عن حوار الرياض
محمد الصالحي
محمد الصالحي
في ظل الوضع اليمني الشاذ لايزال هناك بصيص أمل في انقاذ اليمن من الانزلاق التام إلى الكارثة. وعندما تعلوا أصوات البنادق تخبوا أصوات السلم. كانت ولا زالت المملكة العربية السعودية الجارة الكبرى لنا فهي أكثر دول المنطقة حرصا على اليمن انطلاقا من موقع وأهمية اليمن الاستراتيجية وروابط الأخوية والدم والعرق وساندت ودعمت اليمن في جميع ازماته نختلف أو نتفق مع السياسة السعودية لكن هناك حقائق مثبتة. .. الرياض وافقت على استضافة حوار يمني لعله ينقذ اليمن يكون فيه تساوي الأطراف على خلاف الحوار الذي يصر عليه الحوثي تحت تهديد السلاح.
كان للحكومة السعودية دور في تقديم مبادرة الخليج خلال ثورة 2011م وبمنطق العقل كانت المبادرة هي طوق النجاة التي أنقذت اليمن حينها لكن للأسف كان للدور السلبي المبعوث الأممي جمال بن عمر في تسيير الحوار وعقد الاتفاقيات في تهميش المبادرة وفي تغييب الدور الخليجي.
على الجميع التقاط الطوق الممدود من دول الجوار والدول العربية الشقيقة على جماعة الحوثي إدراك أستحالة تفرد طرف بحكم اليمن وعليها تغليب وطنيتها عن الارتهان للقرار الإيراني الذي لايهمه سوا مصالحهم. على زعيم الحركة الحوثية أن ينظر لوضع اليمن بعد 21 سبتمبر بنظرة مجردة وينظر الان للوضع الذي وصلت البلد إليه بسبب مغامرة جماعته الغير محسوبة.. مصالح اليمن مشتركة مع دول الجوار وليست بدولة طائفية لن تقدم لليمنيين غير الموت والشواهد في البلدان العربية خير دليل.
السعودية بخلاف الدعم الاقتصادي الكبير والمشاريع المتعددة لليمن تتواجد على أرضها مايقارب من اثنين مليون مغترب هؤلاء من أكبر الروافد المالية لليمن من خلال المبالغ الكبيرة للحوالات بالعملة الصعبة الى اليمن..
الجارة السعودية رممت صالح واعادته للحياة لكنه قابل الاحسان بالاساءة, وعمل جاهدا على تسليم اليمن لايران, ومع ذلك لا زالت تمد اليه يد السلام.
جماعة الحوثي وجهت كيلا من التهم وسيولا من الاساءة للجارة السعودية, وحاربت جيشها على الحدود, ومع ذلك لازالت تنظر اليها كمكون يمني, املة ان تتخلى الجماعة عن سلاحها وتغمد سيف حقدها, وتؤمن بحق الجار , وتدرك ان امن اليمن من السعودية وامن السعودية من امن اليمن.
السعودية التي انقذت اليمن من حرب اهلية بمبادرتها في 2011م هي من ستخرج اليمن من ازمته الراهنة, وحوار الرياض هو المخرج لان جماعة الحوثي بتحالفها مع صالح, ودعمهم للمتمرد السقاف في عدن, واستخدامهم للطيران لقصف مقر الرئيس هادي, وحشدها العسكري لمحاولة اقتحام تعز, قطعت بهذه التحركات كل الطرق والامال امام اي حوار داخلي, وزادت من قناعة الجميع وادراكهم بان اي حوار داخلي لن يتوج بالنجاح في ظل سلاح المليشيا المتواجد في كل ركن من اركان الوطن, وان الرياض هي الوجهة الصحيحة لحوار اليمنيين.


في السبت 21 مارس - آذار 2015 03:03:59 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=41258