الوطنية الفضفاضة
منال القدسي
منال القدسي

عندما يتبنى الإنسان القضايا الوطنية ويناضل من أجلها في المقايل والاجتماعات، تظل الأنظار مشدودة اليه ويكون الآخرين متيقنين ان هذا الإنسان عندما يصبح النضال في الميدان، فأنه سيكون بطلا مغوار وسيغادر المقايل.

هناك الكثير ممن ادعوا الوطنية واصطنعوا حولهم هالات واحداث، بل وافتعلوا حولهم احداث مسهم ضررا منها في سبيل الصيت واقناع الآخرين بأنهم الأكثر وطنية.

المبادئ الوطنية السامية لا يمكن ان يحملها انسان وهو أسير لمصالحه الشخصية الرخيصة، ووطننا الحبيب يزخر باناس وطنيين شرفاء نذروا انفسهم للوطن والقيم النبيلة التي يحملونها، ووضعوا حياتهم في كفة المبادئ السامية التي جبلوا عليها هكذا هم لا يستطيعون إرتداء الاقنعة او المتاجرة بالمبادئ..

كما يزخر وطننا الحبيب بالخونة والمدسوسين والوطنيين المخمليين وهم غالبية تحكمهم وتسيرهم المصالح الشخصية الضيقة ولهم جلود كالحرباء يستطيعون تلوينها وبما يتلائم والمصلحة الشخصية وتكمن المشكلة هنا! كيف يمكن فرز الخونة والمدسوسين والمتوشحين بعباءة الوطنية وأيهم الأخطر على الوطن وحركة النضال واياً من تلك الفئات الأكثر خطورة؟؟

بالطبع كل تلك الفئات من الكائنات الحية الواطية، التي لاقيم ولا اخلاق لها خطرة ولكن من يتوشحون عباءة الوطنية هم الأخطر كون تلك الفئة تعيش في محيطها وتنتفع منه وتمتص خيراته باسم الوطنية والمصلحة العامة وترتقي لتصل الى مرتبة التحدث باسم الوطن والمواطنين وتصل الى مراتب عليا مثل اعضاء مجلس نواب او وجاهات ومشائخ، وعندما تتقاطع مصالحها الشخصية الآنية مع المصلحة الوطنية او المصلحة العامة ودون ادنى تردد يغلبون المصلحة الشخصية والتي يندرج تحت مظلتها مصلحة الشلة الإستغلالية التي تجمعهم المصالح الشخصية بغض النظر عن الانتماءات وعلى طريقة "شيلني اشيلك"..، كون انتمائتهم بالأصل قائمة وموزعة كأدوار على اساس المصالح الشخصية.. ومثل هذه الفئة الرخيصة تجدهم موزعين على احزاب قد تكون ليست متعارضة بل متناحرة ورغم ذلك تلك العينة التي نتحدث عنها تجدهم بالمنابر والاعلام المقروء والمرئي يدلون ويكتبون بعبارات نارية وهم في مقيل واحد من باب توزيع الادوار، ويتعذر على المرء اكتشافهم، ولكن هناك مواقف يفشلون فيها بالاستمرار بمغالطاتهم ويفضحون انفسم بانفسهم، ولي قصة مع احد الوطنيين المخمليين والذي تبوأ مركز عضو مجلس نواب او كما يسمي نفسه برلماني ويكفي ان نعرف وطنية اعضاء مجلس النواب انه ومنذ عام 2003م وهم يحتلون مجلس النواب ولم يغادره أياً منهم إلا من ينتقل الى رحمة الله وهناك عضوين او ثلاثة احترموا انفسهم وقدموا إستقالاتهم رافضين ان يكونوا احدى دمى المسرحية العبثية الهزلية البرلمانية الطويلة، اما البقية المستمرة فهي شريكة ومسؤولة عما آلت اليه اوضاع اليمن والشعب اليمني، وشريكة في السلب والنهب والظلم وتدمير البنية التحتية لليمن وافقار الشعب اليمني، وابشع ما في فسادهم انهم خلال اكثر من عقدين مضت من الزمن لا زالوا لاصقين بكراسيهم في مجلس النواب مطالبين باجتثاث الفساد وهم ارباب الفساد...، لن اخوض في هذا الموضوع فهو بحاجة الى حلقات واعود لتجربتي مع احد البرلمانيين المخمليين والذي استطاع ارتداء عباءة الوطنية والثورية ورغم انه كان هناك الكثير من الشكوك حوله وحول وطنيته وتردده على مقايل الاثرياء وموائدهم وجيوبهم ووجود ادلة دامغة على سُحته ومتاجرته بوطنية زائفة لتحقيق اطماع شخصية، هذا البرلماني القابع في مجلس النواب المنتخب منذ عام 2003م (مستقل) ولايوجد في اليمن عضو مجلس نواب مستقل، وكل عضو مجلس نواب يدعمه حزب او جهة للالتصاق بكرسي مجلس النواب، وكلمة مستقل تسمح لصاحبها بتبديل عباءته ويلونها حسب رغبة الجهة الداعمة لايصاله لمجلس النواب.

