صعاليك الله والمقاومة فوق 18
فيصل علي
فيصل علي

كنا مجموعة صعاليك نخزن على ارصفة الشوارع إيجاد "الديازبام" كان مشكلتنا اليومية، والقات لم يكن ذا تاثير فعال بدون الحبوب ، تعاطينا الحشيش في لفافات الورق ودخناه في الازقة في الليالي الحارة وطابت اسمارنا..

كنا نسمع عن تفجير الحوثة للمساجد في صعدة ودماج وكتاف وعمران وصنعاء وكنا نستغرب من المسيرة القرآنية ماهذا القرآن الذي يفجر البيوت والمساجد والمدارس كان الحشيش يفعل فينا انا واصدقائي افعاله الجسام، لم نفكر في تفجير مسجد ولا حرق كرتونة مرمية في التريق.

ضايقنا البنات المارات في الشوارع ، وهاوزنا اللاتي يظهرن من شبابيك العمارة وبلكوناتها وحبينا وانحبينا لكن الظروف امبر من الحب والغرام.

لكن قلدني الله كانت حقنا المعاكسة للبنات باحترام مش مثل حق الأيام اذيه ، لم نكن نعلم انهنحتى يعبرننا، ولم نكن نحظى بابتساماتهن في كثير من الأحيان اصلا الهبل يتثلمين وما اناش داري مو كنا نبصر، بس الصدق كنا نشعر انهن طيبات وبنات ناس، واحنا الي وسخين وعيال كلب ،أصدقائي بطلوا يمشطوا شعرهم وبدانا نضع على رؤوسنا الصماتات المتسخة من غبار الجو ودخان السجائر.

فكرنا بسرقة الصيدلية المجاورة لنحصل على الديازبام، لكن صديقي منعنا لان امه المسنة كانت تشتري منها علاج للسكري وصاحب الصيدلية يقرضها الى أجل غير معلوم.

وجوه الاطفال هي فقط من كانت تبتسم لنا وكنت اشعر بحبهم، لم يكونوا يستغربون منا وهم يخرجون الى الاسواق بعد المغرب مع ان اشكالنا لم تكن تنبئ عن خير.

يزعجنا الحمقى ويقولون عنا المحببين المحششين اصحاب الموتورات ولم يكن معنا سوى 2 موترات واحد لحمدي والاخر حق عبده وكانا هما مصدر عيشنا الوحيد..

لم نكن في حال يسمح لنا بالحصول على مصروف يومي .. اسرنا يعلم بحالها الله وكنت اشعر بالذنب لاني لا اجد عملا واصرف على بنات اختي اليتيمات وهن وامهم كل من تبقى من عائلتي.

الغلاء زاد عن قدرتنا كثيرا والناس خائفين يترقبون وصول انصار الله الى مدينتنا، هكذا سمعت احدهم يقول بالتلفون وهو يهاتف ربما صديقه ويقول له أيضاً متأكد انت انهم بايخلصونا من داعش والقاعدة والمطاوعة.. لعنت الله عليك يا ابن القحبة! هكذا قلت والتفت نحو المسجد الذي لم اصلي فيه سوى ليلة 27 رمضان العام الماضي، فانا لست من المصلين لكني احبهم، واعلم انهم سيذهبون الى الجنة ساني، وعندما سمعت ابن الكلب يقول سيتخلصون من المطاوعة راح حسي عند المصلين وقلت سيفجرون المسجد وسيموت الجميع..

ناديت عبدالله تعال اشاورك اخبرته كل الذي دار في رأسي قال وهو ينظر لي باستغراب :"معك عقل انت احنا ما نصليش ولا لنا دخل خلهم ينزلوا ملح" .. الله يلعنك وخالك يصلي معاهم ويأذن أحيان قال طز بعاره مارضاش يزوجنا بنته سعاد..

كان الرصيف هو كل قدرنا، وكان دكان جارنا ابو حسن مأوانا من المطر ونستخدم الحمام الذي فيه عندما تغلق حمامات المسجد..

وعندما عاد صديقنا راضي من السفر مر برصيفنا واهدانا بعض الملابس الجديدة، واخبرنا انه تزوج في جدة ، وان حالته المادية كانت قد تحسنت كثيراً، وانه فتح مطعم فول، وجاملنا بعرض ان نعمل عنده لم يطق مصافحتنا مثل الأصدقاء .. ربما له عذره فروائحنا لم تكن مقبولة بالمرة لكننا تعودنا عليها ، بينما هو يضع عطر فرنصاوي..

