البغال المنبطحة
علي بن ياسين البيضاني
علي بن ياسين البيضاني
البغال المنبطحة 
أعظم كارثة يمكن للإنسان أن يعملها في حياته هي أن يكون ذيلاً لظالم باطش ، ثم يكون أداة من أدوات القتل والتنكيل والخراب ، ثم أعظم من ذلك كله أن يعمل كل هذه الموبقات ويعتقد جازمًا أنه على الحق المبين ، ولذلك لم أشاهد في حياتي كلها استخفافًا بعقل انسان مثلما رأيت استخفاف الأحمق المطاع ( عبد إيران الحوثي ) بالبغال المنبطحين اتباعه ..
إن الإستخفاف الحاصل الآن بعقول الكثير من اتباعه يعود الى جهل مركب فى التصور العقائدي ، ثم الجهل بحرمة الدماء ووزرها العظيم عند الله من سَفْكِهَا ، ثم الطمع فى المال المدفوع لتنفيذ مثل هذه الأعمال ، وأكبر لعنة يمكن أن تصيبهم أن يتم تصوير هذه التبعية زورًا وبهتانًا أنها لله ولخدمة إبن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – كما يزعمون - .
من هؤلاء فصيل سلفي في معبر واتباعه قليل في بعض المحافظات ، آثر السلامة على جهاد الروافض بدعوى أن هذه المعارك الدائرة فى اليمن فتنة ، لكن الكثير من الفصائل السلفية الاخرى ناهضت هذه الدعوى ببطلانها بقوة ، فكانت هذه الفصائل - لله درهم - في مقدمة الصفوف وأثبتوا أن العقيدة السلفية الصحيحة إذا لم تحمها بالجهاد تكون مجرد مصطلحات منطقية منثورة دون قيمة في ثنايا الكتب فقط ، وهؤلاء المعبريون انبطحوا كالبغال أمام التمدد الشيعي الرافضي ، وليتهم فعلوا ذلك فقط تحت مبرر الخوف ، بل وجدناهم يؤصلون ذلك من الناحية الشرعية ، ثم قيامهم بتثبيط الأتباع وغيرهم عن جهاد الروافض ، بل قال بعضهم أن الحرس الجمهوري الذي يغزو المدن والقرى مسلمين فكيف نقاتلهم أو نقتلهم ؟ تبًا لهم ثم تبًا لهم ، وهل إسلامهم هذا يعطيهم الصلاحية الكاملة لانتهاك الحرمات وقتل الأبرياء وتدمير المساجد ودور القرآن ، وهل معنى ذلك أن نصمت على كل أفعالهم بحجة أنهم مسلمين ، أَوَ ليس في ديننا أن من يُقْتَل دون الدين أو دون العرض أو دون المال يكون شهيدًا ..
وهناك آخرون من الذين استخف بهم عبد إيران الحوثي ، من الليبراليين والقوميين وهؤلاء تتنافى أفعالهم واقوالهم أن يكونوا في يوم ما تحت فصيل يحكم بإسم الدين ، وإن كان تحت مظلة دينية باطلة ، لكنهم تناسوا علمانيتهم وقوميتهم وانبطحوا تحت اقدام السيء الحوثي من أجل دولارات امبريالية امريكية ، في مشهد هزلي أثبتوا فيها أنهم بغالاً منبطحة بكرفتات فاخرة يركب عليهم أقذر خلق الله ..
 ثم رأيت من البغال المنبطحة ، حطب المعارك الملتهبة وقوّادها ومشعليها من المقاتلين اتباع السيء ، يقاتلون في كل مكان وهم مغفلون وإن وعى بعضهم أنها من أجل المال ، فماذا تكون النتيجة ؟ ، إما قاتلاً سيحاسب في آخرته على جرائمه أو مقتولاً فجثتة سترمي فى الشوارع تأكلها الكلاب ، ثم ينال أولاده وأسرته وعشيرته وقبليته لعنة الدهر أنه قُتِلَ لأجل طاغوت لينعم وأهله وحاشيته بأموالهم في أي بلد ، وربما يتم تأمينهم ضمن صفقة سياسية قال تعالى " خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين " .
ثم رأيت من البغال المنبطحة قوم يعملون فى الخفاء مع الحوافيش ، كان وما زالوا ينقلون لهم أسرار مواقع المقاومة وتحركاتهم وأسلحتهم ويحددون احداثياتهم ، وربما بعضًا منهم لا يعطيهم كل شيء ، لكنه للأسف أنه قَبِلَ على نفسه أن يكون قوادًا للخراب خائنًا للدين والوطن .
السؤال الذي يطرح نفسه لكل البغال المنبطحة : سينتهي قريبًا من جعل منكم بغالاً منبطحة ، فهل ستنفعكم تلكم الاموال في عودتكم من حياة البغال الى حياة البشر ، أم أنكم ستبحثون عن سيء آخر لتكملوا مشوار الإنبطاح ، لأن عادة الإنبطاح لا تنفك عن المنبطحين .

في الجمعة 27 نوفمبر-تشرين الثاني 2015 04:27:31 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=41895