشرفهم العمل معهم أو كما قال حسين العزي وهو أحد سمار تلك الليلة الكيرية بقوله " التقيناهم الند للند والاعداء يلتقون" .

اليوم الإدارة الأمريكية أفسدت على الحوثيين هذه ألانتفاشه بهرولتها الى الرياض لتقديم اعتذار رسمي للرئيس هادي بسبب "تصريحات كير الخارجية الأمريكية . 

حيث سارع نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي تيم ليندر كينغ وسفير الولايات المتحدة الامريكية لدى اليمن السفير ماثيو تولر بطلب لقاء عاجل مع الرئيس هادي لشرح موقفهم الحقيقي وتقديم اعتذارهم رسميا . 

أعتقد أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي كانت تصريحات تنم عن غباء سياسي وانحدار ديبلوماسي في توقيت محرج لكل الإطراف ,إضافة إلى تعامله السطحي مع ملف القضية اليمنية التي تعد واحدة من أهم واعقد الملفات الحالية في المنطقة .

هذه الحماقات التي مارسها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يبدو أنها كانت سقطة عاثرة وكانت في لحظة غواية سياسية ,مما تتسبب في أكبر فضيحة سياسية في تاريخ الرجل . 

عند البحث في ملف مسيرة كيري السياسية والدبلوماسية نجد أنه لم يصدر عن الخارجية الأمريكية اي اعتذار رسمي تجاه تصريحاته أو مواقفه الدبلوماسية منذ توليه حقيبة الخارجية الأمريكية, حتى التقى في تلك الليلة سيئة الطالع عليه بعدد من السلاليين الحوثيين لمناقشة تفاصيل ذلك الإتفاق " الذي هلل حسين العزي بتلك الليلة خصوصا وخصها بقوله ذلك المساء " حيث أنتشى قائلا وهو في لحظة سكر سياسي بعد سماع كلام كيري ما نصه " لو كان في المخلافي وبقية الأدوات المتعفنة في فنادق الرياض ذرة شرف لتسابقوا هذا المساء الى الاعتذار للشعب اليمني، ولأنصار الله وللمؤتمر ولبقية القوى الوطنية الشريفة " لكن تلك السكرة لم تدم أيامها إلا سويعات .

أما السبب الأهم وراء هرولة الإدارة الأمريكية للاعتذار لهادي هو حشر كيري لكل من " الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد" في بنود تصريحاته وتبني موقع الخارجية الامريكية لها ونشرها على صفحتها الرسمية ..

وهو الأمر الذي إنعكس سلبا وبصورة كبيرة في وضع قيادات التحالف في موقف محرج أمام الحكومة اليمنية والرأي العام المحلي والعربي وتحديا "دول الخليج" التي أظهرت تلك التصريحات بأن سمو كل منهما يقف موقف الداعم للحوثيين ضد الشرعية اليمنية وضد أمن وأستقرار أمن دول الخليج بشكل عام.

وهو ما انعكس دبلوماسيا وبصورة عاجلة في توجيه عتاب سعودي إماراتي قوي للخارجية الامريكية ورفضهم القبول بمضمون تلك التصريحات, وهو ماعجل بهرولة كبار الساسة في الخارجية الأمريكية للرياض خلال اقل من 24 ساعة ليتم النفي رسميا وتنظيف ساحة التحالف من أي شبهة يضعها في خانة مشبوهة مع الحوثيين إضافة إلى إعلان اعتذار أمريكي خاص تم لكلا المحمدين .

التداعيات المتسارعة في اليمن تحتم على دول الخليج بضرورة الحسم العسكري العاجل، خاصة والحشد الشيعي الايراني يدق عتبات المملكة من جبهاتها الشمالية ويعلن ويتوعد انه بعد معركة الموصل وسوريا ستكون المملكة هي الهدف القادم . 

ما يعني وقوع المملكة في قادم الأيام أن تراخت بين فكي كماشة إيرانية شمالا وجنوبا .

كما تؤكد كل خيارات الحرب والسياسية حاليا على الرياض بتبني خيار سرعة الحسم للملف اليمني عسكريا وتأمين حديقتها الخلفية من أي تهديدات قادمة قبل تعدد الجهات والجبهات .

   
في الخميس 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2016 09:22:25 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=42738