كانت حركة الشارع غير عادية الكل يتحدث عن اقتراب أنصار الله وكنت أسأل نفسي وانا من أنصار من؟ واضحك وانا ممسكا بسجارة الحشيش انا من أنصار هذا الملعون الذي يجعلني أنسى الله وانصاره وانصار جدتي حضية..

كان اطلاق الرصاص خفيفا اول الليل وكان عبدالله في سوق القات خفت عليه ولم اخف على اصحاب الموتورات فهم ملاعين بايخارجوا انفسهم ، مرت الدبابات من الشارع والناس تهرب، تمركزت تلك المدرعة في الجولة وبدأت تقصف الحي المجاور الذي يقال ان فيه مقاومة ..

قررت ان استطلع ما المقاومة!! واذا بعبدالله اقبل بقات عجيز مدعس وقال لي فين رايح يا ليد قلت اله اشجن للمقاومة .. قال يلعن ام امك وام الي خلفت امك سارح يرصصوا عارك وترجع بلا راس تتهطبل؟! وسحبني ودخلنا دكان العم ابو حسن وهو ممدد يقرقر البوري حقه ..

قلت له عبدالله انا فدى لارجل أمك مو هي ذي المقاومة ؟ يا لعينة الملعونة قال غاضبا هي الموت والرمي وقلة الراحة والمكاردة.

اها حرام ما يفهمك الا الي خلقك والا امك مخلص الهبيلة .. تقول امي هبيله يا حقير وعادهي العام الماضي رسلت لنا حلاوة من القرية .. اللهم اني اسف ووووعبادي.

اشتدت اصوات التفجيرات مع اذان الفجر ونظرت الى المسجد وقلة من المصلين راحوا يتركوعوا الفجر .. قلت بني بمبت حتى عباد الله يخافوا، وعند شروق الشمس بكرت اشجن لانصار الله الي برضه ما صلوش فجر بالجامع وجالسين بالجولة محملين البنادق ساع الشواعة..

سلمت عليهم وقلت صباحكم يا أنصار الله ماحد رد قلت بيني وبين نفسي بني اير حماري ليش ما يردوش التصبيحة مو الرد غالي ؟

سالتهم من اين البلاد يا عيال قال واحد من خارف .. الله يعلم اين هي خارف قلت الله يحييكن لا عندنا وذلحينت مو تعملوا هونه ولموه محملين بنادق من تحاربوا؟ قالوا داعش قلت المقاومة الا وواحد نكع وصفعني بالطبان حق البندق لما ارتكزت على رأسي انن الله يعلن ابوك لموا تضارب؟

سألني تعرف المقاومة قلت اعرف المقومين سمعت الناس يقولوا مقاومة مو دارنا مو شفتم المحزق بعرضي والا الجعب؟

رحت لي من عندهم جهال هبل يلعن ابوه ما سنى وادهر لا عندنا مو جيتهن انن الله ينتقم منكم.

رحت المخبازة حق فازع اشل لي رشوش مرق كانت الساعة 11 وانا اتغدي واتقرع مع بعض سمعت اثنين شباب يقولوا مقاومة الا وانا اتركزين اذاني ساع حق الكلب وخلصت أكل ورحت لهم وقلت انا اشتي اروح اشوف المقاومة ضحك واحد والثاني قال مو تفعل قلت اتعجب على خلق الله ولو به معهم نيس اتحمله لهم بلاش ، شلني معه ورحت وشفت شباب زنيط يتعلموا داخل ورشة الحاج على السلاح قلت لهم علمونا مو تحسبوا ما اعرفش ارمي رميتوا بالعرس حق خالي ببندق زاكي الكرام بس حرام انه رفس بي لا طرف الاكيب تقولوا الا صعب حاسك دخن، وعلموني ارمي هذيك اليوم.

علموني معاهم على تركيب الرصاص للقشطة حق الآلي وكيف انصنع قلت لهم باقي اصحابي اروح انديهن لا هونه منحنا خمسة بس اشتعلمونهن قالوا تمام بس اوبه تكلم حد غيرهم .. روحت مغرب وهم مخزنين بالرصيف واترافست انا وهم ووافقوا الثلاثة وبقى عبدالله مزبط قال اير الحمار بامه من شجي معانا.

اقنعته سحر اول وبكرنا عند العيال وتدربنا وطلبت منهم ان نقوم باول عملية، كنت اشتي انتقم من الي ضربنا بالطبان حق البندق وكسر لي جشائبي.

رحنا الخمسة ورجمت انا بالقنبلة لاعندهم نشرتهم ملخ، ورمينا عليهم وما عاد عرفت من هو تلي سكعنا منهن وقلت حقه مع بن الكلب..