قبل حوالي اسبوع وجهت رسالة الى البرلماني عبدالسلام الدهبلي اوضحت له فيها ان تعز وابناء تعز وديار تعز وكرامة تعز اهم من قصر شيخ المنجا (البركاني) وكنتُ أتعشم به التحرك لفعل شيء امام الغزاة من اقليم ازال.. البرلماني عبدالسلام الدهبلي آثر الصمت على الرد في مثل هذه الظروف المأساوية التي تمر بها تعز وابناء تعز امام الهجمة المسلحة المذهبية، ربما اكون قسوت على البرلماني الدهبلي ولكن من اجل تعز وهو من تعز ومازلنا نتعشم فيه الخير لتعز امام مايراه من حقد وبشاعة الإنتقام من تعز وابناء تعز في مسيرة قرآنية مذهبية لم تشهد اليمن لها مثيل من قبح وكذب ودموية.

المفاجأة كانت برد برلماني آخر لبس عباءة الثورة ونصب نفسه متحدث بإسم المقاومة الشعبية وهو ليس مخولا بذلك، وهو حاليا يتجول بالرياض حاملا كشف باسماء شلته يطلب اعتماد رواتب لهم!!

ذهب ليمثل تعز والمقاومة الشعبية وترك تعز والمقاومة وتفرغ للحصول على رواتب له ولزملائه!! في العام 2011م هذا البرلماني انظم للمؤيدين للثورة وحصل على راتب ورغم ان الراتب كان شيءً لا يذكر ولكن من قرر له الراتب كان يعلم وزنه وثقله وتأثيره! في تلك الفترة تناقشت مع احد الزملاء متسائلة لماذا يسخرون هكذا من مشائخنا (كنت اعتقد انه شيخ )!! شيخ وعضو مجلس نواب وثائر يقررون له خمسون الف ريال بالشهر!!! ردّ الزميل هذه قيمته ولو كان الامر خلاف ذلك لرفضها وبالأساس لماذا يقبض ثمن ثوريته؟ كنت اوجد مبررات للاحتفاظ بصور نقية في ذهني لمثل هولاء الثورجيين، ولكن... هذا البرلماني الشيخ عندما دافعت عن تعز وابناء تعز في مواجهة احد زملاءه، هب من الرياض مدافعا وبنفس الوقت اتهمني بانني مدسوسة واجنح لزرع التفرقة بين ابناء تعز واشق وحدة الصف.

هنا أرد عليه وبإختصار شديد:

- انت تفهم ماكتبت ولكنك لا تعي ما تكتب.

- انا في تعز وتواصلت مع قادة في المقاومة اناشدهم اتاحة مجال للمشاركة في القتال او اسعاف الجرحى في الخطوط الامامية.. وانت في الرياض تبحث لك ولشلتك عن رواتب وتتاجر باسم المقاومة وباسم تعز ولربما تطوف بين الاثرياء من المغتربين اليمنيين حسب تاكيد احد الصحفيين في الرياض وتعز تحترق بنيران الغزاة.

- انا لم اتردد يوما على مجالس الاثرياء اطلب منهم دعما مادي وعلى استعداد لدعم المقاومة بجزء من راتبي شهريا.. اما انت تتمعيش من المقاومة وثوريتك ولقب برلماني.

- إن كنتُ كما تقول انني مدسوسة فاتحداك للمناظرة على اي قناة مرئية، ولا اخفي عليك بانه بعد مقالك تدفقت علي المكالمات والايميلات حاملة في طياتها ما لم اتمنى معرفته عن مواقفكم المخملية.

- قف أيها البطل الخمسة نجوم ومزق كشف الاسماء وارقام التلفونات الذي تتجول به في الرياض وتفرغ لتعز وابناء تعز ونساء وايتام وارامل وثكالى شرفاء المقاومة الشعبية بتعز، لقد كنت اسوء من يمثلها، واترك للقارئ الحكم في وطنيتكم الفضفاضة وبرغم ذلك لن اقول انك مدسوس، فلا زلتُ احمل لك احتراما واعتبر ما بدر منك مجرد زلة.

