الإستراتجية التي حكم المخلوع بها اليمن
حافظ مطير
حافظ مطير

حكمنا عفاش طيلة ثلاثة عقود باللعب على المتناقضات التي فتكت بالشعب اليمني ورغم هذه التناقضات التي فككت المجتمع وفتتته وأنهكته قيميا وروحيا" وقتلت وجدانه الوطني إلا إن هناك ثوابت رسخها في حكمه بتجهيل المجتمع وإفقاره وتجويعه وفق إستراتيجية تقسيم اليمن إلى ثلاثة نطاقات إستراتيجية ضمن مساحات جغرافية معينه ومحددات ثابتة محدثا" تفاوت مجتمعي ووظيفي ومهني إعتمادا" على معالم جغرافية محددة فكانت كالتالي:

أولا":

( النطاق الجغرافي الممتد من رأس نقيل يسلح إلى نهاية حاشد بحدود صعدة)...

( نطاق رجال الدولة والمال والأعمال والقادة العسكريين والمقاولين).

أحتكر المخلوع قيادة الدولة المدنية والعسكرية ورجال المال والأعمال والمقاولون في هذا النطاق.

كما عمد على تحطيم رؤس الأموال ورجال الدولة والسياسيين من خارج هذا النطاق وعمل على بناء رؤوس أموال في هذا النطاق فصنع العديد من المقاولين ورجال المال والأعمال وصنع والعديد من المستثمرين من هذا النطاق ومولهم برؤس أموال من الخزينة العامة وأحتكر المقاولات والإستثمارات في هذا النطاق حتى التجارة والإستياراد صارت حكرا" على هذا النطاق منذ اللحظة الأولى لحكمه وما سواه ليس إلا تابع لهذا النطاق.

حتى التعيينات لرجال الدولة والقيادات العسكرية أحتكرها في نطاق ما فوق يسلح ومربع سنحان وما سوى هذا النطاق لا يستحق حتى العيش.

ليعيش كل من في هذا النطاق بحالة من الترف والبضخ والإستعلاء الغير طبيعي.

عكس من لا ينتموا إلى هذا النطاق ومربع العفاشيين الذين يعيشوا حالة من الفقر والتجويع والجهل والتبعية لنطاق ما فوق يسلح.

حتى وإن صعدت بعض البيوتات او الشخصيات من خارج النطاق تكون عديمة القرار مسلوبة الإرادة يخضعها أصغر فرد ينتمي إلى مربع ما فوق نقيل يسلح.

 

ثانيا": (النطاق الممتد من راس يسلح إلى سماره)...( نطاق العساكر والمهمشين).

أعتمد المخلوع إستراتيجية لعسكرة وتهميش هذا النطاق وتجهيلة وتجويعه وإفقاره وقتله وجدانيا" وميدانيا" بشكل متعمد.

حتى عد هذا النطاق بنطاق العساكر والمهمشين.

حتى من كابد منهم والتحق بالجامعات وتعلم يجد مؤسسات الدولة موصدة أمامه وما عليه إلا أن يرمي شهادته العلمية حتى لو كانت دكتوراة ويلتحق بالتجنيد للعسكره....فالعسكرة هي وظيفته التي يستحقها طالما إنه ينتمي إلى نطاق العساكر والمهمشين.

هكذا صنع المخلوع بهذا النطاق الذي كان يعتبر مركز حضارة حمير...!

حرم الوظائف المدنية على أبنائه وأجبرهم يكونووا عساكر.

حتى الكليات العسكرية صارت محرمة على أبناء هذا النطاق كما حرم أن يكن منهم قادة سواء في السلك العسكري أو المدني وأحتكرها في سنحان ونطااق ما فوق يسلح إلا بعض البيوتات والأسر التي لا تمثل المجتمع ولا تحمل همومه وإنما أصطنعها عفاش كمناطق إرتكاز لحكمه.

لقد جعل عفاش المثقف والمتعلم من هذا النطاق عالة على إسرته ومجتمعه بل صار محط سخرية المجتمع لما يعانيه من فقر وتهميش...

بدل أن يكون محط أمال الناس وقدوتهم.!

قد يسأل السائل :

لماذا أجبر كل جامعي من هذا النطاق على أن يتعسكر.؟

من البديهي أن يجيب عليك ابسط شخص ليعيل نفسه وإسرته.

لكن لو نسأل لماذا لم يتم إستيعابهم في الوظائف المدنية وهي نفس الدرجة الوظيفية سواء كان في الجيش أو في الجانب المدني وقد يكون نفس الراتب والمستحق المالي.... بالرغم إن مردوده في بناء الأجيال وتوعيتها أكبر نحو النهوض بالوطن وخصوصا" إذا كان مدرس لتعليم الأجيال.؟

 ببساطة لأن عفاش أراد تجهيل هذا النطاق وعسكرته حتى الجامعيين الذين ألتحقوا بالجيش من أبناء هذا النطاق لم يتم ترقيتهم وظلوا عساكر حتى تقاعدوا.

حتى تنظر الإجيال اللاحقه إلى جامعييها السابقون الذين أضطروا للعسكرة او من تحولوا إلى ضحايا وعالات على مجتمعهم بعد أن انهوا تعليمهم ولم يحضى بوظيفة تعيله وتعيل إسرته فيضطر الجيل الناشئ على التسرب من التعليم والإلتحاق بالعسكرة فيعيل نفسه وإسرته بدل أن يكون ضحية التهميش كمن سبقوه ويكون قد أختصر الطريق امام نفسه وبهذا حولوا المجتمع إلى عساكر ومهمشين وفق سياسة جوع كلبك يتبعك.