امس اشتد الضرب بالحارة السفلى تخبينا وراء التانكي حق دبوان ، وبديت انا بالرماية على الطقم وهرب .. بالطريق سالت عبدالله اين المصلين حق الجامع ما يجاهدوش قال هذولاك مشلخين معطرين بعودة ونظاف ومعاهم تلفونات جدد وصنادل جدد ليش يقاوموا ؟

كان سكان الحارة كلهم تقريبا فحطوا هههه بقينا احنا الدشر بس خيرة الله مدري مش احنا نتورثهم لو هربوا وما رجعوش خالص..

شفنا طقم فوقه رشاش عبدالله رمي سواق الطقم والي ماسك بالرشاش مد على ابتنا رماية ورمينا لكنه كان سريع شفت عبدالله مقتول واثنين جرحوا من العيال وانا تخبيت بالزغط وعبده صاحب الموتور اب حماري هرب ولا رجع ، قهرت على عبدالله وبكيت وجاء الشباب اسعفوا العيال حمدي ومصطفى ، وشلينا عبده للمقبرة وصلينا عليه وكان الإمام بعد الصلاة يدعوا له بالجنة والفردوس وكنت انا مستغرب انه به جنة وبه فردوس وخلصنا نقبر رحت للإمام قلت له ماهي الجنة وماهي الفردوس؟ قال هي الجنة درجات الفردوس مرتبة عليا قلت بخت ان عبدالله يخلوه بالخلوة العليا ، هو والف يرقد بالسفل حق امه بالقرية والا بالرصيف ما بيجيبوش نوم طالع ..

سألت الفقي تقول يا فقي وانا بادخل فردوس؟ قال اكيد قلت له اخر مرة اصلي ليلة 27 رمضان والا هذه صلاة الجنازة ومن غير وضوء .. نظر لي الفقي باحتقار وقال استغفر الله وسألني وعبدالله كان يصلي قلت له يصطرع حرام لا قا قد توضأ وضوء قال الله اكبر وانا قلت الله أكبر قال الله أكبر انا قلت الله أكبر وعليها تكبيرة بتكبيرة وقال مو من مقاومة وما تصلوش؟

قلت له من هو فارغ يصلي كان معانا عمل قال مو تشتغلوا قلت له نخزن ونحشش .. الا ما ليل به ونعم ونعم مو من ناس انتم؟ قلت له غصبا عنك عبدالله بالجنة لانه شهيد كان يقاتل الي دخلوا بلادنا وهتكوا اعراضنا وخلوا اصحاب الحارة يهربوا والمصلين حقكم يهربوا كمان.. جزع من جنبي وهو مغذور يا لطيف كأنه شيكل كلب لو حصله.

رجعت للشباب وقلت لهم القصة حق الفقي قال لي شاب حالق شنبه ودقنه تعال وجلست جنبه، وقال لي انت تؤامن بالله قلت أكبر أؤامن ، وقال تشتي تدخل الجنة قلت له ايوه انا وعبدالله صاحبي بس الفقي كبر اربعة وأربعين تكبيرة لان احنا ما نصليش كيف باندخل الجنة؟ قال الفقي مش حق امه الجنة قلت له حرام انه سدقك قال الجنة حق الله يجزي بها من أراد قلت له افدي قراطيس قلبك زيد زيد ..

قال واحد يدلفع عن شرفه وعرضه وارضه وقدم حياته يدافع عن شعبه ضحى بروحه ودمه لاجل الحق والخير وكان يدافع مش معتدي كيف ربي ما بيدخلوش الجنة؟

قلت له الفقي قال كذه قال الله ارحم منا واجود منا ولو عرف صدق إيمانك وإخلاصك لبلدك واهلك وناسك ما بيتركك ابدا.

جعرت لما حسيت روحي باتخرج الله طيب وكريم وانا الي كنت اتزبط وما ارضاش اصوم ولا أصلي، لكن من ذلحينت وذلحينت با اصلي .. وسألت نفسي اين با أصلي وانصار البقري يفجروا المساجد ؟ قلت لنفسي ماذلحين هم انصار الله واحنا صعاليك الله وشنشجن من هو شدخل الجنة؟

سألت الشاب لو فجروا المسجد اين اصلي قال فوق رؤوس اماتيهم ادعسهم وصل.. قلت حرام انك طاهش بن طاهش حرام ما بقى مخنوث منهم ببلادنا وانا بصلي بعارهم صلاة وحج وقاح بم.


في الجمعة 17 إبريل-نيسان 2015 05:54:05 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=41390