تيار الحراك المرتبط بإيران "3"
علي بن ياسين البيضاني
علي بن ياسين البيضاني
استكمالاً لما سبق، نشير هنا الى أن المجلس الأعلى للحراك "السلمي" ثم أصبح "الثوري" ارتبط ارتباطًا كليًا بإيران عبر رئيسه البيض، فأصبح هذا التيار ينقاد عمليًا وسياسيًا لها، ولذلك كان التوجه العام لهذا التيار هو تحقيق الإنفصال بالقوة وباستخدام السلاح، وقد أكد حقيقة ذلك تصريح البيض آنذاك بالكفاح المسلح، بل وبالغ في التشجيع لإزهاق أرواح الجنوبيين بقوله "ولو تزهق في كل شبر نفس واحدة" ما يعني ذلك أن الرجل لم يعد يهمه الا تحقيق مطامعه الشخصية في العودة الى السلطة، وتحقيق الأجندات الإيرانية فى المنطقة، ولو ضحى بآلاف الجنوبيين على الطريقة الشيوعية الستالينية، أو الطريقة الهتلرية.
أعطيت الإشارة الإيرانية لتحرّك قيادات الداخل لتنفيذ هذه الأجندات، حيث نشرت المواقع الالكترونية آنذاك، أنه في يوم الجمعة وتاريخ 10/6/2011م عقد المجلس الأعلى للحراك اجتماعًا هامًا في قرية الرقة أرض باعوظة، حضره د. صالح يحيى سعيد- نائب رئيس المجلس الأعلى للحراك، وحسن بنان، وفادي باعوم وحسن البيشي وصالح العمودي وأنور اسماعيل وزهراء صالح ومبارك باراس وغيرهم، حيث ناقشوا في هذا الإجتماع "الكفاح المسلح"، وأن يكون يوم الإثنين 13/6/2011م يومًا للتصعيد، وذلك بقطع الطرقات في عدن وحضرموت، تحت مبرر الإفراج عن حسن باعوم- الذي تم تثبيته في هذا الإجتماع رئيسًا لمجلس الحراك، وفصل أمين عام الحراك العميد/ عبد الله الناخبي الذي أيّد الثورة اليمنية، واستبداله بقاسم عسكر بديلاً عنه، وإعطاء نسبة 50 % من قوام قيادة المجلس للشباب.
يبدو جليًا أن هذا الإجتماع كان يهدف الى رسم طريق آخر غير النشاط السلمي لتوسيع نشاطه فى الساحة من خلال عدة أمور أهمها: الدفع بالشباب لتولي مسؤولية الأعمال الفوضوية منها قطع الطرقات، واقتحام المؤسسات وتعطيل الحياة الوظيفية والتعليم وغيرها فى المدن، وقد كانت أجندات الكفاح المسلح المزعوم يتم قيادته، وتوجيهه من حزب اللات، ووفقًا للأجندات الإيرانية فى المنطقة، مع إقصاء كل المعارضين لكل السياسات الطائشة التي يقومون بها.
وبتوجيه عفاش وأذنابه بعدن عبد الكريم شائف وغازي أحمد علي ومهدي مقولة، أعلنت حركة شباب 16 فبراير في 13/6/2011م ولاءها للحراك الجنوبي، وتأييدها لكافة مطالبه السياسية بما فيها المطالبة باستقلال الجنوب عن الشمال، وإظهار الوجه الحقيقي المخفي أنهم كانوا معتصمين مع الثورة ضد النظام، حيث قاموا بمسيرة احتجاجية رفعت فيها أعلام الجنوب، ولافتات تطالب بمنح أهالي الجنوب حق تقرير المصير كحل عادل للقضية الجنوبية.
لوحظ آنذاك تحشيد إعلامي مدفوع نحو المواجهة، وإبراز هذا التيار المرتبط بإيران، بتنسيق مع نظام عفاش الذي سمح لهم العبث فى المشهد الجنوبي ومنع آلته الإجرامية "أمن مركزي، قوات خاصة، وحدات الجيش الأخرى" من مواجهتهم، ليكتمل لديه مشهد الخراب فى البلاد، بحجة أنه الأقوى على حماية البلاد والجمهورية والوحدة، وبناء على ذلك فقد نشرت المواقع الالكترونية عقد هذا الفصيل اجتماعًا حاسمًا بتاريخ 21/10/2011م، برئاسة د. صالح يحيى- نائب رئيس الحراك، حضره كل من: قاسم عسكر- الأمين العام الجديد للحراك، علي هيثم الغريب، ناصر حويدر، حسن بنان، أحمد بامعلم، حسن البيشي، أحمد سالم فضل، د. محمد الحاج، الشيخ/ ناصر الفضلي، أحمد باهدى، عبد الحكيم الشاؤوش، عبدربه المحروقي، وذلك في مديرية خور مكسر، وقد كان من ضمن النقاط المطروحة، ضرورة البدء بالكفاح المسلح، وإسقاط المناطق الجنوبية بيد الحراك، وتفويت الفرصة على الدولة القادمة من السيطرة على الجنوب.
لست هنا بصدد منع أو إجازة الخيار المسلح لمحاربة الظلم ودفعه، لكن هدفي التأكيد أن "الخيار المسلح المزعوم"، أرادوا له أن يكون نسخة أخرى من الحركة الحوثية فى الشمال، ولذلك كان هذا التيار يهيأ قتاليًا وسياسيًا وإعلاميًا، بالإضافة الى ما تم ارساله سابقًا من أفراد للتدريب في صعدة، فقد تم ارسال دفعة لاحقة اليها أيضًا، يتزعم هؤلاء قيادات العمل العسكري المسلح في عدن، وهم: عبد الحكيم الشاؤوش واحمد الإدريسي وجمال عبد الحميد وأنور اسماعيل والمهندس/ خالد الجنيدي، بالإضافة الى آخرين، وقد كان المنسق مع الحوثيين آنذاك نبيل عبد الواسع- مراسل قناة العالم والمنار، والذي له تواصل مع علي البيض، مع العلم أن نبيل عبد الواسع قتل بعد اقتحام مسكنه المؤقت في أحد أحياء الشيخ عثمان بالقرب من مستشفى الأمراض النفسية والعقلية أثناء الحرب الأخيرة، بسبب اتهامه بالتجسس لصالح الحوثيين، ويقوم بإرسال أخبار المقاومة والجبهات اليهم، وقد وجد لديه معلومات في جهازه المحمول ما يثبت حقيقة تورطه، وهذا دليل واضح لمن يريد أن يفهم حقيقة العلاقة بين التيار الحراكي المرتبط بإيران والحوثيين وأمهم إيران.
وبتوجيه مباشر من البيض تم تسفير آخرين الى لبنان لعدة قيادات حراكية منهم: أنور اسماعيل من كريتر وخالد الجنيدي من المعلا واحمد الباخشي من القلوعة ونوّار باشراحيل ووضاح سعيد وأحمد الإدريسي وشرف محفوظ شرف من المنصورة وغيرهم بغرض التدريب العسكري، بل نشرت المواقع آنذاك صورة شخصية لبعض هؤلاء مع البيض شخصيًا. 
نستكمل فى الجزء الرابع من المقال بعض تفاصيل نشاط هذا التيار بإذن الله.
 30/4/2016م


في الثلاثاء 10 مايو 2016 03:57:29 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=42306