- جميل منك الوفاء لصحبة مقايل وموائد الاثرياء ولكن الوفاء لا يكون على حساب تعز ودماء الشهداء، واستحلفك بالله ان لا تستغفل الناس بتلك الطريقة فللناس عقول يفرقون بها بين الحق والباطل.. وبين المناضل والثورجي.

- لقد اسئت في رسالتك الاعتذارية لصاحبك لكل احرار تعز وشرفاءها ولكل الدماء التي سالت والاروح الطاهرة التي سقطت كي لا تسقط تعز.. فتعز ايها البرلماني لم تسقط كما تظن بسبب كلمات مجلجلة قيلت إرضاءً واستجداءً لأشخاص، فتعز في ظرف لا تبحث فيه عن كلمات رنانة وانما عن افعال ومواقف.

- الكلمات الرنانة التي قالها صاحبك في ديوان المحافطة قد تكون هزت مشاعرك لكنها لم تنطلي على الرجال الوطنيين الشرفاء الاحرار ونشكرك على المعلومة التي اتحفتنا بها فلم نكن نعلم ان تعز لم تسقط كما سقطت إب بفضل كلمات رنانة قالها صاحبك فأرتعب لها الحوثي وكانت اشد وقعا عليه من الصواريخ فتراجع عن اكتساح تعز!!! الا تعلم ان صاحبك البرلماني هو احد مستقبلي وفد الحوثي في تعز اما انك تنظر لذلك من باب كرم الضيافة!!!..

ولكن السؤال لماذا تم اكتساح تعز بعد ذلك من قبل الحوثيين واعوانهم واين تلك الكلمات الرنانة والوعيد والرعيد من قبل صاحبك بانه سيكون حزام ناسف ام اننا اصبحنا نهتم للكلمة ونتغاضى عن الفعل ايها البرلماني!!

الجميع يعلم ان تعز لم تسقط ولن تسقط لان فيها قادة وطنيين احرار شرفاء، هبوا دفاعاً عن تعز، وهم الان يتقدمون صفوف القتال لا صفوف السحت والإستجداء.. وليس اشد نكئأً على تعز وابناؤها إلا اولئك الذين نحسبهم شرفاء وهم في حقيقة الامر ليسو اكثر من متلحوسين لا ملة لهم الا المال والمنابر ولا تهتز مشاعرهم واقلامهم الا لرفقاء الاستعطاف والاستجداء.

وكان الاولى والاجدى بك حضرة البرلماني وانت قابع في فنادق الرياض ان تعمل شيئا لصالح المقاومة في تعز، اين الاصوات التي انتخبتك في دائرتك لماذا لا تحشد انصارك دعماً للمقاومة، مالدور الذي قمت به وانت لصيق بالقيادة في الرياض لدعم ومساندة المقاومة وتزويدها بالسلاح بدلاً من المطالبة بتزويد صاحبك بالمال والسلاح لتحرير ( مفرق ماوية ) فمطالبتك لا تختلف عمن طالب بتزويد الشايف بالسلاح!!

كن مطمئناً ايها البرلماني فلا احد التبس عليه الامر الا انت وان كان هناك ثمة رسالة تريد توجيهها لطرف ما خدمة لصاحبك واستجداء واستعطاف لمنحه راتب او دعما او ... فارجو ان لا يكون ذلك على حساب تعز، وليكن قلمك حراً وابتعد عن الاقلام الرخيصة واغتنم لنفسك الفرصة فقد كنت ممن خدمتهم ثورة فبراير ٢٠١١م وحُشرت في كل المجالس والمحافل والحوارات والمؤتمرات وعلا شأنك، ولكنك تأبى الارتفاع وتحن للإنبطاح مع رفقاء المقايل، اسيرا ضعيفا امام مصالحك الشخصية ولا تجعل عقدة النقص لديك تحول بينك وبين تغليب المصلحة العامة ومصلحة تعز، هناك امور لا اريد الخوض فيها ولكن من حاولت توجيه الرسالة اليهم لتلميع صاحبك هم يعرفونه جيداً وبعد رسالتك التي للأسف اصبحت وصمة عار في جبينك وانت تدافع عمن يبرر للخونة خيانتهم، كشفت نفسك والجميع بات يقيناً يعرف من تكون!!

اخيرا اقول لك لقد اسأت للمقاومة واسأت لقادة المقاومة واسأت لتعز، ولابد ان تعتذر لهم ولتعز عن اساءاتك التي ترقى لمستوى الأثم الذي لا يغفر.


في الإثنين 29 يونيو-حزيران 2015 06:21:03 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=41582