حتى رؤوس الأموال تم تجفيفها من هذا النطاق الا بعض الأفراد الأشد إرتباطا" بنطاق ما فوق نقيل يسلح.

فتم إفقار هذا النطاق وتجهيله بشكل ممنهج ومتوازي بصورة إنتقامية ليس لشيء إلا لإنهم ينتموا الى هذا النطاق الجغرافي..!

بل إنهم أنشئوا العديد من المدارس دون تعليم بل دون مدرسين.

لقد أنشئوا إكثر من مدرسة في قرية واحده....

فهناك قرى فيها مدرستين أو أكثر بعضها مغلقه دون مدرسين وبعضها بمدرس أو إثنين أو ثلاثه كحد أعلى.

فتجد أن ثلاثة مدرسين لمدرستين او ثلاث.

بل قد تجد أن كادر المدرسة يتكون من مدير ووكيل ومدرس واحد وأحيان تجد أن هناك مدير مدرسة فقط دون مدرسين.

ليس لأن هناك مدرسة تحتاج الى مدير بل لأنه يعمل ضمن دوائرهم الواشيه وهم بحاجه لمدرسة يعينوه مدير عليها دون أي مؤهل

 علمي سوى عمله في دائرة الوشاية.

حتى بناء المدارس لم تكن لتقوم بمهمتها التعليمية وإنما لسد أفواه المجتمعات الذين يلحوا على دوائر الحكم ومناطق إرتكازه بتعليم المجتمع..!

حتى إذا قال شخص نشتي ندرس أبنائنا يرد عليه أقرب واشي معكم مدرستين أو ثلاث والناس ما لقيوش فصل....!

حتى الثانويات والمدارس التي تعد نموذجيه في هذا النطاق تفتقر إلى معظم مدرسي التخصصات العلمية إن لم يكن جميعها....فيحصل الطالب على شهادة دون تعليم واحيان يحصل على معدل عالي دون أن يدرس فتجده يتباهى بمعدله لكن من اختبر له يكون شخص اخر تم إستأجاره.

صحيح ان معدله مرتفع لكنه هش من الداخل.

بينما أبناء الإسر الإرتكازية لما فوق يسلح يدرسوا في مدارس نموذجية بصنعاء.

لماذا تم تجهيل هذا النطاق.؟

حتى يتم إفقاره وتجويعه دون تحسين مهارات العمل وتحسين معدل دخل الفرد فينموا وينموا نطاقه من حوله ليضطر للعسكره.

فسياسة عسكرة هذا النطاق كانت بتجهيله وإفقاره وتجويعه وكبح طموحه بشكل مترافق ومتساوي.

حتى لا يستطيع أحد من أبناء هذا النطاق اللحاق بالتعليم فيتنور وينور المجتمع ويخرجهم من حالة الدونية والتبعية العسكرية لما فوق نقيل يسلح.

ورغم وجود العديد من النوابغ إلا أنهم أضطروا للتجنيد والعسكرة لشدة الفاقة والفقر,

لقد صار محكوم على هذا النطاق أن يكونوا عساكر يعمهم الجهل والتخلف يقودهم عفاش إلى حروبه ومذابحة فيقتلهم ويقتل بهم دون وعي أو إدراك فصار يقودهم بجهلهم إلى عصبيته التي غرسها فيهم ليموتوا من أجله واجل مصالحه.

وكما كان الفقر والجوع والمرض من نصيبهم جعل عفاش القتل والموت من نصيبهم أيضا".

  ثالثا":  ( النطاق الأسفل من نقيل سمارة " إب - تعز")..(نطاق الجهاز الإداري والمدني للدولة.).

فمنهم جعل السكرتير والفراش والمسئول المدني والإداري في المؤسسات المدنية ومنهم المثقفين والإعلاميين والسياسيين والأساتذة والأكاديميبن حتى المنظرين لعفاش نفسه.

ليس لأنه يريدهم بل لأنه يحتاج لكادر يدير المؤسسات المدنية ورغم ذلك تضل كلمة أصغر فرد من نطاق ما فوق يسلح هي النافذه.... أما ما ليس من نطاق ما فوق يسلح يضل عديم القرار مسلوب الإرادة كقاعدة أساسية في حكم عفاش.

 

فأما المناطق التي كانت خارج هذه النطاقات الإستراتيجة لعفاش لم تكن سوى مناطق للثروة ومساحات يجبيها للمدللين والمقربين منه..

فكان من مأرب وشبوه النفط والغاز وأشغلها بنفسها بالثارات والحروب الأهلية بين قبائلها كما أشغل الجوف بالثار فيما بينها.

وكما كان له من حضرموت الثروة النفطية فقد منحها مع المنطقة الشرقية لأحد المقربين منه ولمن ينتموا الى نفس نطاقه الجغرافي نطاق ما فوق يسلح..

وكما منح حضرموت لأبناء نطاقه الجغرافي فقد منح عدن لمهدي مقولة ومنح تهامه جبايات للمقربين وما لم يمنح للمقربين من مربع سنحان منحها جباية للنطاق ما فوق نقيل يسلح.


في السبت 19 مارس - آذار 2016 06:42:00 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=42169