الحرب والدم للوصول إلى السلطة !
طارق العضيلي
طارق العضيلي
 

افتتحت السنة الحالية 2015 عامها بسلسلة من الانتهاكات والتجاوزات ،وتفريغ وثيقة السلم والشراكة ،ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي ضل قرابة العامين بالعديد من التفجيرات التي راح ضحيتها عشرات الابرياء في إب ،وكلية الشرطة ،ورداع ،وأرحب، ودق طبول الحرب حالياً في مأرب ، وصنعاء، واختطاف بن مبارك وختاماً بالرئيس هادي الذي مازال مصيره مجهولاً حتى كتابة هذا المقال كل هذا وغيره هو نحو العبور وإغتصاب السلطة .

اشتعال فتيل المعارك حالياً بين قوات الحرس الرئاسي التي ضلت محصورة ومطوقة من كل الجهات بعد تخلي الجيش عنها كما هو واضح في كل معركة يقوم بها الحوثيين و فصل الجهة المحاربة عن باقي الجيش هو لعبة قذرة لكنها ناجحة مع من هم اكثر قوة وكبرياء وفساداً في الارض وكما قال المتحدث بإسم انصار الله الحوثيين ان هذا كله هو من اجل تنفيذ اتفاق السلم والشراكة لاغير !!وهذا ما جعل البعض يعيد فتح حساب الصفحات والحروب السابقة التي حارب الحوثي من اجلها تحت مسميات كثيرة تبين فيما بعد ان الغرض من هذه الحروب وسفك الدم اليمني الذي سال مع كل رصاصة طائشة هو الوصول الى السلطة بنكهة طائفية ودينيه مهما كان الثمن.. الواقع يقول ذلك وما عداه يضرب به عرض الحائط.

مشهد جديد ،احداث جديدة ، تطورات متسارعة ، محاصرة واقتحام دار الرئاسة، هناك ميليشا من اطراف مختلفه منها حوثيه ومنها عفاشيه هدفهم الوحيد هو اسقاط كل ما تبقى من شرعية دستورية وهو الرئيس هادي وحكومة بحاح وبالتالي نحن الان امام واقع جديد ومشكله كبيره وحقيقية في اليمن خاصة عندما يتم اسقاط رئيس منتخب من كافة الشعب بميليشيا لاتمتلك أي رؤية سياسية او اقتصادية اوفكرية للمستقبل وعندما يتم نهب اكبر ترسانة للسلاح في الجيش اليمني ليس بالأمر السهل خاصة وان هذه الاسلحة سيتم استخدامها في غير محلها ،وقد يحصل تنظيم القاعدة على جزء كبير منها وهذا ما سيجعل اليمن مقبلاً على وضع سيئ وحروب متنكرة بعباءات طائفية، وقبلية ،ودينية مقيتة ما ستشهده اليمن هو الفوضى والفوضى فقط

منذ شهر ديسمبر 2011 تحديداً عندما بدأ الشعب بانتخاب رئيس متفق عليه ،ومناقشة دستور جديد ،ومؤتمر للحوار وأخر للشركة كل هذا سيذهب في ادراج الرياح ، الساعات القادمة سيكتمل فيها الانقلاب الحوثي عافشي وسيتم تشكل مجلس عسكري او ماشابه تم الاعداد له مسبقاً مع نظام المخلوع ربما يجعل الرئيس هادي تحت رحمة الميليشا وتنفيذ كل مايطلب منه ان لم يطاح به، كل هذا وغيره وارد في ضل هذا الوضع المعقد الذي يمر بها اليمن منذ عقود 

مجلس الامن والذي في هذه اللحظات يعقد جلسة مغلقة حول الوضع الشائك والمبهم في اليمن واعتقد ان مجلس الامن اصبح فاشلاً بكل المعايير والمواصفات واصبح عند الكثير من اليمنيين يمارس عملية التضليل والتدليس على الشعب اليمني ولم يعد بمقدوره عمل شي في هذه اللحظات سوى النفاق فقط!

مزيدا من الفوضى ،مزيداً من الدمار والخراب لما تبقى من مؤسسات الدولة ميليشيا تلتهم دولة في هذه اللحظات ،الجيش غادر منذ زمن بعيد صفوف الوطنية والكرامة التي اقسم من اجلها اعتقد منذ الاطاحة بالجنرال علي محسن ،والعميد القشيبي وتحول الكثير من هذا الجيش الكرتوني الى ولاءات وميلشيا تحارب وتساند الميليشيا نفسها وتقضي على ماتبقى من الدولة ومؤسساتها ونهبها ايضاً .
في الخميس 22 يناير-كانون الثاني 2015 07:47:42 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=41006