سقوط الوحدة..ام سقوط الإنسانية!
ريم بحيبح
ريم بحيبح

كيف يستلذ الإنسان بإهانة أخيه الإنسان!

كيف يستعذب عذابات الآخرين؟

كيف يرتضي بالسقوط إلى حضيض الحضيض!!!

إن من ينادي بتهجير الفئة الفلانية..و اقتلاع شأفة الطائفة العلانية و طرد البشر لمجرد انتمائهم لهوية أو منطقة أو طائفة أو مذهب، هذا الشخص لا استطيع أن أتخيله يسير في الشوارع آمناً مطمئناً، بالنسبة لي أراه كنزيل في مستشفىً للأمراض العقلية فذاك هو مكانه الأنسب، لأنه فقد المنطق والعقل وأصبحت تصرفاته غير سوية و نفسيته مريضة وبحاجة لتقويم و علاج.

في الدول التي لا يسير في شوارعها هؤلاء المرضى تعيش مختلف الجنسيات ومختلف الطوائف في سلام ووئام طالما لم يخالف الشخص القانون والنظام، فلا يحق لأحد تهجيره أو ترحيله.

حاولت أن اتنزّل إلى منطق من يقوم بهذا العمل المقيت و أقول هذه احترازات أمنية لابد منها ليستتب الأمن..فوجدتني أتعجب من نفسي واسرد لها النقاط التالية طالبة منها التفسير:

اولاً: مثل هذه الإجراءات لا بد أن تصدر من وزارة الداخلية التي هي منوطة بالأمن الداخلي للبلد كونها إجراءات قوية و لها أثر كبير على المواطن.

ثانياً: أي إجراءات أو قرارات كهذه لابد أن يسبقها إعلان بخطوات معينة لتصحيح الوضع..ثم إعطاء مهلة ..ثم تذييل العقبات أمام المواطن كي يسهل عليه الالتزام بالقرارات الجديدة التي سيسعى لتنفيذها دام أن الغاية هي استتباب الأمن في مدينته.

ثالثاً: يتم العمل بالقانون أو بالقرار أو أياً كان اسمه في تاريخ معين يتم تحديده والإعلان عنه من قبل السلطة الشرعية بمختلف الوسائل الإعلامية.

رابعاً: وهنا الطامة الكبرى لم أسمع في حياتي كلها عن معاقبة لمن لا يحمل هوية بالترحيل!!! أو بمعنى أدق (النفي) كنا نسمع عن النفي في العصور الماضية إلى الجزر النائية وإلى البلاد البعيدة لمن تثبت عليهم الخيانة للوطن بحسب السلطات الحاكمة، أما أن يُنفى من لا يحمل هوية فهذا العجب العُجاب!!

حتى الأن لا زلت لا استطيع استيعاب هذه التصرفات الغريبة و التي تنم عن جهل و مرض نفسي اسمه الكراهية لمجرد الكراهية، فمن يتم تهجيرهم لم يسرقوا مالك أو يقتلوا ابنك أو يهدموا بيتك أو يهتكوا عرضك..كل ذنبهم وحسب تصريحات القائمين على هذا العمل البشع أن لا هوية لديهم!!!

ما هي النتيجة المنتظرة من عمل كهذا؟؟ما هي الآثار المترتبة عليه؟ أين سيصل الأمر بهؤلاء المهجرين؟ كلها أسئلة أكاد أجزم أن من يقوم بالتهجير لم يسأل نفسه إياها ولم يفكر بالعواقب ولا يهمه التفكير فيها، لأن التفكير في عواقب التصرفات سمة الإنسان الطبيعي.

يدّعون بأنهم يريدون استعادة دولة الجنوب..لكنهم لا يتصرفون كرجال دولة بل كعصابة متخبطة..لست هنا بصدد الدفاع عن الوحدة كفكرة أؤمن بأنها أفضل بكثير من الفُرقة..ولكن بالنسبة لي ما يعنيني أكثر ليس بقاء الوحدة بل بقاء الإنسانية، فحين تضيع الإنسانية لن تعود الأوطان أوطاناً للبشر، بل أرضٌ تحكمها شريعة الغاب.

والمضحك المبكي أن من يتم تهجيره مواطن بسيط بينما من اعتدى فعلاً على جنوب الوطن سابقاً وحالياً لم يمس أحد ممتلكاته لا هو ولا رجالاته في الجنوب بسوء فلمصلحة من تتم هذه الجريمة البشعة؟ ومن المستفيد من هذه التصرفات الرعناء؟ وما الذي تجنيه من زرع الكراهية والتفرقة العنصرية يا من تؤيد النفي المقنّع بأعذارٍ متهاوية!.


في السبت 14 مايو 2016 02:17:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=42321