بوش والقاعدة وجهان لعملة واحدة
احمد الحمزي
احمد الحمزي

من الواضح أن تنظيم القاعدة الذي أرعب الغرب بجهاده وشعاراته التي يعترف الغرب بان هذا التنظيم دائما ما يصدق في تنفيذ ما يعد به وما يهدد به. غير نهجه ومساره إلى الاتجاه المعاكس للحق والصواب .

هذا التنظيم الذي أثار أحاسيس الرهبة الممتزجة بالرعب والكراهية في معظم الدول الغربية وكثيراً من الحيرة والمشاعر المتناقضة في العالم الإسلامي ،هذا التنظيم الذي كان يرتبط اسمه دائما بالجهاد ضد الغزاة والمحتلين، أصبح اسمه اليوم يأتي مع كل عمل فيه قتل وتفجيرات وعمليات انتحارية أو فدائية حسب ما يسميها هو ، هذه العمليات التي نسيمها نحن بعمليات فدائية إذا كانت تستهدف جنود الاحتلال والغزاة سواء في العراق أو أفغانستان أو فلسطين أو الشيشان أو أي مكان فيه جهاد وقتال ضد محتل تستهدفه بعينة ، هكذا عرفنا تنظيم القاعدة الذي حضي باحترام ودعم كافة الشعوب الحرة التي ترفض الاحتلال والغزو والظلم والامتهان .

تنظيم القاعدة الذي كان من المفترض أن يتمسك بمبادئه الأولى ونهجه السوي خاصة وانه يقول أن الشريعة نهجه والقران دستوره والسنة طريقه .

تنظيم القاعدة اليوم للأسف الشديد وكما لاحظنا من بياناته التي يتبنى فيها هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف البنى التحتية والأمن والاستقرار للشعوب العربية ، هذه الأعمال التي لا يرضاها دين ولا شرع ولا يرضاها الله سبحانه وتعالى ، هذه التفجيرات والعمليات الانتحارية التي تستهدف كما يزعمون المصالح الغربية في الدول العربية هذه العمليات التي تقتل الأبرياء والذين لا حول لهم ولا قوة .

وهنا أوجه سؤال لمن يخططون ويقومون بمثل هذه العمليات التي لا ترضي الله ولا رسوله ،هل ما تقومون به جهاد ضد أميركا وإسرائيل وضد الدول المعتدية والغازية للشعوب الإسلامية والعربية؟ وهل ما تقومون به في بلادكم وشعوبكم وبين اهليكم من عمليات انتحارية بعيدة كل البعد عن جيوش الاحتلال ومعسكراته سيحرر فلسطين والعراق وأفغانستان، وهل هذه عمليات التي تقتلون فيها أنفسكم وإخوانكم وأبناءكم ونساءكم وأطفالكم التي لا تصيب أي ممن تدعون أنكم تستهدفونهم بأي أذى هل هذه العمليات ستخرج الاحتلال من العراق وأفغانستان وفلسطين .

هل ما تسمونه جهاد ضد الحكومات الكافرة سيحرر بلاد المسلمين من الوجود الأجنبي أيا كان.

وهنا أقول إذا كانت العملية الأخيرة التي قتل فيها 16 يمني قرب السفارة الأميركية أمس الأربعاء وقبلها العملية التي قتل فيها وأصيب طالبات يمنيات إذا كانت هذه العمليات قام بها تنظيم القاعدة فان هذه العمليات ليست من الدين في شئ وليست من الإسلام في شئ ولا يرضاها الله ولا رسوله وما هكذا نهج الإسلام ، واقف لحظة أخاطب فيها هذا التنظيم الذي يبدو انه نسي قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم " ونسوا قول الرسول الكريم كذلك " المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه " فأين انتم من هذا .

