عفاش – قُتِلَ كيفَ قَدّر
علي بن ياسين البيضاني
علي بن ياسين البيضاني

رأس الأفعى ينفث سمومه يمنة ويسرة ، فكّر ودبّر ، وتآمر ودمّر ، ثم نظر مليًا ، ورأى نفسه محاطًا بعاصفة لا قبل له بها مثل كل مرة ، ولا مجال لألاعيبه أن تنطلي على الآخرين مرة تلو مرة ، والآن تنكسر الجرّة ، وتخرج الأفعى وحيدة تبحث الأمان في أي حفرة ...

عفاشنا للأسف كتب تأريخه في أسوأ صفحات اليمن قديمًا وحديثًا ، أنه بنى جيشًا عظيمًا وجهَّزه بأعظم الأسلحة الفتاكة لكن لقتل شعبه ، وتدمير وطنه وتحقيق نزغاته ونزواته الشيطانية ، ولإرضاء شهوته في حكم اليمن وشعبه أو تدميرهما معًا ..

جاءت العاصفة ظنًا منه أنها ستكون ريحًا باردة وسلامًا عليه وأسرته ، وبدأ يستخدم ألاعيبه الشيطانية ففشل ، صحى من صدمته فاتضحت له العاصفة أنها حازمة قاصمة تدمّر كل ظالم ومتجبر ، ومساكنهم شاهدة على عصفها وبطشها ..

سئم الناس من طول بطشه وظلمه ، وظنوا وأيقنوا أن لا أحد يقدر عليه ، قال تعالى ( أيحسب أن لن يقدر عليه أحد ) ، فتفكرت وتدبرت فقلتُ في نفسي ما الحكمة من أن تعرض عليه الدنيا بحذافيرها حصانة وضمانة وثروة واستقرار في وطنه جاءت بذلك المبادرة العرجاء ، ومع ذلك فعفاشنا المعتوه يرفضها ، ثم يلتف عليها كالحرباء ، يريد العودة من جديد ليحكم ، فرأيتُ أن لله في ذلك حكمة وتدبير نجهله نحن البشر ، وخاتمة يبدو أنه ستكون مثيرة ومفاجئة ، وعبرة وآية لكل الظالمين المتجبرين ، وشعرتُ أن الله علم ما في نفسه من خبث وحقد دفين على عباد الله المؤمنين أهل الإيمان والحكمة ، الأرق قلوبًا والألين أفئدة ، فأراد الله أن يستدرجه لأمر يتناسب مع ظلمه وبطشه وتجبره وتكبّره ..

التحالف الشيطاني ( الحوفاشي ) يدمر بيوت عدن على ساكنيها من أجل أن تستخدم كورقة لينال فيها الخروج الآمن فقط ، وتعز تدمّر ويُقتل أبناؤها فقط من أجل أن يشفي غليله ، ويطفئ لهيب حقده عليهم لأنهم من صنع نعش سقوطه فى اليمن ، ومأرب يريد لها مصير عدن وتعز لأنها عصية عليه بوحدتها وتماسكها ..

رفيق دربه في تدمير اليمن ( علي أبو الحاكم ) نال جزاءه الإلهي في ضربة واحدة فقط ، وبالأمس القريب كان يصول ويجول ويتوعد ، وسيلقى كل ظالم ومتجبر الجزاء الذي يستحقه فى الدنيا ، أما الآخرة فأظن أن خصماءهم سيكونون في موقف الحشر والحساب كثيرين ، وحينئذ لن تنفع الألاعيب والمراوغات ...

 

اليمن الآن تشهد مخاضًا عسيرًا ، وسيأتي من بعده الفرج إن شاء الله تعالى ، لكننا قوم يستعجلون ، ولله في أقداره حكم وعبر ، ولعل أعظم عبرة سيشهدها اليمن في تاريخه هي عبرة علي عفاش ومن بعـــــده عبد إيران الحوثي وأزلامهما .. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..


في السبت 16 مايو 2015 08:10:08 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=41474