طلابُ العلم لم يسلموا من الاختطافات ..
محمد سلطان اليوسفي
محمد سلطان اليوسفي

أن يختطف بن مبارك أو حتى هادي فهذا شيءٌ طبيعي ، لقد سمعت بخبر اختطاف  احمد عبيد بن مبارك لكن لم يثر الامر  اهتمامي بقدر ما اثارتني دموعك يا صديقي ، انت أيها الزميل الذي اعرفه حق المعرفة ، اعرف كل تفاصيل حياتك منذ اكثر من ثلاث سنوات وانا أعيش معك، كل ما في الامر أنك اتيت إلى صنعاء لتتعلم لم تأتِ لتحارب لم تأتِ لأي غرضٍ اخر  ، أنت لم تزد على أن شاركت في المسيرات الطلابية التي خرجت تطالب بخروج المليشيات من الجامعة ، انت لا تملك شيء سوى قلمك وكتابك . ما الذي يريده هؤلاء منك ، ولماذا اختطفوك انت ؟!

المكان شارع الدائري بالقرب من بوابة الجامعة القديمة .

الزمان عصر الثلاثاء .

بعد أن لفظت المحاضرةُ أنفاسها الأخيرة يستعدُ جلالٌ ـ الطالبُ في كلية العلوم جامعة صنعاء ـ للعودة إلى منزله في شارع الرباط ، وبينما هو خارج من باب الجامعة فجأة اعترضه ثلاثة مسلحين ، لم يبد جلال أي مقاومة ضناً منه أن هناك ثمة مجال للتفاهم لكن أشخاص كهؤلاء لا يعرفون الا لغة العنف والغدر وترويع الأمنين فقد اعتادوا ذلك ، حيثُ قاموا بوضع عصابة سوداء على وجهه واخذوه بالسيارة إلى مكان مجهول ، بعد ذلك قاموا بضربه وأخذوا منه التليفون وسألوه أسئلة كثيرة عن انتمائه الحزبي : هل انت داعشي ، هل انت تكفيري ...؟، المهم ظل محتجزا لأكثر من ساعة بين اللطم والأسلة التافهة ، فبأي ذنب يلطم انسان مثلك يا صديقي ؟! ثم من الذي سينصفك وإلى من ستشتكي ؟ أنت هنا لا قيمة لك الا بقدر ما عندك من السلاح ، الا ترى شوارعنا مليئة بالمليشيات هذه المليشيات التي تتجول في شوارع صنعاء ، يا لهو من منظر قبيح يشعرني بالتخلف ! هل يليق بعاصمة مثل صنعاء تواجد هذه الميليشيات ، الا يستحي هؤلاء المسلحون الا يخجلون من صنعاء التي تنظر إليهم بعين الازدراء ، تباً لهم من أُناس لا يعرفون من حياتهم الا نوعية القات والسيجارة التي يشترونها ، و يا لهم من اغبياء مرتزقة   ومسيرين .

يا صديقي الناس هنا يجمعهم شعور واحد تجاه هذه المليشيات ، ينظرون بعين الاحتقار لكل من يحمل السلاح ، ويصبون لعناتهم كلما رأوا مسلحاً يمر في الشارع ، كم مرة سمعت ذلك بأُذني ، لكن الناس هنا منقسمين لقد جعلتهم الأحزاب لا ينظرون إلى ما يخدم الوطن بقدر ما ينظرون لمصلحة الحزب فكل واحد يكيد للآخر ، لكن إذا اتحدوا وتكاتفوا سيستطيعون اخراج هذه المليشيات .      

ارجوك يا صديقي لا تبكي امسح عن جبينك هذه الدموع لقد ابكيتني معك ، لا تبكي فسيأتي يوم نأخذ لك بحقك ونقتص لك ولكل من تعرضوا للظلم والتعذيب من قبل هذه المليشيات ، ولكن يا صديقي سأبقى خائفا على وطني طالما بقيت المليشيات فيه واستمر العابثون في عبثهم ...


في الإثنين 19 يناير-كانون الثاني 2015 11:42:43 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=40991