هل تفجيرات في اليمن وفي المملكة العربية السعودية والجزائر والمغرب المدنيين الأميركيين في الجزيرة العربية وبقية الدول العربية الأخرى سيحقق لكم أي مكسب لا والله، كل هذا يصب في صالح أعداء الأمة في التحريض على حربكم التي نراها خرجت عن أهدافها الأساسية حقيقة ، وكل هذه العمليات التي تستهدف المنشات النفطية والتي تقتل المواطنين الأبرياء أو السياح لن تخرج أميركا من العراق ولن تهزم الاحتلال في أفغانستان ولن تحرر فلسطين مطلقا .

تنظيم القاعدة وللأسف الشديد تحول من أمل بالخلاص إلى عنوان للموت والقتل والتخريب وأصبح من خلال البيانات التي يعلن فيها تبينه لهذه العمليات التخريبية، أصبحت هذه البيانات عناوين للهجمية والقتل الجماعي.

ما يقوم به تنظيم القاعدة اليوم من عمليات هنا وهناك بعيده كل البعد عن الاحتلال وعن الغزاة كل ذلك جعل من التنظيم تنظيم إرهابي كما يريد الغرب له ان يكون وذلك بتصرفاته التي طغى عليها الطابع الانتقامي الشخصي المجرد من الجهاد الحقيقي الذي قال التنظيم انه نهجه الحقيقي .

كل هذه العمليات التي يقوم بها التنظيم في اليمن وغيره من الدول العربية والإسلامية تجعل من التنظيم صورة أخرى للإرهاب الأميركي والإسرائيلي الذي يقتل كل شئ دون ويحرق كل شئ ويدمر كل شئ أصبحت القاعدة من خلال هذه النهج الخاطئ وأميركا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة ، القاعدة اليوم بتصرفاتها هذه وعملياتها جعلت من نفسها كما يردده عامة الناس أنها عملية مع أميركا وإسرائيل لتدمير البلاد العربية وإرهاب شعوبها.

قاعدة اليمن حسبما أعلنت مسؤوليتها عن عملية أمس الأربعاء الإرهابية جعلت من نفسها عصابة مجرمة تنفذ أجندة غربية تدميرية ، عملية أمس وغيرها من العمليات لا تخدم سوى أميركا وإسرائيل ولا تمت إلى الإسلام بصلة.

عملية أمس قتل فيها 16 يمني لم يصب فيها أميركي واحد بأذى هل ستحرر العراق وهل ستدمر أميركا ، السفير الأميركي يتجول في مأرب والجوف لماذا لا تستهدف القاعدة في إحدى جولاته وتخلص منه حسب ادعاءاتها إن كانت تستهدف المصالح الأميركية حسب زعمها، ولكنها بهذا الأسلوب تخدم أميركا بكل إخلاص وتعمل ما تريده أميركا دون هوادة من خلال تفجير منشات البلاد وقتل أبناءها.

القاعدة أصبحت غير مرغوب فيها بل أصبحت عنوان القتل والدمار والإرهاب ، القاعدة وللأسف الشديد حلت محل القتلة الحقيقيين والمجرمين الأصليين أمثال بوش واو لمرت وبلير وغيرهما من سفاكي الدماء ومجرمي الحروب .

القاعدة من خلال نهجها الجديد هذا جعلت من نفسها عدوا حقيقيا إلى جانب الغزاة والمحتلين للعرب والمسلمين وجعلت من نفسها هدفا الكل سيقف ضده لمحاربته والتصدي له وهي في نهجها هذا إما أنها عميلة وعصابات تخريب وقتل أو أن الدماء الجديدة فيها غبية وحمقاء ولا تعرف كيف تتصرف وأين تفجر نفسها وفي أي مكان ولا تعرف عدوها الحقيقي، وهي كذلك سيكون زوالها إذا ما استمرت في نهجها الدموي الذي ضد المدنيين والأبرياء قريبا لأنها خالفت كتاب الله وسنة نبيه وخالفت الشريعة والصواب ، وهي إذا كانت وراء كل هذه العمليات تقتل نفسها بنفسها وما هكذا تحرر الأرض يا قاعدة وما هكذا يكون الجهاد ألا تتقون الله وتخافوا عقابه.

وخواتم مباركة ،،،،،،،،،،،


في الجمعة 19 سبتمبر-أيلول 2008 02:06:19 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=4187